TODAY - 28 February, 2011
استذكر عزل مبارك لفريقه «فردا فردا» لتهدئة احتجاجات مصر.. وتياره اطلق «الاستبيان»
الصدر: المالكي مسؤول عن اداء جميع وزرائه وهي ذمة لا يمكن التنصل منها

حازم الاعرجي

بغداد – العالم
حمّل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان امس الاثنين، رئيس الحكومة نوري المالكي مسؤولية اداء «كل الوزراء» قائلا ان صلاح «رأس الهرم» هو صلاح لكل الطاقم الوزاري، واستشهد بمحاولة الرئيس المصري حسني مبارك «عزل وزرائه فردا فردا» بعد حركة احتجاج الشباب في القاهرة.
وبينما اعلن التيار الصدري امس اطلاق «استبيان» في جميع انحاء العراق بشأن مستوى الخدمات ورغبة الجمهور بالخروج في احتجاجات واسعة في هذا الاطار، قال الصدر ان رئيس الوزراء نوري المالكي سيجد مساعدة من الجميع اذا طرح حلولا «غير مسيسة».
وكان الصدر الذي حسم بتأييده المالكي تشكيل الحكومة الحالية، يجيب بكلامه هذا على سؤال وجه إليه بشأن منح رئيس الحكومة مهلة 100 يوم للوزراء والمحافظين لتقييم ادائهم وتلميحه الى امكانية حصول تعديل وزاري بعد ذلك. وجرى نشر السؤال وإجابات الصدر على الموقع الالكتروني الرسمي للتيار الصدري.
وقال السؤال المنشور على الموقع «لقد استمعت الى كلمة رئيس الوزراء الذي حمّل كل التبعات واللوم والتقصير على الوزراء والمحافظين.. فما هو ردكم».
وأجاب الصدر بما يلي:
«لقد رأينا كيف سارع حسني مبارك الى عزل وزرائه فردا فردا، وما ذلك إلا تنصلا منه عن المسؤولية وادعاء منه للبراءة وعدم التقصير، لكن هذا لم ينطل على احد، فإن رأس الهرم هو الذي اذا صلح صلح كل الطاقم الوزاري وإلا فلا».
وتابع «كل ما يجري في العراق فهو في رقبته (المالكي) ذمة لا يمكن التملص منها لا امام الله ولا امام الشعب».
وقال الصدر «يجب ان يعلم الجميع ان اغلب القرارات وأغلب الاوامر لا يمكن سريانها الا بموافقته، وإلا فمصيرها الفشل. اذن عليه ان يطرح حلولا لحل المشاكل الشعبية الحياتية القائمة بأسرع وقت، وأنا على علم انه اذا كانت تلك الحلول وطنية غير مسيسة فلا رافض لها على الاطلاق».
واعتاد الصدر الذي خاضت قواته معارك ضارية مع الحكومة عام 2008 في عمليات «صولة الفرسان»، ان يوجه نقدا لاذعا للحكومة، غير انه مشارك اساسي في الحكومة الحالية ولديه كتلة بنحو 40 نائبا تتحالف مع المالكي. كما انه لم يدعم الخروج بالمظاهرات التي تشهدها البلاد اليوم، وطلب ان تمنح الحكومة مهلة 6 شهور لتحسين الاوضاع.
وفي هذا الاطار عقد حازم الاعرجي القيادي في التيار مؤتمرا صحافيا في ساحة الفردوس وسط بغداد، واعلن بدء استطلاع في جميع المحافظات لمعرفة رأي العراقيين في الاوضاع.
واعلن الاعرجي عن بدء عملية استبيان لمطالب الشعب حول الاوضاع في البلاد. وقال «بدأنا اليوم استفتاء (اسبوع صوت الشعب) الذي سيجري في جميع المحافظات التي قسمت الى قطاعات ومربعات ووحدات».
وكان الصدر اعلن الاربعاء الماضي انه يسعى لاجراء استطلاع في جميع المحافظات العراقية وعلى مدى اسبوع اعتبارا من 28 شباط (فبراير) حول «رأي الشعب العراقي واشراكه بالقضايا المهمة».
وقال الاعرجي «كما وعدناكم اننا سننطلق في يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر شباط باجراء استبيان للشعب العراقي الذي سماه سماحة السيد القائد بـ(اسبوع صوت الشعب)، ففي هذا اليوم ومن هذا المكان الذي طالما خرج العراقيون فيه من اجل المطالبة بحقوقهم ومن اجل اخراج المحتل، نقف اليوم نحن العراقيون مسلمين ومسيح سنة وشيعة عربا واكرادا وتركمان واقليات اخرى، من اجل ان نعلن اننا بدأنا برنامجنا اليوم».
واضاف «هو حملة كبيرة في عموم العراق للاستبيان من اجل معرفة صوت الشعب حول الخدمات ومطالبة الحكومة العراقية بتحسينها، وكذلك الاستبيان حول خروج الجماهير بتظاهرات مليونية ربما بعد ستة اشهر، تخرج بطريقة سلمية وعدم الاعتداء على المال العام والخاص ومن اجل المطالبة بحقوقهم».
وذكر ان هناك لجانا شعبية لهذا الغرض، حيث قسمت «المحافظات الى قطاعات، والقطاعات الى مربعات، وقسمت المربعات الى وحدات وفي كل الوحدات هناك سرادق وفرق جوالة، تأخذ على عاتقها السير في الشوارع والبيوت وتذهب الى المستشفيات والى السجون ودوائر الدولة والمدارس والجامعات والكنائس ودور العبادة من مساجد وحسينيات وكذلك منظمات المجتمع المدني».
وحسب الموقع الالكتروني للتيار الصدري فقد قرأ الشيخ حسام الدليمي ممثل علماء السنة بعض فقرات استمارة الاستبيان، وكذلك الاب اوجل ممثل العلماء المسيحيين. كما شارك في المؤتمر الصحفي وفد كردي من اجل التضامن مع الاستبيان، حيث ذكر في كلمته ألقيت بالمؤتمر: نحن شعب الكورد نطالب بتحسين الخدمات وايجاد فرص عمل للعاطلين وتوفير الخدمات والبطاقة التموينية وتحسين الطاقة الكهربائية، والقضاء على الفساد الاداري والمالي المنتشر في جميع دوائر الدولة.
وقال الشيخ جواد العزاوي من محافظة ديالى والمشارك في المؤتمر الصحفي «هذه المبادرة مبادرة جيدة من سماحة السيد مقتدى الصدر بامهال الحكومة لتوفير مطالب الشعب، وقد تزامنت هذه المبادرة مع مبادرة رئيس الوزراء والتي امهل فيها السادة الوزراء مدة مئة يوم لانجاز ما هو مطلوب منهم، ومطالب الشعب واضحة وجلية».
من جهته قال رئيس الوقف المسيحي عبد الله النوفلي «نشكر الله إننا في الطريق الصحيح، كي نظهر للعالم اننا اليوم نقف وقفة واحدة ونحاول تصحيح المسيرة وتشخيص الاخطاء.. نشكر القائمين على هذه المبادرة ونتمنى من الجميع ان يساهموا في انجاحها».