TODAY - 06 August, 2010
دولة القانون: المرجع لن يطلب سحب ترشيح المالكي . المطلك: النجف لن تكرر تجربة الأعوام الماضية
مصادر متطابقة: اوباما بعث رسالة حملها نائب شيعي تطلب تدخل السيستاني لحل أزمة الحكومة
جندي يقف الى جانب شرطي مرور في منطقة العلاوي وسط بغداد امس بعد ان ادى انفجار ثلاث عبوات الى مقتل عنصر امن وجرح 26 شخصا (ا ف ب)
بغداد – اميمة يونس
قالت مصادر متطابقة امس الجمعة، ان واشنطن طلبت من المرجع الاعلى علي السيستاني التدخل لحل ازمة الحكومة، وبينما استبعد زعيم في القائمة العراقية ان تقوم النجف بخطوة تدعم تكرار تجربة الاعوام الاربعة السابقة، استبعد ائتلاف دولة القانون ان يطلب المرجع الديني من رئيس الوزراء نوري المالكي، سحب ترشحه.
وتقول مصادر شيعية في النجف ان المرجعية العليا ورغم انها حذرة من التدخل في التفاصيل، الا انها "لعبت دورا" في اقناع رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري في التخلي عن ترشيحه العام 2006، وان الامر لم يكن ممكنا دون ذلك. وفي وسع المرجعية ان تكرر الامر مع المالكي الذي يقول خصومه ان تمسكه بالمنصب يعرقل المفاوضات. كما يمكن للمرجعية ان تضغط على الخصوم كي يقبلوا بتجديد ولايته، وهو ما يقال ان واشنطن تفضله هذه الايام.
ونقلت 3 مصادر امس كلاما متطابقا عن طلب تقدم به الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المرجعية كي تتدخل لحل ازمة الفراغ السياسي المستمر منذ 5 اعوام.
ونقلت كل من وكالة "اصوات العراق" ومجلة "فورن بوليسي" الاميركية واسعة الانتشار، عن مصدر قوله ان اوباما وجه رسالة الى المرجع الشيعي لانهاء الخلاف بين القادة السياسيين في العراق من اجل تشكيل حكومة جديدة. وقالت المصادر انها تنقل عن شخص "لم تذكر اسمه لكنها وصفته بأنه على اتصال بأسرة المرجع الشيعي". وتابعت، ان رسالة اوباما قام بتسليمها الى علي السيستاني، نائب شيعي في البرلمان العراقي.
واوضحت ان رسالة اوباما جاءت بعيد محاولة قام بها نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن لتسوية الخلاف حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، خلال زيارة قام بها الى بغداد في الرابع من تموز (يوليو). ورفض ناطق باسم البيت الابيض ومتحدث باسم مكتب السيستاني في النجف الادلاء باي تعليق على هذا الخبر. وفي تعليق على احتمالات تدخل المرجع الاعلى في الازمة بعد وصولها الى طريق مسدود وطروء تحولات جمدت المفاوضات داخل التحالف الشيعي ومع القائمة العراقية على حد سواء، قال خير الله البصري، عضو ائتلاف دولة القانون، ان التجارب السابقة "اثبتت ان المرجع الديني يتمتع بحكمة عالية خاصة وانه يسعى الى الوحدة الوطنية بين الاطراف السياسية في البلاد". ويوضح البصري لـ"العالم" ان السيستاني عادة "لا يتدخل في الجزئيات بل يتدخل بالامور العامة" مضيفاً "ان السيستاني يمارس ولاية ارشادية ولا يريد ان يلزم اياً من الاطراف، انما يحاول التزام الفرقاء السياسيين بالحكمة". ويستبعد البصري ان تطلب المرجعية سحب ترشيح المالكي. ويقول "قد يتدخل المرجع للحل، فاذا اجتمع الفرقاء، فانهم لن يرفضوا طلباً للسيستاني، وقد يقنع المالكي بالتنازل، ولكن بحسب ما لدينا من معلومات فان المرجع الديني لديه ثقة كبيرة بالمالكي على اعتبار انه ذو شخصية قوية وقدم انجازات خلال فترة حكمه" بحسب قوله.
مضيفاً "ان السيستاني سوف لن يحمل المالكي على الاستقالة لانه ليس المشكلة التي تعطل تشكيل الحكومة". من جهته قال صالح المطلك، زعيم جبهة الحوار الوطني العراقي والقيادي في القائمة العراقية، ان المرجع الشيعي علي السيستاني لو اراد ان يتدخل لحل ازمة تشكيل الحكومة لكان قد تدخل قبل فترة طويلة، مؤكداً لـ "العالم" ان المرجعيات الدينية في البلاد ومنهم السيستاني "اكدوا اكثر من مرة بانهم يقفون على مسافة واحدة من جميع الاطراف السياسية وبالتالي نستبعد ان يقوم السيستاني بالتدخل في قضية تشكيل الحكومة".
ويستبعد المطلك ان تطلب المرجعية من خصوم المالكي ان يتنازلوا ويدعموا تجديد ولايته. ويضيف ان السيستاني "يعرف جيداً ان السنوات الاربع الماضية كانت مرة وطالما اشار ممثلوا المرجعية الى تفشي الفساد في ظل الحكومة الحالية، ولا اعتقد بانه سوف يطالب بتكرار التجربة ومرارتها".
وتابع "لقد تدخل عام 2005 بشأن تنحية ابراهيم الجعفري، رئيس الحكومة انذاك، ولكن ما جاء بعد حكومة الجعفري لم يكن خيراً، بل العكس فقد كانت هناك المليشيات الطائفية التي تعبث بأمن البلاد وعليه فان المرجعية اكثر حكمة ولن تكرر التجربة".
وأعرب المطلك عن سخطه حيال مواقف واشنطن، وقال ان رسالة الرئيس الاميركي باراك اوباما "تعمل خارج نطاق الانصاف" لأن الانصاف يؤكد على ان الكتلة الفائزة بالانتخابات "هي التي تشكل الحكومة وبالتالي فان تشكيل الحكومة يأتي من خلال القناعات وليس من خلال التدخلات الخارجية".
ولم يخف المطلك ان الوضع السياسي في العراق متأزم وأن العراقيين "باتوا يريدون منقذاً يحل المعضلة، ولكن حتى المرجعية لن تقول اكثر من ضرورة احترام نتائج الانتخابات، وأن يسمح الجميع بتشكيل الحكومة". ويتساءل محمود عثمان، عضو التحالف الكردستاني، عن "النقطة التي توحد الشيعة اليوم" والتي تتيح للمرجعية ان تتدخل. ويقول في تصريح لـ"العالم" ان السيستاني "يمكن ان يتدخل بموضوع الشيعة تحديداً، بالرغم من انه لم يتدخل بشكل صريح وواضح، لكنه يحاول ان يوحد بين الائتلافين الشيعيين (دولة القانون والوطني العراقي) من خلال بقاء التحالف الوطني، ولكن السؤال المطروح هو اي نقطة توحدهم اليوم؟" بحسب قوله.
alalem
رد مع اقتباس
