TODAY - 04 August, 2010

في تقرير قدمه الى مجلس الامن عن مسؤوليات بعثة الأمم المتحدة في بغداد

كي مون قلق بسبب التأخير «الغامض» في تشكيل الحكومة ويدعو العراق الى الوفاء بالتزامات الفصل السابع


عناصر من الجيش وسط الفوضى التي خلفها انفجار سيارتين مفخختين مساء امس الاول في مدينة الكوت (رويترز)


بغداد


أبدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قلقه من استمرار التأخير في عملية تشكيل الحكومة العراقية، الذي قال إنه يسهم في تزايد الشعور بالغموض في البلد، داعيا حكومة العراق الجديدة إلى بذل أقصى ما في وسعها من أجل الوفاء بالتزاماﺗﻬا المتبقية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
جاء ذلك في تقرير أصدره كي مون عن مدى الوفاء بمسؤوليات بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق تضمن آخر التطورات السياسية الرئيسية في البلاد وقدم إلى مجلس الامن الدولي في جلسته التي عقدها أمس الاربعاء.
وقال كي مون في تقريره "شكل إجراء العملية الانتخابية الوطنية بنجاح في ٢ حزيران (يونيو)، وانعقاد مجلس النواب الجديد في ١٤ حزيران (يونيو)، علامتين بارزتين هامتين في التحول الديمقراطي بالعراق. ولكن القلق يساورني لأن استمرار التأخير في عملية تشكيل الحكومة يسهم في تزايد الشعور بالغموض في البلد".
واضاف أن "ذلك الخطر يؤدي ليس فحسب إلى تقويض الثقة في العملية السياسية، بل إن عناصر معارضة للتحول الديمقراطي في العراق قد تحاول استغلال الموقف".
ولفت إلى أن "ما يثير القلق بشكل خاص عدد الحوادث الأمنية التي وقعت مؤخرا في أنحاء العراق، ولا سيما في شمال البلد وفي بغداد، بما في ذلك هجمات ضد أعضاء منتخبين حديثا في البرلمان وضد الزوار".
وحث كي مون "جميع قادة الكتل السياسية على العمل معا من خلال عملية جامعة وتشاركية على نطاق واسع من أجل إﻧﻬاء المأزق الحالي" مبينا أن الشعب العراقي "لديه آمالا كبيرة بأن يتقيد قادته بالدستور وأن يكفلوا انتقالا منظما وسلميا للسلطة".
وعبر عن اعتقاده بأن "ذلك سيسهم في استقرار البلد وفي آفاق المصالحة الوطنية"، مبديا استعداده وممثليه في فريق البعثة لتقديم المساعدة.
وأضاف كي مون أنه "فور اكتمال عملية تشكيل الحكومة، سيتحتم على الحكومة الجديدة، إلى جانب مجلس النواب وأصحاب المصلحة الآخرين، إيلاء الأولوية للمصالحة الوطنية والبدء في التصدي للتحديات السياسية والدستورية العديدة التي تواجه البلد ولم تحل بعد. ويشمل ذلك العلاقات العربية الكردية فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها، وتقاسم الإيرادات، وسن التشريع المتعلق بالهيدروكربونات، والعلاقات فيما بين الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات، وعملية الاستعراض الدستوري، وتعزيز مؤسسات الحكم وسيادة القانون".
وقال كي مون في تقريره ان "ثمة مسألة تستلزم اهتماما عاجلا هي الحاجة إلى أن تبذل حكومة العراق الجديدة أقصى ما في وسعها من أجل الوفاء بالتزاماﺗﻬا المتبقية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المسائل المتعلقة بالكويت، في أسرع وقت ممكن".
وجدد كي مون طلبه من العراق "التزامه بقرار مجلس الأمن ٨٣٣ بحدوده البرية والبحرية مع الكويت. ومن الضروري أيضا إحراز تقدم فيما يتعلق بمشروع صيانة الحدود العراقية- الكويتية، وبالمواطنين الكويتيين المفقودين والممتلكات الكويتية المفقودة"، معبرا عن اعتقاده أن تلك الإجراءات ستشجع مجلس الأمن على النظر في الخطوات اللازم اتخاذها من أجل أن "يصبح وضع العراق طبيعيا تماما على الصعيد الدولي". وشجع بقوة "البلدان اﻟﻤﺠاورة للعراق على منح الأولوية لمشاركة حكومة العراق الجديدة في معالجة المسائل ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف أن "ثمة تحد رئيسي آخر سيواجه الحكومة الجديدة، وهو التعجيل بالتنمية والإعمار في البلد، على النحو المبين في خطة التنمية الوطنية". واضاف "تبرز القلاقل التي شهدﺗﻬا البصرة مؤخرا، بسبب حالات نقص الكهرباء وعدم توفر مياه الشرب، الحاجة العاجلة إلى النهوض بإيصال الخدمات الأساسية وإنشاء الوظائف".
وأشار إلى أنه "من خلال التزام متظافر من الحكومة والأمم المتحدة واﻟﻤﺠتمع الدولي، فإنني واثق من إمكانية ظهور جهد متوائم ومنسق لتلبية احتياجات الشعب العراقي، في إطار روح الأهداف الإنمائية للألفية وإعلان باريس".
كما عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قلقه إزاء حالة حقوق الإنسان في العراق، مشيرا إلى استمرار أعمال العنف والاغتيالات الموجهة ضد المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلس النواب المنتخبين حديثا، والعاملين في وسائط الإعلام والأقليات والجماعات العرقية والدينية.
كما حذر كي مون من أن تنظيم القاعدة في العراق وما يسمى دولة العراق الإسلامية يواصلان جهودهما الرامية إلى زيادة تفاقم الانقسام الطائفي.
وقال "تشهد بغداد منذ نيسان (أبريل) تعاقبا مستمرا لأساليب هجوم مختلفة، حيث تواصل جماعات المعارضة المسلحة تعديل وإعادة استعمال تكتيكات خضعت للتجربة والاختبار ضد أهداف تشمل المدنيين الشيعة والموظفين الحكوميين وكبار ضباط قوات الأمن العراقية".
وأشار إلى أنه "خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وصل مدير مشروع مجمع الأمم المتحدة المتكامل الذي سينشأ في بغداد إلى منطقة البعثة ومارس مهام عمله. وقد أعدت تقارير أسبوعية عن التقدم المحرز في اﻟﻤﺠمع، وجرى تقاسم المعلومات بشأﻧﻬا مع إدارة الدعم الميداني، وإدارة السلامة والأمن، وإدارة الشؤون الإدارية. ويجري حاليا عمل التصميم اللازم للمجمع. وفي البصرة وكركوك حدثت زيادة في عدد المهام التي تؤديها الأمم المتحدة نظرا إلى تحسن خدمات النقل الجوي، وتقديم الدعم اللوجستي، والقدرة على أداء مهام المناطق غير الآمنة".

alalem