TODAY - September 22, 2010
قيادات سنية وشيعية عراقية تطلع الأزهر على «الأزمات» وتطلب تعاونا لنشر «الاعتدال
رئيس الوقف الشيعي: الأعمال التخريبية صنع ميليشيات من الخارج

القاهرة: محمد خليل
قال رئيس الوقف الشيعي العراقي، صالح الحيدري، عقب لقائه ضمن وفد من الوقفين الشيعي والسني، قيادات في الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية، أمس، إن الأعمال التخريبية في العراق من صنع ميليشيات جاءت من الخارج، فيما أكد رئيس الوقف السني بالعراق، أحمد عبد الغفور السامرائي، أن الوفد العراقي سلم شيخ الجامع الأزهر مذكرة للتعاون بين الأزهر الشريف ومؤسسات الوقف العراقي تتضمن «طباعة الكتب الدينية ونشرها، خاصة الكتب التي تحمل فكر الأزهر الشريف المستنير الذي يتميز بالوسطية والاعتدال».

وأطلع وفد من الوقف الشيعي والسني العراقي خلال زيارته أمس للقاهرة، الأزهر والأوقاف المصرية على «أزمات العراق»، وطلب تعاونا لنشر «الوسطية والاعتدال» في البلاد التي تعاني من انقسامات طائفية وأعمال عنف. ورحب شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب، بدعوته من الوفد العراقي لزيارة العراق، حيث سبق واشترط قبل ثلاثة أشهر أنه لن يزور العراق إلا عندما يتلقى دعوة مشتركة «من السنة والشيعة»، وقال أمس بعد تلقيه الدعوة منهما: «سأزور العراق ليس بصفتي شيخا للسنة بل بصفتي شيخا للجامع الأزهر الذي هو مرجعية للمسلمين جميعا، سنة وشيعة، وإن الزيارة سوف تتم في أقرب وقت عندما تسمح الظروف بذلك».

وفي تصريحات له عقب لقاء الوفد العراقي بشيخ الأزهر، قال رئيس الوقف الشيعي العراقي: «أطلعنا شيخ الجامع الأزهر على ملابسات ما يجري على أرض العراق، وما يحدث فيه من أزمات، وأكدنا له أن هناك تعاونا مستمرا بين الوقفين السني والشيعي لصالح العراق، وأن ما يحدث على أرض العراق من أعمال تخريبية وتفجيرات، هو من صنع ميليشيات جاءت من خارج العراق، وليست من أبناء الشعب العراقي».

من جانبه، أكد رئيس الوقف السني العراقي أن شيخ الجامع الأزهر «لديه اهتمام شديد بالعمل على وحدة الشعب العراقي، ونبذ الفتن الطائفية والمذهبية، وأن يقف العراقيون صفا واحدا في مواجهة التحديات»، مشيرا إلى أن الوفد العراقي سلم شيخ الجامع الأزهر مذكرة للتعاون بين الأزهر الشريف في القاهرة ومؤسسات الوقف العراقي التي يمثلها الوفد في العراق. وأوضح السامرائي أن مذكرة التعاون تضمنت «طباعة الكتب الدينية ونشرها، خاصة الكتب التي تحمل فكر الأزهر الشريف المستنير الذي يتميز بالوسطية والاعتدال، وكذلك تبادل العلماء والأئمة والدعاة بين البلدين، وطلب معونة الأزهر الشريف في المساعدة على نشر منهج الأزهر الوسطي بأي وسيلة في العراق، والاستفادة من خبرات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية في تطوير الوقف السني».

وأشار السامرائي إلى أن شيخ الجامع الأزهر قد أبدى موافقته التامة على تنفيذ ما جاء في المذكرة، خاصة أن لديه حماسا شديدا لتقديم الدعم اللازم لأبناء الشعب العراقي حتى يتعافى العراق من محنته.

وزار الوفد العراقي أيضا وزارة الأوقاف المصرية والتقى وزيرها الدكتور محمود حمدي زقزوق، الذي أكد خلال اللقاء أهمية ترسيخ ثقافة التعايش الإيجابي بين الجميع، خاصة أن الإسلام يقبل الاختلاف في وجهات النظر ويعتبر مصدرا لثراء الفكر والتعارف والتكامل بين البشر.
الشرق الاوسط