TODAY - September 22, 2010
عبروا عن خشيتهم من أن يقود الفراغ السياسي الى انقلاب عسكري
سكان بغداد: إعادة الانتخابات باتت ضرورة بعد 6 اشهر من المفاوضات الفاشلة
 
دعا مواطنون من أهالي بغداد الكتل النيابية ومفوضية الإنتخابات الى حل البرلمان وإعادة الانتخابات التشريعية وباشراف دولي لخروج العراق من الازمة السياسية الراهنة بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الانتخابات، في ظل تدهور سياسي وامني واقتصادي وخدمي.
وقال خليل الجنابي (51) عاما، وهو موظف يسكن حي العامل ان "الحل الأمثل للخروج من الازمة السياسية المستعصية هو إعادة الانتخابات، بعدما فشل الفائزون في الانتخابات السابقة في تشكيل الحكومة لاعتقاد كل كتلة باحقيتها لرئاسة الوزراء".
وأضاف الجنابي "أصبحت هناك ضرورة ملحة لحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة، حيث لا امل يلوح في الافق طالما تشبث الكل بموقفه، وطالما سعت بعض الشخصيات والكتل لتدخل اقليمي لحل الازمة، بينما تتفاقم الازمة مع ظل سوء الامن والخدمات".
وكانت احزاب وشخصيات سياسية ومنظمات مجتمع مدني دعت الى اعادة الانتخابات كرد فعل على التأخير الحاصل في التوصل الى صيغة للاتفاق بين الكتل السياسية الفائزة على تشكيل الحكومة وتقاسم المناصب الحكومية.
فيما ترى نوال الزيدي (42) عاما، مدرسة في مدينة الصدر أن "إعادة الإنتخابات ستفرز مجددا من سيختاره الشعب، وبإمكان الكتل السياسية عقد صفقات وتوافقات قبل الانتخابات، ونحن انتظرنا الكثير وبمقدورنا الانتظار لثلاثة اشهر اخرى، او اقل من ذلك طالما في هذا الإنتظار خلاص لنا".
وأضافت الزيدي ان "الحياة تبدو شبه معطلة في العراق، مع تردي الامن والخدمات وإيقاف التعيينات، والاهم من ذلك نحن نتألم كثيرا لما نفقده بشكل يومي من ابناء شعبنا وهم يلقون حتفهم في التفجيرات ويعانون من فاقة الفقر والعوز، بينما يتصارع السادة الفائزون على المناصب والكراسي ويكتفون بالشجب والتنديد". وتابعت ان "لا سبيل غير اعادة الانتخابات بعدما ايقن الشعب ان هناك شخصيات تم انتخابها غير جديرة بهذه الثقة". وقالت منى عبد (30) عاما، ربة بيت، وتسكن حي الأمين "لقد سئمنا اجتماعات القادة التي لا تفضي الا للمزيد من المشاكل والتشبث في المواقف، فهم يجتمعون ويتلاقون منذ سبعة اشهر دون فائدة، ولا خبر في الفضائيات يؤكد حلحلة الأزمة، حتى صرنا لا نهتم بسماع الاخبار، طالما لم نشعر بتغيير ازاء الازمة الدستورية في العراق، لذلك انا شخصيا مع إعادة الانتخابات". وأضافت أن "الاوضاع الحالية في العراق لو كانت في اوربا مثلا او بعض الدول العربية والاسلامية المتحضرة، لكان للشعب موقف". وتابعت ان "قادتنا عودونا على الصمت خصوصا بعدما منعوا التظاهرات السلمية والاحتجاجات كمخالفة صريحة للدستور الذي كفل حرية التعبير". ومضت تقول "لو قدر للعراق اعادة الانتخابات فسبابتنا ستتكلم، وسيكون لها موقف اخر، لاننا بلا شك سنختار وجوها جديدة". من جهته يرى علاء الشمري (38) عاما، صاحب محل لبيع الاجهزة النقالة في حي الشعب أن "الشعب سيعزف عن التصويت في حال إعادة الانتخابات وحل البرلمان، نظرا لما آلت اليه الانتخابات الاخيرة، رغم اني مع اعادة الانتخابات وحل البرلمان، لان ذلك سيغير مسار العملية السياسية الجامدة في العراق".
وأضاف الشمري "اذا اتفق قادة الكتل على اختيار رئيس الحكومة فسيختلفون بلا شك على رئيس الجمهورية وعلى رئيس البرلمان، وسيستمر هذا الحال بنا الى مالانهاية، وبالتالي هناك ضرورة قصوى لإعادة الإنتخابات وباشراف دولي".
اما فاروق عادل (24) عاما، ويسكن حي اليرموك فقال ان "إعادة الانتخابات أصبحت ضرورة، طالما فشل جميع الفائزين في الانتخابات الاخيرة في التوافق وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الكتل وجميع المكونات". وأضاف عادل "انهم يرفضون اعادة الانتخابات لانهم يدركون ان الشعب لم يعد يريدهم، وأخشى ان تدول الازمة وتفرض حكومة انقاذ وطني او وقوع انقلاب عسكري ونعود لحكم العسكر مجددا".
وفشلت الكتل والاحزاب والسياسيين العراقيين في الاتفاق على شكل الحكومة العراقية المقبلة بالرغم من مرور اكثر من ستة اشهر على الانتخابات التي افرزت فوز اربع كتل رئيسية هي ائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي (91 مقعدا) وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي (89 مقعدا) والائتلاف الوطني ( 70 مقعدا) والذي يضم المجلس الاعلى والتيار الصدري وحزب الفضيلة، بالاضافة الى ائتلاف القوى الكردستانية (58 مقعدا) والذي يضم التحالف الكردستاني وعدة احزاب كردية اخرى، وهو ما يفرض تحالف عدة اطراف لضمان الأغلبية اللازمة، في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا، لتشكيل الحكومة.
العالم