TODAY - 04 August, 2010
مسؤول رفيع يقول ان اخطر قرار سيواجه الحكومة المقبلة هو طلب اقامة قواعد عسكرية لواشنطن في العراق
ضابط كبير: خطتنا الوحيدة بعد انسحاب الاميركان التضرع إلى الله كي لا يعتدى علينا

دبابة من نوع ابرامز التي تسلم الجيش العراقي بضع عشرات منها مؤخرا ( ارشيف )
بغداد
عبرت اوساط سياسية وعسكرية عن خشيتها من عدم قدرة القوات الامنية العراقية على ضبط زمام الامور في البلاد بعد الانسحاب الاميركي الكامل عام 2011، في وقت تفتقر المؤسسة العسكرية العراقية الى الخبرة والاسلحة والمعدات، ما يفتح باب المجهول على ملف حماية ارض ومياه وسماء البلاد، في ظل تحديات داخلية واقليمية ودولية متعددة.
ووسط هذه المخاوف التي تعجر بغداد عن تقديم تفسيرات مقنعة لها، يؤكد ضابط عراقي رفيع في وزارة الدفاع ان "لا احد في وزارة الدفاع يعرف الاجابة على سؤال الانسحاب الاميركي". ومضى يقول، مفضلا عدم كشف اسمه لحساسية المعلومات التي يدلي بها، ان"الخطة الوحيدة الموجودة على طاولة الساسة والضباط فيما يتعلق بحماية البلاد بعد انجاز الانسحاب الاميركي هي ان ندعو الله بأن لا يتعرض لنا احد ولا يعتدي علينا احد ولا يخترق اجواءنا و مياهنا احد"، وايضا على افتراض ان الاعتداء الكبير سيعقبه طلب عراقي بتدخل اميركا.
وزاد الضابط الكبير "يقولون لنا انه في العام 2020 ستكون لديكم 70 طائرة مقاتلة، وهذا وقت طويل بسبب صعوبات التدريب وتأمين الاموال الكبيرة، فكل طيار يحتاج لثلاث سنوات من التدريب".
واضاف "لدينا مثلا راداران سعر الواحد منها 55 مليون دولار احدهما موجه لايران و الاخر نحو تركيا، ولم نتعلم استخدامهما بعد، وهما في اختيار الجانب الاميركي".
وفي حديث لـ"العالم" اعترف مسؤول عراقي كبير بوجود قلق "يتملك شاغلي ارفع المناصب" بشأن تداعيات الانسحاب الاميركي الذي يسبق استكمال الجاهزية.
وتابع "ندرك ان هناك خطوطا حمراء كثيرة تمنعنا من شراء السلاح المطلوب لملء الفراغ، وانه لا خيار امامنا سوى الاستعانة بقوات اجنبية هي اميركية تحديدا".
ويقول ان "اكثر ملف محرج للحكومة العراقية الجديدة هو التعامل مع قضية الانسحاب، اذ سيتطلب الامر قرار مهما وصعبا للغاية، هو طلب اقامة قاعدة او اثنتين للقوات الاميركية في العراق، تبقى الى ان نستكمل بناء سلاحي الجو والبحر، وهو ما قد يعتبر مغامرة امام الرأي العام الرافض للوجود الاجنبي" رافضا كشف مزيد من التفاصيل.
من جهته استبعد عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق النائب عادل برواري ان "تتمكن القوات الامنية العراقية من ملء الفراغ الامني الذي سينشأ بعد انسحاب القوات الاميركية العام 2011".
وقال برواري في مقابلة مع "العالم"، ان"الصنوف العسكرية الجوية والبحرية غير جاهزة في الوقت الحاضر وليست بمستوى الطموح، ولا اتصور انه خلال المدة الزمنية المتبقية على الانسحاب ستتمكن هذه القوات من السيطرة على اجواء العراق و مياهه".
alalem