TODAY - February 21, 2011
معتصموا ساحة التحرير: تعرضنا لهجوم مدنيين على مرأى ومسمع القوات الامنية
قلب بغداد يشهد «تظاهرة دائمة» والبعض يسجل معاناته عبر القصائد الشعبية

متظاهرو ساحة التحرير يواصلون اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي مطالبين بتحسين الاوضاع الخدمية والمعاشية ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة

بغداد – العالم
أكد معتصمون في العاصمة بغداد امس الاثنين، تعرضهم لهجوم من قبل مجهولين قاموا بتقويض سرادق كانت تؤويهم في ساحة التحرير، وذلك على مرأى ومسمع قوات الامن القريبة من موقع الاعتصام.
وباتت الساحة الواقعة وسط بغداد منذ 4 ايام، مكانا لتظاهرة "منعقدة بشكل دائم" حيث يبقى بعض المتظاهرين ليناموا ليلا هناك. وصباح امس، كان المئات يتواجدون في ساحة التحرير رافعين شعارات مختلفة تطالب بعضها بمحاربة الفساد واطلاق الحريات واعادة بناء البلاد على اسس الكفاءة والنزاهة، بينما يتساءل محتجون آخرون بشأن استبعادهم من قوائم شبكة الحماية الاجتماعية رغم مرور اربعة اعوام على تقديمهم الاوراق المطلوبة.واشتكى محتجون فقدوا منازلهم جراء المفخخات من عدم تعويضهم رغم الوعود الحكومية، مشيرين الى تغريمهم مبالغ مالية كبيرة لعدم رفعهم الانقاض، واستعان بعضهم بقصائد شعرية كتبها على لوحات وراح يطوف بها قرب ساحة التحرير الشهيرة.
الاعتصام المفتوح الذي يدخل يومه الخامس اليوم، يأتي متزامنا مع موجة التظاهرات التي اجتاحت بغداد في الرابع من شباط (يناير) الجاري واطلقتها مجموعة من الشباب وطلبة الجامعات من اعضاء مواقع التواصل الاجتماعي. وتستعد العاصمة الجمعة المقبلة لتظاهرة يقال انها ستكون الاكبر منذ 2003 للمطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية شاملة.
وفي حديث لـ "العالم" أكد شاهد عيان تعرض اعتصام ساحة التحرير لهجوم مجهولين الليلة قبل الماضية. واوضح الشاهد الذي رفض الكشف عن هويته لحساسية الموضوع "ليل امس (الاحد) توقفت اربع سيارات من نوع بي ام دبليو، وترجل منها عدد من الرجال وقاموا بإزالة السردق الذي نصبه المتظاهرون وسط ساحة التحرير".
واضاف "هذا الامر حدث تحت مرأى القوات الامنية ولكن احدهم تحدث الى القوات الامنية ، وقاموا بازالة السردق وحصل هذا الامر في الساعة 12 بعد منتصف الليل".بدورهم رفض عناصر القوات المكلفة بتأمين الاعتصام الادلاء بأي تصريح لـ"العالم"، مكتفين بالقول ان "تواجدهم هنا هو لحماية المتظاهرين، وهذا حسب اوامر المراجع العليا وعدم التعرض اليهم او لارائهم او لما ينادون به".وتحيط بمكان الاعتصام عربتان عسكريتان، وسياراتا اسعاف واطفاء وسيارتا نجدة ومرور، ونحو من 20 جنديا من وزارة الدفاع ومثلهم من عناصر وزارة الداخلية.من جهته نفى المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، قيام القوات الامنية بالاعتداء على المتظاهرين في ساحة التحرير، واضاف في تصريح نقلته "أصوات العراق"، "ننفي بشكل قاطع قيام القوات الامنية بالاعتداء على اي من المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد"، مبينا ان "لا صحة لما تتناقله بعض وسائل الاعلام عن قيام القوات الامنية بالاعتداء على المتظاهرين او منع المتظاهرين من التظاهر في اي منطقة من مناطق بغداد".وتنوعت مطالبات المعتصمين في ساحة التحرير الذين التقتهم "العالم"، فالشيخ سالم محمد المحمداوي رئيس التجمع الوطني للعشائر العراقية يقول "لدينا مطالب مهمة وتعني جميع ابناء الشعب العراقي ، ونؤكد اننا لم نأت هنا للتظاهر ضد الدولة او الحكومة بقدر شعورنا بالمسؤولية تجاه ابناء هذا الشعب المظلوم".
ويوضح "نطالب بإعادة توزيع البطاقة الغذائية حسب ما اقرتها الامم المتحدة وبأسعار رمزية واعفاء العوائل المتعففة من ذوي الدخل المحدود كالارامل والمطلقات من تكلفتها المالية، ومنح سلف للراغبين بالزواج من الشباب ومنح راتب شهري لكل مواطن عراقي بلغ سن الرشد من ريع النفط، وتحسين مرتبات المتقاعدين والموظفين، وحماية حرية الصحافة وحرية التعبير وتشجيع العلم والعلماء وتزويدهم بما يحتاجون من متطلبات لديمومة علمهم". ويضيف المحمداوي "نطالب بتوفير البنية التحتية لتشجيع الاستثمار الزراعي وخلق فرص عمل للخريجين واعادة جميع المفصولين واطلاق سلف لاصحاب المشاريع الصناعية الصغيرة".
اما سلام رحيم (تاجر 58 سنة)، فيقول "جئت الى ساحة التحرير لاشاطر المتظاهرين هموهم ، ويجب ان تنصت الحكومة لمطالبهم وتنفذها فورا".
ويتابع حديثه لـ"العالم" بالقول "انا اقول ان مطالبهم المشروعة يقابلها فساد رهيب فمن يصدق ان بلدا مثل العراق لديه ميزانية انفجارية تجاوزت الـ 80 مليار دولار ولكن لا يوجد سكر في حصتهم التموينية، والمضحك ان 70 مليار دولار بوبت تحت رسم الخدمات التشغيلية التي لم نرها مرة واحدة متكاملة في اي منطقة من مناطق العراق".اما المواطن حسن صيهود (كاسب 54 عاما)، فيؤكد انه والمعتصمين لا يريدون تغيير النظام، ولكن الحصول على الحقوق فقط، وتابع "لا نريد ان تستمر المظالم علينا فقد عشنا ايامنا من مظلمة الى مظلمة في العهد السابق والان كذلك".
ويتحدث صيهود عن جانب من معاناته الشخصية بالقول "ابرز مظلمة نعيشها الان في منطقة الزعفرانية حيث اسكن واعمل، ففي عام 2006 تعرضت ثماني بنايات لعمل ارهابي ادى الى تدميرها وفي حينها استقبلنا رئيس الوزراء نوري المالكي ووعدنا بتعويض بناياتنا التي دمرت وتعويض سكنة هذه البنايات بكرفانات مؤقتة لحين اعادة اعمارها، ومنذ ذلك الحين لم نتسلم فلسا واحد لا بل فرض المجلس البلدي في الكرادة غرامة مالية بمقدار 500 الف دينار لعدم رفعنا الأنقاض التي خلفتها التفجيرات".
بدوره قال الشاب حسين كفاح الشمري (عاطل 22 عاما)، "اضطرتنا ظروف الحياة الصعبة الى ترك الدراسة الجامعية والتوجه للعمل بالاجور اليومية لسد رمق عوائلنا، ونطالب الحكومة ان تساعدنا بالحصول على فرص عمل في دوائرها ومؤسساتها بدون ان يبتزنا احد بطلب الرشوة للحصول على التعيين نريد ان يتم هذا الامر بشفافية".
ويوجه حسن كاظم راهي (عامل بناء 34 سنة) مطالبته للحكومة بانصافه لانه لم يشمل برواتب الرعاية رغم مرور 4 اعوام على تقديم الاوراق المطلوبة.
ويوضح لـ "العالم"، "اطلب من الحكومة انصافي كوني من المتقدمين للحصول على راتب الرعاية الاجتماعية، ولكن منذ ان قدمت طلبي الى الجهات المعنية عام 2007 لم يستكملوا معاملتي بذريعة ان موعد بصمات الاصابع لم يحن حتى الان ، وانا على هذا الحال منذ اربع سنوات ومن على شاكلتي المئات من المواطنين".


أحد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد أمس يحمل قصيدة شعبية للتعبير عن بعض المطالب التي تكررها الاحتجاجات يوميا