TODAY - September 23, 2010
الائتلاف الوطني لا يستطيع الالتحاق بالعراقية إلا في ظل ازمة مع دولة القانون
محمد علاوي لـ« العالم »: واشنطن لم تعد متمسكة بالمالكي.. ولا يمكن القبول بتصفية الصدريين
اجتماع لزعماء في التحالف الذي يجمع بين الائتلاف الوطني ودولة القانون امس الاول لبحث معضلة المرشح لترؤس الحكومة المقبلة (رويترز)
بغداد – العالم
قال قيادي كبير في القائمة العراقية انه لم يعد يسمع من الاميركان إصرارهم السابق على تجديد ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي، في وقت ذكر مصدر في الائتلاف الوطني ان كتلته لا يمكنها الذهاب نحو اياد علاوي الا بعد ظهور ازمة في "التحالف الشيعي" مؤكدا ان المجلس الاعلى والتيار الصدري لديهما مخاوف من ان تطيح الصفقة بين واشنطن وطهران، بمستقبلهما. وفي تصريح لـ"العالم" قال محمد علاوي، العضو البارز في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق اياد علاوي، ان الدور الاميركي في قضية تشكيل الحكومة بات مختلفاً عن السابق.
ويوضح "ان المشروع الاميركي كان يدفع باتجاه ان يكون هناك تحالف بين العراقية ودولة القانون على شرط ان يكون المالكي رئيساً للحكومة، الامر الذي جوبه برفض من العراقية التي اكدت انها لا يمكن ان تشترك في عملية سياسية يكون المالكي رئيساً للوزراء فيها". ويقول ابن اخ اياد علاوي الذي تردد اسمه مرات عدة كمرشح تسوية، ان الاميركان "قالوا لنا، نحن لا نصر على المالكي ولا نتمسك به، بل نوافق على اي مرشح تتفق عليه الاطراف العراقية".
ويضيف "اعلان العراقية انها ستنسحب من العملية السياسية لو عاد المالكي، جعل اميركا تعيد النظر في توجهاتها". وعن زيارة السفير الاميركي السابق زلماي خليل زاد الى اربيل ولقائه رئيس الاقليم مسعود بارزاني واياد علاوي، قال "ان وجود زاد يأتي ضمن تلقي التصورات التي تطرحها العراقية والاكراد بشأن تشكيل الحكومة ونقل رسالة الى الادارة الاميركية عن آرائهم المتقاربة" بحسب قوله. وبشأن ما تردد من ان اميركا تسعى الى انهاء نفوذ التيار الصدري عبر الاصرار على تجديد ولاية المالكي الذي واجههم في البصرة وبغداد، قال علاوي "اذا كان الاميركان يريدون ان يستخدموا المالكي للقضاء على التيار الصدري بالقوة فانه امر نرفضه باعتبار ان لهذا التيار امتداد شعبي وتمثيل برلماني (40 مقعداً) وبالتالي يمكن احتواؤهم من خلال التفاهم واشراكهم ضمن العملية السياسية".
ويقول علاوي ان ايران "لا تهتم بالشيعة بقدر اهتمامها بان يكون رئيس الوزراء المقبل خاتماً باصبعها وهذا ما لا يستطيع علاوي القيام به" بحسب قوله. في غضون ذلك اكد مصدر مطلع داخل الائتلاف الوطني، فضل عدم الكشف عن هويته في حديث لـ"العالم"، ان التحالف الوطني (الذي يضم ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي) لم يتوصل الى اي اتفاق بشأن اختيار مرشح رئاسة الحكومة الجديدة. وقال "ان الائتلافين لم يتفقا على اي شيء حتى الآن".
وعن آلية التوافق التي المحوا اليها اكد المصدر انها "آلية التصويت نفسها ولكن بعنوان آخر، فمن يستطيع ان يحضى بالقبول والموافقة الاكثر داخل التحالف يحضى بالترشيح" لافتاً الى ان "لجوء التحالف الى الية التوافق هو تاخير لعملية التصويت على نسبة 65% التي تستبعد اطرافه (التحالف) ان تنتج مرشحاً" بسحب قوله.
وفيما أبلغ التحالف بمبادرة اميركية جديدة سيما وان السفير الاميركي السابق زلماي خليل زاد يزور البلاد، قال "لا اعتقد ان لدى الاميركان اي مبادرة بشان تشكيل الحكومة في البلاد".
ويؤكد المصدر انه "يمكن لاميركا او الاطراف المؤثرة في البلاد (المرجعية الدينية) ان تحدد سقفاً زمنياً للتحالف الوطني بان يحسم امر مرشحه وخلافه فان حق تشكيل الحكومة يسقط عنه".
ويستبعد المصدر "ان يتفق الائتلافان على مرشح واحد، سيما وان اصل انشقاقهما كان هو الخلاف على منصب رئاسة الوزراء، حيث انشق المالكي عن الائتلاف الموحد بعد ان طالب ان يكون لها نسبة 54% من اتخاذ القرار داخل الائتلاف الموحد الامر الذي رفضته باقي اطراف الائتلاف" مشيراً الى ان "المالكي كان يعتقد بان انسحابه ودخوله الانتخابات خاصة بعد فوزه في انتخابات مجالس المحافظات سوف يمهد اليه الطريق لولاية ثانية، الا ان فوز العراقية ضيع عليه الفرصة" بسحب رأيه.
وعما اذا امكن للائتلاف الوطني الذهاب مع العراقية لينهي الازمة ويحصل على دعم من علاوي لمرشحه عادل عبد المهدي، اوضح المصدر "لا اعتقد ان الائتلاف الوطني سيذهب الى العراقية ضمن هذه الظروف، باستثناء حصول ازمة كبيرة داخل التحالف الوطني تجبر الائتلاف على التوجه نحو العراقية وتطليق كتلة المالكي نهائيا". وألمح المصدر الى "وجود سيناريو داخل التحالف الوطني لم يطرح بشكل رسمي" يتجه الى تقاسم السلطة بين الائتلاف الوطني ودولة القانون، "حيث يتولى المالكي الحكم في العامين الاولين، فيما يكمل عبد المهدي السنتين الاخيرتين". لكنه استدرك "هناك مشكلة تقف امام تنفيذ هذا السيناريو، تتركز بالضمانات التي يمكن اخذها من المالكي والتي تحول دون تمسكه بالسلطة" مشيراً الى ان "ثقة البرلمان هي النقطة التي ليست في صالح المالكي".
وحول موقف الاميركان الرافض لدخول التيار الصدري في الحكومة، قال المصدر ان "هناك محاولات تجرى من اجل اسقاط الفيتو الاميركي عن التيار الصدري، من خلال طرح نموذج الصحوات الذي تبناه الاميركان، على اعتبار ان التيار الصدري غير من خطابه السياسي واحدث تغييرات كثيرة تجعل منه تياراً يمكن اشراكه في العملية السياسية" مؤكداً "ان الاميركان بالرغم من تفهمهم للموضوع الا انهم لازالوا غير مقتنعين بالفكرة". بحسب قوله. وقال ان القائمة العراقية ابلغت الائتلاف الوطني بأنها "ستوافق على منصبي رئاسة الجمهورية والامن السياسي، وتبدي مرونة حيال مرشح التحالف الوطني شريطة ان لا يكون المالكي".
ويرى المصدر ان "الصفقة الاميركية – الايرانية تتمحور في ان ينجح المالكي في التخلص من التيار الصدري نهائيا، ليقوم بمحاصرة المجلس الاعلى تلبية لرغبة اميركا، مقابل رغبة ايران بالتخلص ممن تعتبرهم بعثيين في القائمة العراقية، حيث تخشى ايران من ان تصل بعض هذه الشخصيات الى الملف الامني في البلاد".
وذكر ان المجلس الاعلى "يعي جيداً ما يدور، الامر الذي دفعه لأن ينأى بنفسه عن ايران حتى بات يعارض مواقفها من القائمة العراقية".
ويضيف ان المجلس الاعلى "بدأ يعمل على موازنة علاقاته داخليا وخارجيا، حتى لا يباع في صفقة".
alalem
رد مع اقتباس
