TODAY - February 22, 2011
الشيعة في لبنان يأملون حلاً للغز مستمرّ منذ العام 1978
قضية اختفاء الإمام موسى الصدر رهن بإطاحة القذافي


أكثر من يهتم بما يجري في ليبيا من أحداث أمنية هم الشيعة في لبنان، لسبب بسيط هو ارتباط معمّر القذافي بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر، ويأملون إذا ما أُطيح بالرئيس الليبي أن تنجلي كل الألغاز المتعلقة بقضية اختفاء الإمام ورفيقيه.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
بيروت_ايلاف
يشير النائب السابق في حزب الله الدكتور إسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن شيعة لبنان هم الأكثر تحمسًا لتغيير نظام القذافي في ليبيا، بسبب اختطاف الإمام موسى الصدر في العام 1978، ويأملون أن تنكشف أسرار هذا اللغز، بصرف النظر عن نتيجته كيف ستكون، كي لا يبقى الموضوع لغزًا مجهولاً، ومعرفة إذا ما كان الإمام حيًا أم لا، وما الذي حصل حينها، وهو موضوع يجب أن يكشف مع أسراره.
يتحدث سكرية عن الأنباء التي أفادت بوجود الصدر في سجن في جنوب ليبيا ومدى صحتها، فيقول إن هذا الموضوع دخل عامه الـ33، وكانت هناك تأويلات كثيرة، إن كان مسجونًا، أم لا يزال حيًا، وكلها أمور تغلب عليها التأويلات الصحافية والتسريبات.
ويؤكد انه لا يملك اي معلومات حول الموضوع، ويصعب الإجابة عليه، و"كل ما نعرفه ان الإمام الصدر اختفى على عهد القذافي، ولا نعرف إن كان أخفاه أو قتله، ولا احد يمكنه ان يجزم الامر، ونحن نتمنى ان يطاح بالقذافي اليوم قبل الغد، اولاً لتوفير المجازر على الشعب الليبي، وثانيًا لانه نظام ديكتاتوري ومتوحش بامتياز.
عن السبب وراء اعتقال القذافي للإمام موسى الصدر، يعود سكرية بالذاكرة الى العام 1978، ويقول "حينها يقال انه حصل حوار بين الامام الصدر والقذافي ذات طابع ديني اجتهادي وفكري، وليس حوارًا سياسيًا، والتفاصيل غير معروفة، لكن نوعية الحوار عرفت في ما بعد. وغير معروف الخلاف الذي حصل بين الإثنين خلال هذا الحوار.
اما اذا وجد الإمام الصدر اليوم فهل سيكون بصحة جيدة نظرًا إلى سنّه ولما قد يكون قد تعرّض له؟ فيجيب سكرية " ليس بالضرورة شخصية بمقام الإمام موسى الصدر أن يكون عذّب في سجون ليبيا، ولكن اليوم هو في عمر الـ83. ومن المرجّح أنه لو لم يتعرّض لأي ظرف مرضي أن يكون بصحة جيدة.
ويقول سكرية ردًا على سؤال اذا ما اتضح ان الإمام الصدر في ليبيا هل سيقدم حزب الله بمن سيعيده إلى لبنان؟ "اذا سقط نظام القذافي اي جهة ستستلم مكانه ستهتم بموضوع الإمام الصدر لإعادة العلاقات اللبنانية الليبية إلى طبيعتها، لان ما حصل بين القذافي والإمام الصدر كان شخصيًا، وكل من سيستلم بعد القذافي سيعيد العلاقات إلى طبيعتها بين لبنان وليبيا، لان المانع الوحيد في إقامة علاقات جيدة بين البلدين كان قضية الإمام موسى الصدر.
يعود سكرية بالذاكرة الى المرات السابقة التي التقى فيها الإمام موسى الصدر قبل تغييبه، فيصفه بانه كان شخصية مهمة وعظيمة ومفكر كبير، وله حضوره الشخصي القوي، وكان يدعو إلى التوافق بين اللبنانيين، وجاذبيته كانت قوية، وثقافته جامعة، ولديه قدرة كبيرة على الحوار ويختزن الكثير في شخصيته، وقد أُبعد عن لبنان ربما للدور التوافقي الكبير الذي كان سيلعبه، وكقامة وهامة كبيرة قد تلعب دورًا معينًا توافقيًا، وفي مقاومة اسرائيل لانه من أرسى هذه المقاومة، هذه العناوين الكبيرة التي كانت شخصيته تعبّر عنها، ادت الى ارساء تقاطعات تخابراتية وعالمية مع القذافي اقتضت الى إخفائه. أما التفاصيل فتبقى مجهولة.

معلومات
وكانت معلومات سابقة اشارت عن ملف الصدر ورفيقيه انهم في السجون الليبية وأن الصدر يحتمل أن يكون حيًا أو ميتًا.
وجاءت معلومات عن مصير الامام الصدر، وفيها ان العملية اشرف عليها وخطط لها قائد الحرس الجمهوري عبدالله السنوي (الذي اصبح عديل القذافي لاحقًًا) وعاونه قائد الشرطة العسكرية العقيد خيري نوري، وشخص ثالث لم تتأكد لنا مشاركته تمامًا في العملية، ويدعى محمد سعيد المجذوب المشرف على اللجان الثورية، وهي الحزب الحاكم في ليبيا".
وتضيف المعلومات بأن الامام الصدر اقتيد مع رفيقيه من مقر اقامتهم في العاصمة الليبية الى سجن الجديدة في شرق مدينة طرابلس على طريق بنغازي، ومنها الى سجن معسكر سرت، ثم اقتيدوا أحياء الى سجن سبها في جنوب ليبيا، وهناك اختفت آثارهم، و"لم نتمكن من معرفة المزيد من المعلومات عنهم".
وقيل ان القذافي عمد الى اخفاء الصدر قسريًا بعد خلافه معه على طريقة التعامل مع الازمة اللبنانية. وفي 18 ايلول/سبتمبر 1978 اعلنت السلطات الليبية ان الصدر ورفيقيه غادروا الاراضي الليبية الى ايطاليا في طائرة "أليطاليا"، ثم وجدت حقائبه مع حقائب الشيخ محمد يعقوب في فندق "هوليداي إن" في روما.
وبعدما أجرى القضاء الايطالي تحقيقًا واسعًا في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما في 12 حزيران/يونيو 1979 بحفظ القضية، بعدما ثبت أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الايطالية. ومنذ ذلك الحين والسجال مستمر بين اللبنانيين والسلطات الليبية حول هذا الموضوع.