TODAY - 29 August, 2010
بغداد تعلن اعتقال الخلية المسؤولة عن اغتيال عناصر الصحوات:
القاعدة تحشد داخليًا وخارجيًا لإرباك الأمن مع الانسحاب الأميركي




أسامة مهدي
حذرت قيادة عمليات بغداد من نشاط يقوم به تنظيم القاعدة في البلاد لحشد جميع إمكانيات الدعم الداخلي والخارجي لعملياته المسلحة من أجل إرباك المشهد السياسي والأمني مع انجاز انسحاب القوات الأميركية المقاتلة بعد غد الثلاثاء، وقالت إن تأخير تشكيل الحكومة يؤثر على معنويات القوات المسلحة، واعلنت عن اعتقال خلية كاملة مسؤولة عن استهداف عناصر تنظيمات الصحوات في مناطق بغداد وجوارها.
وقال اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد خلال مؤتمر صحافي اليوم إن عناصر القاعدة بدأوا ينشطون أخيرًا بشكل ملحوظ ويغيرون من اساليبهم الاستراتيجية للمواجهة وتنفيذ العمليات المسلحة من اجل اثبات الوجود والتحرك هنا وهناك الامر الذي ارغم القوات الامنية العراقية بالمقابل الى تغيير استراتيجيتها لمواجهة الاعمال الارهابية وملاحقة منفذيها.
وأكد ان تنظيم القاعدة يسعى بكل مايمكن من امكانات حاليا لتجميع الموارد بالتعاون والتنسيق مع بقايا النظام السابق لاستغلال انسحاب القوات الاميركية المقاتلة وارباك عمل القوات الامنية العراقية التي تستعد لسد الفراغ واستلام المهمات الامنية بدءًا من بعد غد الثلاثاء.
وشدد على انه لا يوجد اي خيار امام القوات العراقية غير التصدي للقاعدة والقضاء عليها، وقال ان التظيم ما زال يعمل وهو قادر على تنفيذ ضربات جديدة في مناطق متعددة خاصة وانه أخذ يستهدف مناطق تعتبر آمنة.

تنظيم القاعدة يحشد
واشار اللواء عطا الى ان المعلومات الاستخبارية تؤكد أن تنظيم القاعدة يحشد حاليًا كل ما يمكن من دعم يحصل عليه داخليًا وخارجيًا لتوقيته مع اكتمال الانسحاب الاميركي الثلاثاء المقبل للتأثير على المشهد الامني وكذلك السياسي مستغلاً تأخر تشكيل الحكومة الجديدة... وأوضح ان هذا التأخير يؤثر فعلاً على معنويات القوات العراقية والموقف الشعبي من الاوضاع العامة في البلاد.
وقال إن القاعدة تتفنن حاليًا في عملها من خلال خلايا ناشطة مازالت تعمل متخفية يقابلها عمل للقوات الامنية للكشف عن الاسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة وملاحقة قيادييها الذين تتواصل عمليات اعتقالهم.
ورفض عطا تصريحات بعض السياسيين التي تنتقد عمل الاجهزة الامنية موضحًا انها تربك عمل هذه الاجهزة وتؤثر سلبًا على تعاون المواطنين معها. وأقر بأن تأخر الحكومة اثر سلبًا على الوضع الامني وعلى الاستقرار النسبي والاستقرار السياسي ما ينعكس بشكل سيئ على الاوضاع الامنية في البلاد.
وعن اجهزة كشف المتفجرات التي قيل في وقت سابق انها فاشلة ولاتصلح للعمل قال عطا ان الاجهزة تعمل وكشفت الاف العبوات الناسفة والمستودعات وقد تم تشكيل لجنة من قبل رئيس الوزراء تضم اساتذة من الجامعات وخبراء وتوصلت الى انها تعمل بنسبة معينة وهذه النسبة معلومة لدى القوى الامنية والنسبة الاخرى المكملة تتوقف على مهارة الجندي في استخدامها.

إعتقال خلية للقاعدة تستهدف عناصر الصحوات
واعلن اللواء قاسم عطا اعتقال اغلب اعضاء خلية تابعة لتنظيم القاعدة جنوبي بغداد تستهدف عناصر الصحوات التي شكلتها القوات الاميركية لمواجهة عناصر التنظيم وعرض صورا ومعلومات عن عدد من اعضاء الخلية الذين تم اعتقالهم خلال الاشهر القليلة الماضية.
واوضح ان هذه الخلية الارهابية تم تفكيكها واعتقالها بجهد استخباري متواصل وخاصة من خلية الصقور الاستخباراتية العراقية التي ستبدأ بعملية جديدة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة. واشار الى ان هناك الان مراجعة شاملة للخطط الامنية في بغداد وكذلك لخطط المحافظات من قبل المؤسسات الامنية.
واكد عطا ان اعضاء الخلية المعتقلين مسؤولين عن حوالى 600 عملية ارهابية خلال العامين الماضيين تضمنت عمليات اغتيال وتفجير عبوات ناسفة وضربات بالهاون ضد مراكز انتخابية خلال الانتخابات العامة الاخيرة التي شهدها العراق في اذار (مارس) الماضي اضافة الى اختطاف وقتل زائرين متوجهين لزيارة المراقد المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء. واعلن عطا عن اسماء 22 معتقلاً في هذه الخلية تتراوح اعمارهم بين 20 و35 عامًا وتم القاء القبض عليهم بين شهري اذار واب الحالي وهم متورطون بزرع عبوات ناسفة واغتيالات وتفخيخ السيارات وابواب محلات تجارية وايواء مسلحين والاعداد لتفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة.
وقد تم الاعلان اليوم ايضًا عن اعتقال قائد "جيش المجاهدين" في عملية أمنية جنوب مدينة بعقوبة (65 كم شمال شرق بغداد). ونفذت قوة أمنية خاصة من الشرطة اليوم عملية أمنية إستباقية داخل الأحياء الجنوبية لناحية بهرز، (8كم جنوب بعقوبة) أسفرت عن اعتقال (أ. ع) قائد ما يسمى بجيش المجاهدين أحدى التنظيمات المتهمة بالإرهاب. وكان المعتقل كان من القيادات البارزة لقوات الصحوة في مناطق جنوب بعقوبة خلال عامي 2007-2008 إلا أنه ترك العمل في صفوفها بعد اعتقاله لفترة وجيزة لوجود اتهامات ضده بالعنف ومن ثم تم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة.
وجاء الاعلان اليوم عن تفكيك هذه الخلية التي تستهدف عناصر الصحوات بعد ثلاثة ايام من اعلان لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الوزراء العراقي الجمعة أن عددالذين تنسبوا في دوائر الدولة من الصحوات ببغداد وصل إلى 30 ألف عنصر. واوضحت اللجنة ان عدد الذين تنسبوا في دوائر الدولة من الصحوات في بغداد وصل إلى 30 ألف عنصر والمتبقي 12 الف منهم. وبحسب لجنة المصالحة فإن العدد المتبقي من أبناء العراق (الصحوات) من الذين لم ينسبوا في مؤسسات الدولة يصل إلى أكثر من 40 ألفًا ويتقاضونرواتب شهرية من الحكومة العراقية تصل إلى 329 مليار دينار سنويًا.
ونقلت القوات الأميركية في نيسان (ابريل) من العام الماضي2009 مسؤولية قوات الصحوة إلى السلطات العراقية بشكل كامل في جميع محافظات البلاد ثم أصدرت الحكومة العراقية قرارا بتحويل 80 بالمائة من عناصر الصحوات إلى وظائف مدنية في الوزارات والمؤسسات الحكومية والاستمرار بدمج 20 بالمائة الباقين في الأجهزة الأمنية المختلفة.
وصنفت الولايات المتحدة والحكومة العراقية قوات الصحوة التي تشكلت العام 2006 على أنها الجماعة المسلحة الوحيدة "غير الدستورية"التي تعمل في العراق من اجل القضاء على التنظيمات المسلحة وأبرزها القاعدة. وتحولت قوات الصحوة منتصف عام 2008 إلى كيان سياسي معلنة بذلك انتهاء مهمتهاالعسكرية وقضائها على تنظيم القاعدة.

تحذيرات قبل يومين من الانسحاب
وتأتي تحذيرات عمليات بغداد هذه من عمليات جديدة يعد تنظيم القاعدة لتنفيذها قبل يومين من تسلم القوات العراقية كامل المسؤولية الامنية من القوات الاميركية طبقا للاتفاق الموقع بين البلدين اواخر عام 2008. وقد وصف رئيس الوزراء نوري المالكي الانسحاب بالانجاز الوطني والتاريخي مشددا على عدم التراجع عنه مهما كانت التحديات. واكد ان اكثر المتضررين من الانسحاب هم تنظيم القاعدة وبقايا نظام البعث مجددا الثقة بالقوات العراقية على تحمل المسؤولية.
ودعا المالكي باعتباره قائدًا عامًا للقوات المسلحة الأجهزة الأمنية الى رفع حالة التأهب والعمل على منع أية هجمات محتملة وطالبها بأتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر لمنع وقوع تفجيرات محتملة اخرى. وقال ان تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا فلول البعث الصدامي يخططون للقيام بسلسلة تفجيرات في العاصمة بغداد والمحافظات لاشاعة الفوضى وروح الفتنة الطائفية ونشر الرعب في البلاد.
ومن جانبه، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان "الحرب تضع اوزارها" في العراق البلد "السيد والمستقل". وقال "الثلاثاء وبعد اكثر من سبعة اعوام، ستضع الولايات المتحدة حدًّا لمهمتها القتالية في العراق وستعبر مرحلة مهمة في وقف الحرب بمسؤولية". وسيلقي اوباما مساء الثلاثاء خطابا متلفزا يشير فيه الى هذا الموعد الرمزي من المكتب البيضاوي في البيت الابيض. واضاف اوباما قائلا "عندما كنت مرشحا لهذا المنصب قطعت وعدا بوضع حد لهذه الحرب.. وبصفتي رئيسا هذا هو ما اقوم به.. لقد عملنا على اعادة اكثر من 90 الف جندي الى البلاد منذ توليت مهامي".
وقد انتقل عدد القوات الاميركية في العراق هذا الاسبوع الى ما دون العتبة الرمزية المتمثلة في خمسين الف جندي. والجنود الباقون المكلفون "بتقديم النصح ومساعدة" الجيش العراقي سيغادرون العراق في نهاية العام المقبل 2011 وقال الرئيس الاميركي "المهم في نهاية المطاف هو ان الحرب تضع اوزارها وعلى غرار اي بلد سيد ومستقل فإن العراق حر في اتخاذ قراراته الذاتية بشان مستقبله ومن الان حتى نهاية العام المقبل، سيكون كل جنودنا قد عادوا من هناك". وقد لقي اكثر من 4400 من الجنود الاميركيين مصرعهم في العراق منذ اجتياحه العام 2003.
elaph