TODAY - September 22, 2010
دول الخليج واثقة من وطنية شيعتها لكنها تخشى اختراقا ايرانيا

دبي - اسيل طبارة
تتصاعد مخاوف دول الخليج ازاء اقلياتها الشيعية اذ تخشى من تحولها الى طابور خامس يخدم مصالح طهران على وقع تعاظم نفوذ الاخيرة واحتدام مواجهتها مع الغرب، بحسب محللين.
واتهمت السلطات البحرينية 23 ناشطا شيعيا بالتآمر ضد نظام الحكم في المملكة، وذلك قبل اسابيع فقط من الانتخابات التشريعية المتوقع اجراؤها في نهاية تشرين الاول (اكتوبر).
وفي المقابل تشهد الكويت تصاعدا للتوتر بين السنة والشيعة، وقد سحبت الحكومة الجنسية الكويتية من ناشط شيعي يقيم في المنفى ادلى بتصريحات مسيئة للسيدة عائشة زوجة الرسول ما تسبب بموجة غضب عارمة لدى السنة.
ويؤكد الشيعة الخليجيون باستمرار ولاءهم لاوطانهم، وقد سارع وجهاء شيعة في السعودية خصوصا الى التنديد بالتصريحات المسيئة لمشاعر السنة.
وقال الاكاديمي الاماراتي عبدالخالق عبدالله الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة الامارات ان تصاعد التوتر مؤخرا “مرتبط بايران” لاسيما بتهديدات طهران بـ”الانتقام في الدول القريبة” في حال تعرضها لهجوم من قبل الولايات المتحدة واستخدام هذه الاخيرة اراضي خليجية منطلقا لهجماتها على الجمهورية الاسلامية.
واضاف الاكاديمي ان “اي توترات بين ايران ودول المنطقة لا شك انها تنعكس على كيفية التعامل مع الشيعة في المنطقة” مشيرا الى ان “التخندق المذهبي ازدادت وتيرته في الآونة الاخيرة وهذا جزء مما نراه في لبنان والعراق وحتى في اليمن حيث الصراع المذهبي في تصاعد”. وفي نفس الوقت، تقدم ايران نفسها بحسب عبدالله على انها “مسؤولة عن الشيعة وتحميهم في كل مكان ما زاد من تخوف دول الخليج ازاء مواطنيها الشيعة مع ان هؤلاء مواطنون وليس لهم ربما ولاءات الا لاوطانهم”.
وذكر عبدالله ان “هناك اعتقادا ان افرادا في هذه الطائفة تم تدريبها” لتقوم باعمال تخريبية في حال تمت مهاجمة ايران. وبحسب الاكاديمي فان “ايران تصطاد في المياه العكرة وتتصرف كان المنطقة ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات مع اميركا ونحن ندفع الثمن. الشيعة اصبحوا مثل اللعبة في الصراع الايراني مع الغرب وهم ايضا الضحية”.
وكانت الصحافة الكويتية تناولت باسهاب في آب (اغسطس) الماضي تقارير عن تواجد “خلايا ارهابية نائمة” قد تقوم باعمال تخريبية في الكويت والبحرين والسعودية في حال تعرض ايران لضربة عسكرية.
واعرب الاكاديمي الاماراتي عن ثقته بولاء الشيعة الخليجيين لاوطانهم الا انه عزا المخاوف من ولاءاتهم الخارجية الى نظام المرجعية لدى الشيعة، وهو اختيارهم لمرجعية يقلدونها في قم الايرانية او في النجف العراقي.
واقدمت السلطات البحرينية مؤخرا على تجريد رجل الدين البحريني الايراني الاصل اية الله حسين نجاتي الذي يعد ابرز ممثل للمرجعية اية الله العظمى علي السيستاني في المملكة، من الجنسية البحرينية.
ونفذت السلطات البحرينية خلال الاسابيع الماضية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في 23 تشرين الاول (اكتوبر).
والغت السلطات في المملكة ايضا تراخيص النشرات التي تصدرها مجموعات معارضة في البلاد ومن بينها جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد.
وفي الكويت، واضافة الى سحب الجنسية من الناشط ياسر حبيب بسبب تصريحاته المسيئة للسيدة عائشة، قررت السلطات في البلد الذي يعد صاحب اعرق تجربة ديموقراطية في الخليج، منع كل اشكال التجمعات العامة للحد من تنامي التوترات الطائفية. وقال رئيس الوزراء الكويتي بالانابة ان “السكين وصل الى العظم” مؤكدا عزم الحكومة على وأد الفتنة. من جهته، رأى الاكاديمي الكويتي شملان العيسى ان التوترات الحالية لا يمكن فصلها عن تنامي نفوذ الحركات الشيعية الموالية لايران في العراق ولبنان، وفي اليمن حيث خاض المتمردون الزيديون الشيعة نزاعا مسلحا مع السلطات اليمنية والسعودية. واتهمت صنعاء جهات في ايران بدعم المتمردين. وقال شملان “الشيعة يشعرون بالظلم وبان المؤسسة الامنية تأخذ القليل من ابنائهم وان عددا محدودا من المناصب العليا يتبوؤها شيعة”.
ودعا الى “علاج عقلاني” والى معاملة الحكومات لجميع المواطنين ب”مساواة” معتبرا ان “كل العلاجات الامنية لا تفيد”.
ويشكل الشيعة نحو ثلث الكويتيين البالغ عددهم 1,1 مليون نسمة، ولديهم تسعة اعضاء في مجلس الامة المؤلف من خمسين مقعدا اضافة الى وزيرين في الحكومة المؤلفة من 16 وزيرا.
ويبدو وضع هؤلاء افضل من الشيعة السعوديين الذين يشكلون عشر المواطنين بحسب التقديرات ويتركز وجودهم في المنطقة الشرقية، اذ يشتكون من تغييبهم عن الوظائف السياسية والامنية الكبرى. وقال رئيس جمعية حقوق الانسان اولا في السعودية ابراهيم المقيطيب لوكالة فرانس برس “هناك للاسف ازمة ثقة بين الانظمة وشعوبها في الاجمال ومع الطائفة الشيعية بشكل خاص”.
ودعا الى اعطاء الشيعة والاسماعيليين “كامل حقوقهم” مشيرا الى انه “ليس هناك اي شيعي بمرتبة عقيد او اعلى، وليس هناك اي وكيل وزارة شيعي” في السعودية. وذكر المقيطيب بان الشيعة العراقيين “ما كانوا يوما الى جانب ايران خلال الحرب الايرانية العراقية بل دافعوا على بلدهم”. واعتبر ان “توجيه اتهامات للشيعة بانهم طابور خامس لا اساس له من الصحة ... ولو حصلت اي ضربة ايرانية فان الشيعة السعوديين لن يقفوا الى جانب ايران بل الى جانب حكومتهم”.
العالم