TODAY - 24 February, 2011
تباينت التقارير عن قتل وذبح بعضهم في الأحداث الأخيرة
الغموض يكتنف مصير 500 ألف سوداني مقيم بالجماهيرية الليبية


الخرطوم - العربية نت
ألقت أحداث العنف الدموية الجارية في ليبيا بظلالها على أوضاع السودانيين المقيمين فيها، و كشف المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية خالد موسى في تصريحات خاصة بالعربية نت عن وجود ما بين 400 – 500 ألف سوداني مقيم بالجماهيرية الليبية، وقال موسى إنهم أنشأوا غرفة عليا للطوارئ في السودان، كما صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة عليا وزارية تقوم بوضع الخطط العاجلة للإسراع بإجلاء السودانيين المقيمين في ليبيا، مؤكدا أنه في القريب العاجل سيجلى السودانيون من ليبيا بوسائل النقل المختلفة.
أما فيما يتعلق بأوضاع السودانيين في ليبيا فقال المتحدث باسم الخارجية السودانية إن سفارة السودان بطرابلس وكذلك القنصلية العامة في بنغازي توالي الاتصال ومتابعة أحوال السودانيين هناك، ولا توجد لدينا معلومات مؤكدة حول تأثر بعض السودانيين بطبيعة الأحداث الجارية هناك، ولكن لا توجد أخبار مزعجة بالمقابل حول خسائر مادية أو في الأرواح وسط الجالية السودانية، مبينا أن السفارة شرعت في تصنيف السودانيين وإعداد قوائم حول الفئات الضعيفة من الشيوخ والأطفال والنساء، و تحديد الأولية في نقلهم بكل الوسائل المتوقعة.
وفي رده على سؤال لمراسل العربية نت بالخرطوم عن صحة المعلومات التي رشحت حول مقتل عدد من السودانيين في الأحداث الجارية في ليبيا، قال موسى إن هذه المعلومات غير مؤكدة مشيرا إلى أنها إفادات أفراد، وأضاف حتى الأفراد الذين قلوا هذه المعلومات للصحافة يقولون إنهم سمعوا، أي أنها بيانات سماعية تماما، مؤكدا أنهم ليس لديهم معلومات رسمية من السفارة في طرابلس عن حالات مؤكدة.
وكانت قد تواترت أنباء الأربعاء نقلتها بعض الصحف المحلية عن تعرض عدد كبير من السودانيين بليبيا لعمليات قتل وذبح من قبل المتظاهرين بدعوى أنهم مرتزقة استأجرهم نظام الرئيس الليبى العقيد معمر القذافى، خاصة أصحاب البشرة السوداء، لقمع المتظاهرين. وأن العديد من السودانيين لجأوا إلى الاختباء فى منازلهم، خوفا من الموت.
وكشف الناطق الرسمي باسم الخارجية أن التقديرات المتوفرة تؤكد وجود مابين 400 – 500 ألف سوداني في ليبيا، وأشار الى أنهم قبل ثلاث سنوات بدأوا برنامجا للعودة الطوعية للسودانيين من ليبيا مبينا أن حوالي 9 الاف سوداني عادوا خلال العامين الماضيين.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج د. كرار التهامي للصحفيين، عن هروب أعداد من السودانيين الموجودين في ليبيا إلى الحدود التونسية والمصرية مع ليبيا، لكنه قال إن الأعداد ليست بالكبيرة، وأضاف أنه حتى الآن لم تقع حوادث ذات طبيعة حرجة للسودانيين، خاصةً المتعلقة بالأرواح والممتلكات.
وفي أول تعليق رسمي للحكومة السودانية حول الأحداث الدامية بليبيا، أصدرت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء بيانا طالبت فيه القيادة الليبية بتحكيم صوت العقل والتحلي بالحكمة وضبط النفس وحقن الدماء، معبرة عن بالغ قلقها حيال الأنباء المتواترة عن حوادث عنف ضد المدنيين، وقال البيان "إن أواصر الأخوة وعلائق الجيرة والتاريخ والمصير المشترك تملي على السودان محض النصح للقيادة الليبية بوقف استخدام القوة بكافة أشكاله ضد بناء الشعب الليبي وحل الخلافات بالطرق السلمية".