TODAY - August 08, 2010

الائتلاف الوطني:كردستان لن تفرط بتحالفها معنا.دولة القانون: لن ننافس أحدا على الكرد

المالكي يتجه الى أربيل لكسر طوق عزلته السياسية في بغداد وسط توقع دعم أميركي


نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته خلال حديث لاحدى وكالات الانباء امس الاول (رويترز)

بغداد – اميمة يونس


يستعد رئيس الوزراء نوري المالكي للتوجه الى اربيل من أجل لقاء رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، في مسعى وصفته اطراف سياسية بأنه "محاولة أخيرة" من زعيم ائتلاف دولة القانون لاقناع الكرد بدعم ترشحه لولاية ثانية.
وتأتي زيارة المالكي هذه بعد لقائه بالرئيس جلال طالباني في بغداد أمس الاول، اذ أكد طالباني ان لا خطوط حمراء على اي من المرشحين لرئاسة الوزراء، في اشارة ضمنية الى عدم اعتراضه على ترشح المالكي بالذات.
وقال عضو ائتلاف دولة القانون خالد الاسدي ان هناك حوارات جادة يجريها ائتلافه مع ائتلاف الكتل الكردستانية "من اجل التواصل مع جميع الكتل السياسية في الساحة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة المقبلة".
وقال الاسدي في مقابلة مع "العالم" أمس ان "ائتلاف دولة القانون يعول على هذه التحالفات الستراتيجية"، معتبرا ان "الحوار مع الكرد جزء من الحوارات التي تقوم بها دولة القانون سواءً مع العراقية او المسعى لادامة الحوار مع الائتلاف الوطني". واضاف "هناك جدية من قبلنا في تشكيل حكومة شراكة وطنية، نسعى من خلالها ان يسود مبدأ التوافق الذي نحاول انجاحه بكل الطرق".
وفيما اذا كان تحالف الكرد مع المجلس الاسلامي الاعلى، وهو ابرز خصوم المالكي حاليا، يعيق مسعى تحالف المالكي مع الكرد قال الاسدي "لا نريد ان نتنافس مع الائتلاف الوطني على الكرد، خاصة وانهم شركاء رئيسيون لنا، فمن الطبيعي ان يكون لنا معهم حوار جاد بشأن تشكيل الحكومة".
لكن عضو الائتلاف الوطني حيدر السويدي استبعد ان "يفرط الكرد بتحالفهم مع الائتلاف الوطني تحت اي ضغوط".
وقال السويدي في تصريح لـ "العالم" أمس ان "زيارة المالكي الى اربيل تأتي استكمالا للجولة التي قام بها ائتلاف دولة القانون بين جميع الاطراف السياسية للوصول الى حل لأزمة تشكيل الحكومة". لكنه اضاف "لا يخفى على المالكي بان هناك فيتو عليه من قبل التحالف الكردستاني، وهذا ما جاء على لسان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني"، مضيفاً ان "دولة القانون تريد ان تتحاور مع الاكراد وثنيهم عن هذا الفيتو الموجه ضد المالكي".
وفيما اذا كان التقارب بين المالكي والكرد يؤثر على تحالفهم مع الائتلاف الوطني، لا سيما في ضوء تصريحات طالباني الاخيرة ازاء المالكي، والتي وصفت بـ "الايجابية"، قال السويدي ان "التحالف الكردستاني لديه اتفاق مع الائتلاف الوطني، وهو غير مستعد للتفريط بهذا التحالف تحت أي ضغط كان".
وبشأن الضغوط التي قد يتعرض لها القادة الكرد للتحالف مع المالكي، وتحديدا ضغوط كل من طهران وواشنطن، قال السويدي ان "ايران لم يكن لها دور كبير في مسألة الضغط على الكرد، لكن ربما يكون الضغط الاكبر من قبل الاميركان وكذلك من قبل القوى التركمانية حيث سيكون هناك ضغط تركي بهذا الاتجاه على الكرد"، لافتاً الى ان "المالكي يريد ان يبدأ بعقد تحالفات جديدة او العودة الى الحوارات السابقة مع الكتل السياسية لاسيما بعد ان بين الائتلاف الوطني رفضه ترشيح زعيم ائتلاف دولة القانون لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة". مستبعداً ان "تأتي زيارة المالكي الى اربيل بجديد على الساحة".
وكان علي الأديب القيادي في ائتلاف دولة القانون، كشف امس السبت، أن زعيم الائتلاف نوري المالكي سيزور قريبا مدينة أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وبعض القيادات الكردية للتباحث بشأن تشكيل الحكومة، مستبعدا في الوقت ذاته أن يقدم المالكي ضمانات للكرد خلال زيارته بشأن بعض القضايا العالقة.
من جانبه، اوضح جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي، ان الزيارة المقررة لزعيم ائتلاف دولة القانون الى اربيل تأتي من اجل بحث الملفات العالقة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية.
وقال الصغير في تصريح لـ "العالم" ان "المالكي يئس من الائتلاف الوطني خاصة بعد حديثه الانفعالي المتلفز والذي رمى من خلاله التهم بلا موضوعية على حلفائه".
واضاف "ربما تكون هذه الزيارة هي محاولة اخيرة للمالكي للتأثير على الكرد، بالرغم من ان الموقف الكردي لن يسعف زعيم ائتلاف دولة القانون"، موضحا ان "المالكي حاول ان يشكل كتلة اكبر من خلال دعوته كتلة وحدة العراق وجبهة التوافق الى الانضمام الى هذا التحالف ولكن حينما تم الرد عليه بالسلب ربما فكر بالتوجه الى الكرد مع وعود ممكن ان يعطيها للتحالف الكردستاني ضماناً للقبول به". لكنه أكد ان "التحالف الكردستاني لديه تجربة سابقة مع المالكي ولا يمكن ان يستجيب الى التحالف معه".
في غضون ذلك، اكد عضو التحالف الكردستاني عادل برواري ان "التحالف الكردستاني يعد حليفاً ستراتيجياً للمجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامي خلال المرحلة السابقة.
لكن بالمقابل فان الرئيسين بارزاني وطالباني لا يعنيهما الخلاف بين الائتلافين (دولة القانون والوطني العراقي)".
واشار برواري في حديث مع "العالم" الى ان "الكرد كانوا يتمنون ان يحصل توافق وتقارب بين الطرفين، لكن بالمحصلة يجب ان يكون هناك تحالف بين جميع الكتل الفائزة بالانتخابات من اجل حل الازمة الحاصلة في البلاد".

alalem