TODAY - August 19, 2010
التيار والعراقية: كل التحفظات والخلافات لن تؤدي الى قطيعة ولن يتكرر بيننا ما حصل مع المالكي
انباء عن مقترح صدري يدعم ترشيح محمد علاوي لرئاسة الحكومة
بغداد - اميمة يونس
قال مصدر مقرب من مفاوضات تشكيل الحكومة امس الاربعاء، ان التيار الصدري عرض على القائمة العراقية ترشيح القيادي البارز فيها محمد علاوي لرئاسة الحكومة، في وقت استبعد نواب من الجانبين ان يؤدي الخلاف حول المرشح الى "قطيعة" كتلك التي حصلت مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وبعد ان اوقف كل من الائتلاف الوطني والقائمة العراقية حواراتهما مع كتلة المالكي، بدأت اتصالات مكثفة بين زعيم الكتلة العلمانية اياد علاوي وكل من المجلس الاعلى والتيار الصدري الذي امضى عدة ساعات الليلة قبل الماضية في منزل رئيس الوزراء الاسبق.
ويحذر مراقبون يحذرون من ان تصطدم الاجواء "المتفائلة" حيال امكانية ظهور تفاهم متماسك بين العراقية والوطني، بعقدة اختيار مرشح لرئاسة الوزراء، في ظل ما يقال من وجود "فيتو صدري" على كل من اياد علاوي ومرشح المجلس الاعلى عادل عبد المهدي، الى جانب رفض الصدريين ترشيح شخصية منهم لهذا المنصب.
الا ان مصادر قريبة من مفاوضات تشكيل الحكومة وقياديين في الجانبين، يقولون ان الخلاف "لن يصل الى القطيعة".
وقال مصدر مطلع طلب عدم كشف هويته في تصريح لـ"العالم" ان اللقاء الذي تم في منزل علاوي "كان مهما للغاية، كان حوارا حقيقيا تحدث فيه الصدريون عن صفقة تعرض على العراقية ترشيح محمد علاوي القيادي البارز فيها لرئاسة الوزراء".
وخلال الاسابيع الماضية جرى تداول اسم محمد علاوي وهو ابن اخ زعيم العراقية ومصنف على الاسلاميين، بين "مرشحي التسوية" الذين يمكن ان يشكلوا سيناريو مهما لحل ازمة الحكومة بعد 6 شهور من الفراغ السياسي.
وعما اذا كان الصدريون قادرين على مواجهة الرغبة الايرانية التي تتحفظ على منح المنصب للقائمة العراقية، قال المصدر ان التيار الصدري "سبق وأن واجه ضغط ايران التي ارادت بقاء المالكي، والخيارات البارزة امامه هي دعم مرشح العراقية او مرشح من المجلس الاعلى".
وسبق ان علقت القائمة العراقية مفاوضات تشكيل الحكومة مع دولة القانون الاثنين الماضي بسبب تصريحات صدرت من المالكي الذي وصف القائمة العراقية بأنها "تكتل سني".
ولم يعلق محمد علاوي على الانباء التي تتعلق بترشيحه، معترفا في الوقت نفسه بأنه يلمس "بعض التحفظات" من قبل التيار الصدري على ترشيح اياد علاوي.
لكن محمد علاوي قال لـ"العالم" ان درجة التفاهم مع التيار الصدري "عالية جداً لأن طبيعة العلاقة مع الصدريين باتت اوثق بكثير من السابق بالرغم من وجود بعض التحفظات، ولكنها لا تصل الى المرحلة القطيعة التي واجهناها مع المالكي".
ويقول محمد علاوي "في النهاية لا يمكن تشكيل حكومة دون الوصول الى حلول وسط، ولولا وجود هذه التحفظات لتشكلت الحكومة منذ مدة وهو امر لا يمكن نكرانه".
ويضيف "اصبحت الحوارات اكثر جدية ويمكن من خلالها الحصول على حلول قد تتطلب اعطاء بعض الصلاحيات او المراكز المعينة".
من جانبه، اوضح قصي السهيل، القيادي في التيار الصدري، بأن موقف التيار واضح حيال قضية مرشح رئاسة الوزراء، مؤكداً لـ"العالم" ان التيار الصدري "ملتزم برأي الائتلاف الوطني الذي يعتبر مسألة اختيار مرشح رئاسة الوزراء قضية توافقية".
وتابع رأي التيار الصدري سيكون "من رأي الاطراف السياسية الاربع في الساحة (العراقية ودولة القانون والوطني والتحالف الكردستاني)".
وفيما اذا كان هناك تحفظ من قبل التيار الصدري حيال زعيم القائمة العراقية قال السهيل "ان علاوي ابدى مرونة في هذا الجانب واكد اكثر من مرة بأنه على استعداد للتنازل عن الترشيح اذا لمس تحفظاً حيال مسالة ترشيحه من قبل الاطراف السياسية".
ويؤكد السهيل ان تواصل كتلته مع العراقية كان بفضل "المرونة التي ابدتها، بخلاف الامر مع دولة القانون التي اصرت على تمسكها بالمالكي" وجدد القول ان الاطراف السياسية "مطالبة بالتوافق على شخصية تحظى بموافقة كل من علاوي والمالكي نفسه".
ورفض السهيل التعليق على الانباء التي تتحدث عن صفقة "محمد علاوي"، مكتفيا بالقول "اذا اتجهت العراقية الى طرح محمد علاوي فإننا كصدريين، لن نعترض عليه".
وقال السهيل ان التيار الصدري قرر ان لا يقدم مرشحا لرئاسة الحكومة لأنه "يعتبر نفسه حركة وسطية، من مسؤولياتها ان لا يكون هناك مرشح من قبلها لهذا المنصب".
يذكر ان زعيم القائمة العراقية اياد علاوي كان قد اكد خلال مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماعه مع التيار الصدري إن "هذا اللقاء مهم وايجابي بالنسبة لنا"، مشيرا الى أن "هناك رؤى حقيقية تكاد ان تكون متطابقة بين الجانبين" وقال ان قائمته ستعقد لقاءات مماثلة مع قائمة عمار الحكيم.
وبيّن زعيم القائمة العراقية أن "الايام القليلة المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة بين العراقية والتيار الصدري للوصول الى صياغات مهمة واساسية لغرض تشكيل الحكومة المقبلة".
وحول تعليق المفاوضات بين العراقية ودولة القانون، شدد رئيس الوزراء العراقي الاسبق على أن "العراقية لن تتنصل من اي اتفاق، وهي واضحة في طروحاتها ومواقفها"، منوها الى أن" العراقية لاتعرف من اين أتى دولة القانون بهذا الرأي" في اشارة الى التصريح الذي ادلى به المالكي ووصف فيه العراقية بأنها "قائمة سنية".
alalem