TODAY - March 01, 2011
حظر للتجوال في مدينة النفط العراقيّة منعاً لأي إحتجاجات
مخاوف عنف ترافق تظاهرات لإخراج البيشمركة من كركوك

ايلاف
تسود مخاوف أوساط سياسيّة وشعبيّة عراقيّة من صدامات وتعرض الممتلكات العامة لتدمير على ضوء تظاهرات تشهدها مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط اليوم الثلاثاء للمطالبة بخروج قوات البيشمركة الكردية من المدينة التي وصلتها خلال اليومين الماضيين بأعداد تتجاوز خمسة آلاف عسكري.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
قررت قوى سياسيّة في مدينة كركوك الغنية بالنفط (255 كم شمال بغداد) الخروج في تظاهرة كبيرة اليوم الثلاثاء في مركز محافظة كركوك مطالبين بخروج قوات البيشمركة والأسايش (الأمن الكردي) الذين وصلوا الى المحافظة منذ يومين ويبلغ عدد عناصرها حوالي 5 الاف عسكري في محاولة للسيطرة على المدينة.
وأصدرت قيادة قوات الشرطة بمحافظة كركوك قرارا منعت بموجبه حركة العجلات والدراجات بمختلف انواعها داخل مدينة كركوك اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الثلاثاء وحتى اشعار اخر.
وقال مصدر في قيادة شرطة المحافظة ان القرار تم اتخاذه من قبل اللواء جمال طاهر قائد شرطة كركوك تحسبا من قيام بعض التيارات السياسية بتنظيم تظاهرات اليوم في مدينة كركوك قد تحمل طابعا يتقاطع والنهج الديمقراطي للتظاهرات العامة بحسب قوله. وأشار إلى أن هذا الاجراء احترازي ولتأمين الحماية اللازمة للمواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
وتسود المدينة حال من الترقب والاضطراب خاصة بعد انتشار قوات البشمركة القادمة من مدينتي اربيل والسليمانية الى ضواحي المدينة وداخلها بشكل مكثف وسط مخاوف من تصدي هذه القوات للمتظاهرين الذين يطالبون بخروجها من المدينة التي يقطنها حوالي 800 الف من المواطنين التركمان والعرب والاكراد الذين يطالبون بضمها الى اقليم كردستان الشمالي الذي يحكومنه منذ عام 1991.
ودعا المجلس السياسي العربي في كركوك إلى تظاهرة سلمية للمطالبة بإخراج قوات البيشمركة من المحافظة فيما حمل الحزبان الكرديان الرئيسيان بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني المجلس العربي مسؤولية أي عمل تخريبي يطال المؤسسات الحكومية خلال التظاهرة.
وحذر المجلس من حركة قوات البيشمركة باتجاه اطراف كركوك التي رفض ضمها الى اقليم كردستان. وأكد انه "يرفض كل أنواع العنف الذي يستهدف المنشآت الحكومية والأهلية في كل أنحاء كركوك ودخول أي قوات غير حكومية إلى حدود محافظة كركوك". وطالب بسحب قوات البيشمركة وأسلحتها الثقيلة الى خارج حدود المحافظة. ودعا الحكومة المركزية في بغداد بالتدخل لمنع اية مخططات لضم كركوك إلى اقليم كردستان.
اما الجبهة التركمانية العراقية فقد أشارت إلى أن انتشار عناصر البيشمركة في كركوك ليست شرعية ومخالفة للدستور الذي ينص على ان هذا الانتشار يجب ان يكون داخل حدود المحافظات الشمالية الثلاث لاقليم كردستان (اربيل والسليمانية ودهوك) وحدها وهو امر تم ابلاغه الى وزير البيشمركة لدى زيارته لرئاسة الجبهة.
وشددت الجبهة على رفضها وعدم قبولها لوجود البيشمركة في كركوك وستستمر تطالب بانسحابها. واوضحت ان قيام وسائل الاعلام الكردية وخاصة الفضائيات منها ببث اغان حماسية عن ( كركوك اليتيمة) مع تصريح مسؤولين اكراد من اربيل عاصمة كردستان عن توجه عناصر بيشمركة أضافية الى كركوك تشكل عملية اجتياح معروفة الهدف.
وأكدت الجبهة التركمانية العراقية على وجوب انسحاب هذه العناصر واللجوء الى طاولة المفاوضات والتشارو لحل جميع القضايا استنادا الى القوانين والوثائق الحقيقية في خطوة ستكون الأولى والأهم لأجل أمن كركوك و استقرار العراق.

الاكراد يحذرون من "أهداف شوفينية"
لكن النائب الكردي نجم الدين كريم قال في تصريح صحافي ان الوضع الأمني في مدينة كركوك مستتب واعتيادي والفضل يعود الى الأجهزة الأمنية في المدينة. واوضح ان قوات البيشمركة متمركزة على أطراف كركوك ولم تدخل المدينة وان هذه القوات تعتبر نظامية وانها جزء من الجيش العراقي وتحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية.
وحول التهديدات الموجهة ضد كركوك أشار كريم الى "ان أهالي كركوك الاصلاء بكردها وعربها وتركمانها وكلدو آشوريها متكاتفين فيما بينهم ولا يقبلون بهذه التهديدات وسوف لن يسمح أبناء المدينة بتأجيج الوضع الأمني فيها".
وأضاف ان "هنالك مطالب مشروعة لاهالي كركوك من ناحية الواقع الخدمي ولكن هناك جهات تريد استغلال هذا الوضع بغية تنفيذ مخططاتها للنيل من أمن واستقرار كركوك ولكن بعزيمة الأجهزة الأمنية الموجودة في المدينة ويقضة أهاليها ستفشل تلك المخططات الإجرامية".
كما رد المكتبان السياسيان للإتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على المجلس السياسي العربي قائلا انه في الوقت الذي يمر العراق في ظروف حرجة حيث يحاول المتربصون بالعملية السياسية إعادة عجلة المسيرة الديمقراطية العراقية الى الوراء وعودة الظلام الى هذا البلد "تثبت المجاميع الشوفينية التي تضررت مصالحها الخاصة بسقوط النظام البعثي بان توقعاتنا إزاء وجود مخاطر حقيقية على كركوك كانت صحيحة فها قد رأينا كيف استغلت تلك الزمرة مظاهرات يوم الجمعة الماضي لتحول مسارها الى الهجوم على المؤسسات الحكومية في محافظة كركوك خاصة في الحويجة والرياض وسليمان بك رافعة صور الدكتاتور(صدام حسين) والاعلام العراقية الملغاة ورايات الزمر الإرهابية الخارجة على القانون مرددة هتافات معادية لعموم العملية الديمقراطية في العراق بشكل عام وللكرد بشكل خاص".
وحمل الحزبان المجلس السياسي العربي في كركوك "نتائج ما سيحدث في حالة تعرض مقراتنا والمؤسسات الحكومية في كركوك وفي عموم محافظة كركوك الى أي هجوم او أي إساءة أو تعرض عدواني".

تركيا ترفض ضم كركوك لكردستان
وعلى ضوء هذه التطورات فقد اعلن وزير الخارجية التركي ان وحدة الاراضي العراقية مسألة جدا مهمة لتركيا مشيرا إلى أن "كركوك هي هوية التركمان ولن يتم تسليم المدينة لأي جهة". وقالت صحيفة "تودي زمان" التركية انه خلال لقاء وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عددا من الشخصيات السياسية التركمانية من قضاء تلعفر (469 شمال بغداد) التي تزور تركيا بهدف المشاركة في اجتماع بشأن الاوضاع بين المكونات العراقية تم بحث العلاقة بين المجاميع التركمانية الشيعية والسنية في العراق".
وقال اوغلو في مستهل الاجتماع امس ان "وحدة الاراضية العراقية مسألة جد مهمة لتركيا" مؤكدا على أن "مصير العراق وتركيا واحد". وشدد على أن "كركوك هي هوية التركمان ولن يتم تسليم المدينة لأي جهة".
وفيما يخص تلعفر احد اقضية محافظة الموصل فقد أكد الوزير التركي على انه "يتوجب على سكان تلعفر التعايش بسلام فيما بينهم بغض النظر عن الدين اوالمذهب" مضيفا أن "بامكان سكان تلعفر ممارسة حياتهم العادية" واصفا القضاء بأنه "بمثابة قلعة للتركمان في العراق".
ومن جهته أشار مدير شرطة الاقضية والنواحي في كركوك وأعضاء من العرب والتركمان في مجلس المحافظة أن قوات من البيشمركة تتمركز حاليا في جنوب غرب مدينة كركوك. وقال العميد سرحد قادر) إن "قوات من البيشمركة التابعة لحرس إقليم كردستان تتمركز حاليا في جنوب غرب كركوك، وتحديدا بالقرب من الحي الصناعي".
وكان مصدر طبي في كركوك ذكر مساء الجمعة أن الحصيلة النهائية للاشتباكات التي صاحبت تظاهرات كركوك في " جمعة الغضب العراقي" وصلت إلى قتيلين و51 جريحا بينهم 22 جريحا في قضاء الحويجة منهم 5 من افراد الشرطة و6 جرحى في ناحية سليمان بك. وعقب ذلك قال شهود عيان قادمين من مدينتي اربيل والسليمانية بأنهم شاهدوا قوات من البيشمركة وهي تتمركز على أطراف مدينة كركوك.