الاندبندنت: بصمات أميركا في العراق تعذيب وفساد وحرب
الكاتب روبرت فيسك يطالب الولايات المتحدة الاعلان صراحة بأنها لن تغادر العراق لحماية مصالحها.
لندن – من أحمد عبد الله
سخر الكاتب البريطاني روبرت فيسك من هتافات بالنصر لبعض الجنود الاميركيين المراهقين المغادرين العراق في طريقهم إلى مدينة الكويت.
ووصف فيسك المتخصص بشؤون الشرق الاوسط هذه التصرفات بـ"الصبيانية"، وقال انها صدرت من قبل جنود "مراهقين".
وكانت وسائل الاعلام الغربية ركزت في نشراتها التلفزيونية على هتافات بعض الجنود الاميركيين في طريقهم الى مدينة الكويت عبر محافظة البصرة "لقد انتصرنا" من دون ان توضح مواصفات هذا الانتصار.
وقال بعض الجنود "حررنا العراق وجلبنا له الديمقراطية وها نحن نعود الى بلدنا اليوم"!
واشار روبرت فيسك في مقال نشرته صحيفة "الاندبندنت" على صفحتها الأولى في عددها الصادر الجمعة "هؤلاء لم يدركوا أنهم انسحبوا تاركين خلفهم 50 ألف جندي آخر سيتعرضون لمزيد من الهجمات".
وقال في المقال الذي حمل عنوان "القوات الأميركية تودع العراق-تعذيب وفساد وحرب أهلية، هكذا تركت أميركا بصمتها في العراق" "أن المهمة المعلنة للقوات المتبقية في العراق هي تدريب الجيش العراقي الذي يتكون من عناصر ضعيفة لا تستطيع تولي المسؤولية إلا بعد عشر سنوات، ولكن المهمة الحقيقية لهذه القوات هي حماية مصالح واشنطن في العراق".
ويطالب فيسك الذي غطى الحرب اللبنانية وتنقل بين العراق ومصر خلال ثمانينيات القرن الماضي، الولايات المتحدة بأن تعلن صراحة بأنها "لن تغادر العراق".
وقال فيسك إن الجنود الأميركيين الذين انسحبوا جلبوا "الطاعون" إلى العراق ويقصد بذلك القاعدة ومسلحيه، بل وعززوا الفساد بين العراقيين فضلا عن عمليات التعذيب التي جرت في سجون العراق على أياديهم.
ويسرد فيسك قصة مختصرة حول أول جندي دخل بغداد في بداية الغزو ويدعى ديفيد بريز وهو عريف بالفرقة الرابعة لمشاة البحرية الأميركية، وكيف كانت تغمر هذا الجندي عندما كان في الصفوف الأمامية للقوات التي اجتاحت بغداد مشاعر الحماس و الفخر لما يقوم به.
وذكر إنه علم أن العريف بريز لم يتحدث إلى والدته منذ شهرين فعرض عليه أن يستخدم هاتفه المحمول لإجراء الاتصال الذي تضمن جملة أثارت انتباه الكاتب وهي عندما قال الجندي "أنا بخير، لا تقلقي فالحرب ستنتهي خلال أيام قليلة".
وسخر الكاتب من أن هذه الجملة التي سمعها كثيرا، فالجميع قال "الحرب ستنتهي قريبا" ولكن الذين رددوا هذه الكلمات لم يضعوا في الحسبان ما في انتظارهم، البداية كانت عملية انتحارية نفذها ضابط شرطة ثم عملية انتحارية نفذها سيدتان ثم توالت هذه العمليات وووقع منها المئات وسيقع المزيد حتى في المستقبل.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EvAnEsCeNcE
