TODAY - February 22, 2011
القذافي يجزم أنه في طرابلس وكلينتون تدعوه إلى وقف «حمّام الدم»
ليبيون يؤكّدون وقوع "مجازر" والجامعة العربية تعقد إجتماعاً طارئاً


في وقت أكد فيه سكان في طرابلس وقوع "مجزرة" في اثنين من أحياء العاصمة، تعقد جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا بعد ظهر الثلاثاء في القاهرة على مستوى المندوبين لمناقشة الأوضاع في ليبيا.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
طرابلس_ ايلاف
أعلن متحدث باسم الجامعة العربية أن الجامعة ستعقد اجتماعاً طارئاً بعد ظهر الثلاثاء في القاهرة لبحث الأزمة في ليبيا التي تشهد مواجهات عنيفة.
من جانبها، طلبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي الثلاثاء فتح "تحقيق دولي مستقل" حول أعمال العنف في ليبيا، مشددة على ضرورة "الوقف الفوري للانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الليبية". وحذرت بيلاي من ان ما ترتكبه السلطات الليبية من "هجمات منظمة ضد السكان المدنيين يمكن أن يعتبر جرائم ضد الإنسانية".
على صعيد متصل، قال السفير الليبي لدى الهند الذي استقال في أعقاب حملة القمع ضد المحتجين لوكالة "رويترز" إن السلطات الليبية تستخدم مرتزقة أفارقة، مما دفع بعض قوات الجيش إلى تغيير ولائها لتنضم إلى المعارضة.
هذا ونفى التلفزيون الرسمي الليبي الثلاثاء المعلومات التي تفيد بوقوع "مجازر" ضد المتظاهرين في ليبيا، واصفًا إياها بـ"الأكاذيب والشائعات". ودعا التلفزيون المواطن الليبي إلى "التصدي" لهذه المعلومات "لأنها تستهدف تدمير معنوياتك واستقرارك وخيراتك التي يحسدونك عليها".
وكان سكان في طرابلس تحدثوا مساء الاثنين عن وقوع "مجزرة" في اثنين من أحياء العاصمة، بعدما أفاد التلفزيون الليبي عن عملية أمنية أدت إلى "سقوط ضحايا عدة بسبب مداهمة أوكار الجهات التخريبية" في ليبيا التي تشهد عملية قمع دامية للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
كما دحض الزعيم الليبي معمّر القذافي الأخبار التي قالت إنه غادر ليبيا إلى فنزويلا، وذلك في كلمة مقتضبة مساء الاثنين نقلها التلفزيون الليبي "مباشرة" من أمام منزله في باب العزيزية في طرابلس.
وقال "كنت اريد ان ارى الشباب في الساحة الخضراء. فقط كي اثبت انني في طرابلس، وليس في فنزويلا، وتكذيب التلفزيونات، هؤلاء الكلاب" وذلك ردًا على اخبار بثتها الاثنين محطات تلفزة عدة ووسائل اعلام دولية، قالت انه غادر ليبيا الى فنزويلا.
واظهرت الصور التي بثّها التلفزيون الليبي العقيد القذافي يرتدي معطفًا وهو يصعد الى سيارة، ويحمل مظلة للاحتماء من المطر، وذلك امام منزله في باب العزيزية.
وتتواصل المواجهات بين قوات الأمن الليبية والمتظاهرين المناوئين للزعيم الليبي معمّر القذافي لليلة الثانية على التوالي. وذكر شهود عيان أن الطيران الحربي الليبي يقوم بقصف مناطق عدة في العاصمة الليبية طرابلس.
لكن سيف الاسلام نجل العقيد الليبي معمّر القذافي أكد مساء الاثنين ان الجيش الليبي قصف مخازن للذخيرة غير بعيدة عن المناطق السكنية، في تصريح نقله التلفزيون الليبي. وورد في الشريط الاخباري للتلفزيون الليبي نقلاً عن تصريح لسيف الاسلام القذافي لوكالة الانباء الليبية الرسمية ان "القوات المسلحة قصفت مخازن اسلحة تقع في مناطق عن المناطق السكنية"، من دون ان يحدد مكان هذه المناطق.
ونفى سيف الاسلام "معلومات تحدثت عن ان القوات المسلحة قصفت مدينتي طرابلس وبنغازي"، حسب التلفزيون الليبي. وكان محطة الجزيرة تحدثت خصوصا عن قصف جوي لمدينة طرابلس. واعلن مساعد سفير ليبيا لدى الامم المتحدة ابراهيم الدباشي لمحطتي "بي بي سي" و"سي ان ان" ان الزعيم الليبي معمر القذافي متهم بارتكاب "ابادة" ضد شعبه وعليه ان "يرحل في اسرع وقت ممكن".
وقال للمحطة البريطانية "اعتقد اننا نشهد نهاية العقيد القذافي، ما هي الا مسالة ايام. اما ان يستقيل واما ان يتخلص الشعب الليبي منه". وبعدما وصف قمع حركة الاحتجاج التي تشهدها ليبيا بإنها "ابادة"، اعتبر الدباشي ان "افضل السيناريوهات هو ان يحاكم (القذافي)، وان يقدم حسابًا عن كل الجرائم" التي ارتكبها منذ تسلمه السلطة.
واضاف الدباشي "يجب ان يرحل معمّر القذافي في اسرع وقت ممكن". ودعا دول العالم بأسره الى "عدم السماح للقذافي باللجوء اليها" كما دعاها ايضا الى "مراقبة اي تحويل للعملة من ليبيا". واكد انه ليس وحده من بين طاقم البعثة الدبلوماسية الليبية في الامم المتحدة.
إضافة الى ذلك، قال لصحيفة نيويورك تايمز ان البعثة الدبلوماسية في الامم المتحدة بعثت رسالة تدعو فيها معمر القذافي الى الاستقالة، ولكنه لم يوضح مع ذلك عدد الاشخاص الذين وقعوا هذه الرسالة. واضاف "يجب ان يتوقف عن قتل الشعب الليبي". ولم يعلن مع ذلك ما اذا كان السفير الليبي في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم يقف هو ايضا الى جانب المتظاهرينن وهو لم يره منذ الجمعة.
من جهته، قال دبلوماسي اخر في الامم المتحدة هو آدم طرباح لصحيفة لوس انجليس تايمز ان الدبلوماسيين قرروا الابتعاد عن حكومة معمّر القذافي "بسبب القمع الذي يمارسه ضد الشعب الليبي". واضاف "نعلم ان هذا امر سيعرض عائلاتنا في خطر، ولكنهم على كل حال في خطر".
واشار طرباح الى الخطاب الذي ادلى به مساء الاحد سيف الاسلام القذافي، نجل معمر القذافي، الذي وعد بـ"القتال حتى اخر طلقة" لإنهاء المظاهرات. وقال "هو يحرّض على الحرب الأهلية"، معتبرًا أن "هذا مخجل".
وفي تطور جديد، أعلن الجيش المصري في صفحته على موقع فايسبوك أن حرس الحدود الليبي انسحب من مواقعه على الحدود بين البلدين. وأفاد البيان أن أفراد حرس الحدود الليبي انسحبوا من الجانب الليبي من الحدود، وبات الموقع تحت سيطرة اللجان الشعبية.
هذا في وقت رشحت تقارير عن بوادر انقسام بين أوساط النخبة الليبية الحاكمة، بعد بيان صدر من مسؤول حكومي رفيع سابق، يدعو فيه القيادة الليبية إلى بدء حوار مع المعارضين، ومناقشة صياغة دستور. وفيما تشير بعض التقارير إلى أن القذافي غادر البلاد، أكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء الاثنين في تصريح للتلفزيون الليبي الرسمي، ان العقيد الليبي معمّر القذافي لا يزال في ليبيا، نافيًا بذلك انباء ترددت عن مغادرته البلاد. وقال هذا المسؤول "ان القائد في ليبيا، وكذلك جميع المسؤولين الحكوميين".
لكن مراسل بي بي سي في مصر المجاورة لليبيا يقول إن القذافي فقد كل الدعم من كل الأطراف من حوله، مشيرا إلى أن القذافي غادر طرابلس وفقًا لمصادر موثوق بها. كان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن الاثنين ان الزعيم الليبي قد يكون في طريقه الى فنزويلا، مشيرًا الى "معلومات تعلن توجهه" الى هناك.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد اتصال مع نظيره الليبي موسى كوسى ان القذافي موجود في طرابلس، وهو يواصل "ممارسة سلطاته ويتابع الوضع". وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفنزويلية ان موسى اوضح لمادورو ان العقيد القذافي موجود "في طرابلس، وهو يمارس سلطاته، ويتابع الوضع الذي تجتازه البلاد، نافيا بذلك التصريحات التي ادلى بها للصحافة بشكل غير مسؤول وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ".
وكانت مصادر في الحكومة الفنزويلية اعلنت لوكالة فرانس برس انه "لم يكن هناك اي اتصال" مع القذافي او الحكومة الليبية، نافية بذلك المعلومات حول توجه الزعيم الليبي الى فنزويلا.
في هذه الاثناء، اعلن متحدث باسم الجيش النمسوي مساء الاثنين ان المجال الجوي مغلق فوق طرابلس حتى اشعار آخر، في حين كان يستعد لاجلاء رعايا اوروبيين الى مالطا على متن طائرة تابعة لسلاح الجو. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع النمسوية مايكل هوبر ان "المجال الجوي مغلق حتى اشعار آخر. لقد اغلق قبل اقل من ساعة".
وتأخرموعد اقلاع الطائرة النمسوية سي-130 الى لافاليتا الذي كان مقررًا أصلاً عند الساعة 17:30 تغ، لان حفنة قليلة من الركاب تمكنت من الوصول الى مطار طرابلس مساء الاثنين. واضاف المتحدث ان "اغلاق المجال الجوي ليس له اي تأثير في الوقت الراهن على عملية الاجلاء".
بدورها طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بوقف "حمّام الدم غير المقبول" في ليبيا، وقالت ان العالم يتابع الاخبار الواردة منها بارتياع. وأكدت كلينتون في بيان ان "العالم يتابع الاخبار من الواردة من ليبيا بارتياع" وان الولايات المتحدة "تشارك الاسرة الدولية في ادانتها الحازمة للعنف" في هذا البلد.
واضافت "على الحكومة الليبية مسؤولية احترام الحقوق الاساسية للشعب (...)، حان الوقت لوقف حمّام الدم هذا غير المقبول". واوضحت كلينتون ان حكومة اوباما "تعمل بقوة مع شركائها في العالم من اجل ايصال هذه الرسالة الى الحكومة الليبية".
وكانت واشنطن عيّنت عام 2008 اول سفير لها في طرابلس منذ العام 1972 بعدما دفعت ليبيا تعويضات عن الضحايا الاميركيين الذين سقطوا في اعتداءات خلال الثمانينيات. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1981 وأعيدت فقط عام 2004 عندما تخلّت طرابلس رسميًا عن امتلاك أسلحة دمار شامل.

فيديو يتضمن مشاهد من "مجازر" في ليبيا، وهي تشبه إلى حد كبير تلك التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة ولبنان، وكذلك المجازر في صرب البوسنة، ملاحظة الفيديو يتضمن مشاهد عنيفة