TODAY - 14 October, 2010
عرض الصحف البرطانية
صحف بريطانية عن تشيلي: "الوجه الخفي للمعجزة"


أغلق منجم سان خوسي عام 2007 لعدم تقيده بقوانين السلامة (إندبندنت)

إلى جانب تغطية حدث إنجاد عمال منجم سان خوسي الثلاثة والثلاثين، خصصت بعض الصحف البريطانية عددا من افتتاحياتها للتعليق عليه معتبرة أن فرحة النجاة لا ينبغي أن تنسينا الوضع الخطر الذي يعاني منه القطاع المنجمي ليس فقط في تشيلي بل في العالم بأسره.
وتبرز الديلي تلجراف في افتتاحيتها البعد العالمي للحدث فتقول: "إن النجاح الباهر للعملية أدخل الفرحة ليس فقط في قلوب أقارب وأحباب ’لوس 33‘، بل العالم أجمع. وإنه لتغيير يبعدنا عن الوجبات المعتادة من الأخبار السيئة."
وترى الصحيفة أن تشيلي في هذه السنة التي تميزت بحلول الذكرى المئوية الثانية لقيام الدولة، وبزلزال فبراير/ شباط تستحق "الاحتفال بمعجزة سان خوسي، ولا بأس الآن أن تُتجاهل الأسئلة إلى أن يحين الوقت".
وتضيف الصحيفة قائلة: "كانت اللقطات التلفزيونية لكبسولة الإنقاذ التي سُميت عن جدارة فينيكس [طائر العنقاء الأسطوري رمز الانبعاث والتجدد]، وهي صاعدة في قلب الصخر الخانق، يشبه مشاهدة ولادة جديدة. لقد كنا شهودا على لحظة عظيمة للبشرية".
الإشارة إلى الميلاد المتجدد، وردت كذلك في افتتاحية الجارديان.
"ولكن، في الوقت الذي بدأت الأرض فيه تردهم الواحد تلو الآخر، واحدا تلو الآخر ، فيما يشبه الميلاد المتعدد الذي لم يطفئ شعلة الفرح على الرغم من تكرارا عملية الانقاذ، كان العالم كله يشاهد".
وتعتبر الصحيفة أن العملية كشفت عن "روح إنسانية" كما كشفت عن بعد كان يُعتقد أنه اختفى من مجتمعاتنا الفردانية والمجزأة، وهو القدرة على مشاطرة الآخرين فرحتهم."
وعكس زميلتها الديلي تلجراف تستعرض الجارديان بعض الأسئلة الصعبة التي ستُطرح حتما وبإلحاح بعد أن تفتر المشاعر وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي ومن بينها الثمن البشري الباهظ الذي يكلفه القطاع المنجمي الذي يدر 40 في المئة من مداخيل البلاد.
وتنكب افتتاحية الإندبندنت المطولة على إثارة هذه الأسئلة "المحرجة".
وتقول الافتتاحية: "في غمرة الابتهاج والتهاني، لا ينبغي أن نغفل حقيقة الخيانة التي كان العمال المنجميون ضحيتها، خيانة مشغليهم (أصحاب المنجم)، وخيانة الحكومة التي خذلتهم بفشلها في مراقبة الشركة كما ينبغي."
وتوضح الصحيفة مشيرة إلى أن منجم النحاس سان خوسي بصحراء أتاكاما كان ذائع الصيت من حيث الخطورة.
ففي عام 2006 –تضيف الإندبندنت- جرح ما لايقل عن 180 عاملا، وما بين 2004 و2010 تلقت الشركة 42 غرامة لانتهاكها القوانين المتعلقة بالسلامة. وفي عام 2007 أمرت الحكومة بالفعل بإغلاق المنجم، لكنه افتتح من جديد بعد عام على الرغم من احتجاج العمال بسبب عدم الالتزام بمعايير السلامة.
وتمضي الصحيفة معددة نقاط الخلل في القطاع المنجمي في تشيلي والذي كاد أن يؤدي إلى كارثة فتقول: "لقد تبين أن الحكومة غير قادرة على مراقبة قطاع منجمي مترامي الأطراف."
وكمثال عن هذا العجز تشير الافتتاحية إلى أن عدد المفتشين لا يتجاوز 3 لحوالي 900 منجم في صحراء اتاكاما.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كانت الحكومة ستبقى على مستوى التمويل الذي حظي به مكتب السلامة في المناجم إبان أزمة العمال المنكوبين أم أنها ستعود إلى عادتها القديمة بعد أن تخبو الأضواء الإعلامية.
وتقول الإندبندنت إن ثمة من يتساءل عما إذا كانت هذه الحكومة ستهب إلى نجدة المحصورين لو أن عددهم كان أقل من 33.
هذه الثغرات ليست حكرا على تشيلي بمفردها -تقول الصحيفة- ففي الصين مثلا يشتهر القطاع المنجمي بخطورة قاتلة ففي العام الماضي لقي ما يناهز 2600 عامل منجمي مصرعهم في حوادث عمل أي ما يقارب نسبة 80 في المئة من ضحايا المناجم في العالم.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها الأولى بالقول: "إن شهية الاقتصاد العالمي التي لا تشبع للموارد الطبيعية ستستمر في دفع العمال للنزول تحت الارض ... ولكن أقل ما يمكننا القيام به هو الضغط على أصحاب المناجم والحكومات في جميع أنحاء العالم لضمان ألا تكون هذه المهمة أكثر خطورة مما يجب أن يكون."

موت القائد
يطالعنا في الديلي تلجراف نبأ وفاة قائد طائرة تابعة لشركة الرحلات الجوية القطرية أثناء رحلتها من العاصمة الفلبينية مانيلا إلى العاصمة القطرية الدوحة.
ولم تذكر الشركة أسباب الوفاة واكتفت بالإشارة إلى أن مسار الرحلة حُول إلى عاصمة ماليزيا كوالا لامبور حيث صعد طاقم جديد لقيادة الطائرة نحو وجهتها الأصلية.

وجه جديد
في صحيفة الإندبندنت كتب محرر الشؤون الأسيوية أندرو بانكومب عن محنة عائشة السيدة الأفغانية اليافعة التي جدع زوجها أنفها وقطع أذنيها عقابا لها على محاولتها الفرار.
عائشة استعادت اليوم ايتسامتها بعد أن أعاد لها الأطباء بعض ما ضاع من ملامحها، وبعد أن حصلت على جائزة "القلب الصبور" من يد ماريا شرايفر زوجة حاكم كاليفرونيا أرنولد شوارتزينجر.
وبدأت محنة عائشة -البالغة من العمر 18 سنة والتي ترفض الكشف عن إسمها العائلي لأسباب أمنية- عندما زوجها أهلها وهي في سن الثانية عشرة من مقاتل في صفوف طالبان، وذلك في إطار صفقة لرد الدين، كما جرت به العادة في أفغانستان، وستسوء الأحوال بعائشة وشقيقتها حتى طفح بهما الكيل فحاولت عائشة الهرب، لكن زوجها المقاتل أفلح في العثور عليها في قندهار، وأعادها إلى أوروزجان حيث يقيم وحيث شوه وجهها تاركا إياها تنزف دما اعتقادا منه أنها ماتت.
لكن ظل في عمرها بقية. فقد تحاملت على نفسها إلى أن بلغت بيت عمها الذي رفض مساعدتها. غير أن أحد أقاربها أشفق عليها فأخذها إلى مستشفى أمريكي من حيث نقلت إلى الولايات المتحدة.