TODAY - 23 February, 2011
كوران تطالب بحكومة انتقالية للاقليم واعادة تشكيل اجهزة الامن خلال 3 اشهر
فنانو السليمانية يوزعون الورود على الشرطة خلال احتجاجات تدخل يومها الخامس

فنانة كردية توزع الزهور على عناصر الامن خلال التظاهرات المتواصلة امس في مدينة السليمانية

بغداد – العالم
تجددت التظاهرات التي دخلت يومها الخامس في مدينة السليمانية امس الثلاثاء، وضمت الاف الاشخاص مطالبين باجراء اصلاحات سياسية ومكافحة الفساد وتحسين الاوضاع في الاقليم. وفي وقت لاحق انتقلت شرارة المواجهات الى مدينة حلبجة بعد ان رشق محتجون مقر حزب رئيس الاقليم الذي يتواجد خارج العراق منذ اسبوع.
بدورها دعت حركة تغيير المعارضة سلطات الاقليم الى تقديم الاستقالة وتشكيل حكومة انتقالية ارضاء للشعب الكردي، مطالبة باعادة تشكيل اجهزة الامن في غضون ثلاث اشهر وفصلها عن الحزبين الرئيسيين. ومنذ الخميس الماضي تشهد السليمانية تظاهرات متواصلة تطالب بإجراء إصلاحات سياسية، انتهت بمقتل 3 اشخاص وإصابة 120 آخرين.
وتجدد امس، تجمع المتظاهرين بعد منتصف النهار في ساحة التحرير (آزادي) وسط مدينة السليمانية وهم يهتفون بسقوط الحكومة ويطالبون باصلاحات جذرية، وفقا لمراسل فرانس برس. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على احداها "عندنا ساحة تحرير، لا تنسوا حسني مبارك"، واخرى "نطالب باصلاحات وتغييرات فورية قبل فوات الاوان".
وتميزت تظاهرة الثلاثاء بمشاركة عدد كبير من الفنانين في الاقليم الذين ارتدوا ملابس بيضاء كتب عليها "جدار السلام"، ووقفوا حاجزا بين قوات الامن والمحتجين. وقام الفنانون بتوزيع الورود على قوات الامن والمحتجين الذين بدأ عددهم يتزايد.
وقال احد المتظاهرين كاردو كريم (35 عاما) "سنواصل التظاهر حتى تعم مدن اربيل ودهوك وكركوك، لاجبار المسؤولين على القيام بتغييرات جذرية في الحكومة". بدورها، قالت سارة محمد (30 عاما) وهي فنانة مسرحية وهي تقف بجانب زوجها وهما يرتديان ملابس بيضاء، ان "التظاهرة يجب ان تتخذ طرقا سلمية لتحقق اهدافها"، وطلبت من رجال الامن الابتعاد عن العنف. الى ذلك، اعلن مصدر مسؤول في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان الحزب قرر تغيير مسؤول فرعه في السليمانية (هيوا احمد) على اثر اصابة عدد من المتظاهرين في احتجاجات الخميس الماضي.
الى ذلك ارتفع عدد المعتصمين وسط مدينة السليمانية امس إلى ما يقارب ستة آلاف شخص للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية ومحاكمة الجهات التي أطلق على المتظاهرين خلال الأيام الماضية، بحسب أحد منظمي الاعتصام. وقال شوان رؤوف لـ "أصوات العراق" إن "عدد المعتصمين ارتفع إلى 6000 شخص من جميع الفئات وبمختلف الاعمار المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية في الحكومة ومحاكمة مطلقي الرصاص على المتظاهرين خلال الأيام السابقة"، لافتا إلى أن الاعتصام "يجري بشكل سلمي ولم يشهد أية أعمال عنف". وفي وقت لاحق، رشق مئات المتظاهرين المحتجين مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في حلبجة بالحجارة، فيما رد حراس المقر بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، فيما تردد انباء عن سقوط ثلاثة جرحى.
وقال مراسل "السومرية نيوز" في السليمانية، إن المئات من المحتجين رشقوا بالحجارة، عصر الثلاثاء مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني التابع لرئيس إقليم كردستان مسعود برزاني في قضاء حلبجة"، 83 كم جنوب شرق السليمانية، مبيناً أن "حراس المقر ردوا بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين".
وكانت مصادر صحية اعلنت الاثنين مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 121 آخرين، وتكرر الاثنين اطلاق قوات الأمن في السليمانية للذخيرة الحية باتجاه المتظاهرين بعد أن حاولوا كسر الطوق الأمني في الطريق المؤدي لمقر حزب بارزاني. وكان اجتماع للأحزاب الكردستانية الرئيسية عقد الاثنين في رئاسة وزراء الإقليم فشل في التوصل الى اتفاق محدد لتوسية الاوضاع.
في غضون ذلك شددت حركة التغيير على اهمية ان تبادر سلطات الاقليم لارضاء شعب كردستان وتقدم استقالتها ليتم تشكيل حكومة انتقالية الى جانب اعادة تشكيل القوات المسلحة من البيشمركة والامن والشرطة والاستخبارات في غضون ثلاثة اشهر، وذلك بعد اخفاق الاجتماع المشترك باربيل يوم امس في التوصل الى اتفاق.
واكد بيان لمكتب الحركة في بغداد ، تلقت "العالم" نسخة منه أن "ممثلي قوى المعارضة والسلطة في اقليم كردستان (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وحركة گوران والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي) انهوا اجتماعهم المنعقد عصر امس الاثنين في مقر حكومة الاقليم، بمدينة اربيل العاصمة دون التوصل الى اي اتفاق بشأن الازمة السياسية الراهنة والاوضاع الامنية المضطربة التي تسود الاقليم عموما ومدينة السليمانية خصوصا".
ونقل البيان عن عضو وفد حركة التغيير المشارك في الاجتماع شاهو سعيد قوله إن الحركة لم ولن ترفض مبدأ الحوار ومن ذلك المنطلق شارك وفدها في الاجتماع المشترك الذي بين انه "تناول محورين اساسيين الاول تركز على موجة الرفض الجماهيري التي شملت مناطق واسعة من الاقليم، والثاني تركز على الازمة السياسية التي تسببت في تفجير تلك الموجة".
وأضافت الحركة أن "من الاهمية بمكان الاستماع الى مطالب الشعب اسوة بالاستماع الى مطالب القوى السياسية، ومن هذا المنطلق شدد الوفد، على البنود الواردة في بيان حركة التغيير، من واقع قناعتها بان الحكومة الحالية في الاقليم، التي اخفقت في مهامها، ينبغي لها ان تقدم استقالتها ليتم على الفور تشكيل حكومة انتقالية تتولى تمهيد الارضية لأجراء انتخابات نزيهة وشفافة، الى جانب اعادة تشكيل القوات المسلحة من البيشمركة والامن والشرطة والاستخبارات على اسس وطنية وفي غضون ثلاثة اشهر".
وأردف البيان أن "الحركة تعتقد بان اعادة تشكيل هذه القوات على اسس وطنية ومهنية يمكن ان تتم بطريقتين الاولى تغيير مهام هذه القوات من حفظ امن الاحزاب الى حفظ امن الوطن والشعب، والثانية من خلال اناطة مهام الاشراف على تلك القوات باشخاص مستقلين وقانونيين ومهنيين، لا شخصيات حزبية"، مشيرا الى ان "الحكومة الانتقالية وفي حال نجاحها في تشكيل مؤسسات من ذلك القبيل عندها يمكن لها تنظيم انتخابات مبكرة".
وتابع عضو وفد حركة التغيير قائلا إن "الوفد شدد على ضرورة الاتفاق خلال فترة وجيزة حول اعادة صياغة مشروع دستور الاقليم وفق سقف زمني محدد، الى جانب تعديل كل تلك القوانين التي تم تمريرها وفق منطق الاغلبية والاقلية والتي لها تاثير مباشر على النظام السياسي، واعادة الاملاك والممتلكات العامة المستحوذ عليها من قبل الاحزاب او الاشخاص المقربين منها، او المباعة اليهم باسعار رمزية الى الملكية العامة بما في ذلك الاملاك والممتلكات الخاصة".
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح، قد صرح إن اجتماع الاحزاب السياسية في الاقليم تمخض عن اتفاق مشترك على تهدئة الاوضاع وقطع الطريق امام اعمال الشغب واجراء اصلاحات، متهما جهات سياسية لم يسمها باثارة الفتنة بالاقليم.