TODAY - 03 February, 2011
زيباري يؤكد إنعقاد القمة العربيّة بموعدها في بغداد
العراق والإمارات يدعوان لاستقرار مصر ويرفضان تدخلاً بشؤونها


دعا العراق والإمارات إلى إستقرار مصر ورفضا أي تدخل خارجي في شؤونها ووصفا هذا التدخل بأنه مقيت وتمنى وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد الاستقرار لمصر بغض النظر عن حكومتها... فيما اكد نظيره العراقي هوشيار زيباري ان القمة العربية المقبلة ستنعقد في موعدها المقرر ببغداد في 23 من الشهر المقبل مشيرا الى اهمية استباب الاوضاع في مصر بالنسبة للعراق والعرب.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن مصر اهم دولة عربية تاريخا وحضارة واستقرارا وثقلا ومكانة وما يحصل فيها يؤلمنا جميعا واملنا ان تستمر مصر بالاعتزاز بحلفائها واشقائها. واشار الى ان القطيعة بين مصر والعرب عقب اتفاقات كامب ديفيد مع اسرائيل كانت مؤلمة جدا "وتضررت منها الدول العربية مثلما تضررت مصر وكانت سنوات مؤلمة وندمنا على انقطاعنا عن مصر وانقطاعها عنا".
واضاف قائلا "إن وقوفنا مع مصر ضرورة ملحة ولكن في الوقت نفسه عتبنا على بعض الاطراف (لم يسمها) التي تحاول ان تستغل وضع مصر لاجندة خارجية لان هناك دول لاتفهم مصر واوضاعها وتريد استغلالها لمصالحها وهذا تصرف قصير النظر.. التغيير مطلوب نحو نظام اكثرا تواصلا مع الشعب ولكن استغلال هذه الاطراف مخزي ومقيت".
وتمنى لمصر الاستقرار بغض النظر عن حكومتها وقال "نريد لها استقرارا ومن يراهن على غير ذلك فهو خاطئ لان مصر ستظل محور استقرار عربيا واقليميا". وقد اكد زيباري تاييد العراق لوجهة النظر الاماراتية هذه بالنسبة للاوضاع في مصر.
وحول العلاقات الاماراتية العراقية اكد الشيخ عبد الله بن زايد ارتياح بلاده للمستوى المتقدم الذي وصلت اليه واشار الى ان لجنة مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين قد تشكلت لتعزيز هذه العلاقات والتواصل بين المسؤولين في البلدين وتشجيع الاستثمارات والوجود الاماراتي في العراق في مجالات التعليم والثقافة والرياضة وتسهيل العمل بين رجال الاعمال العراقيين والاماراتيين وبحث تشكيل مجلس مشترك لهم.
وعبر عن الارتياح لوجود جالية عراقية كبيرة في الامارات وقال انها تقدم الكثير للامارات. واشار الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اكد له خلال اجتماعه به اليوم حرص العراق على تطوير العلاقات مع الامارات واوضح ان بلاده ستعمل من جهتها على تعزيز هذه العلاقة.
وقال انه زار بغداد قبل ثلاث سنوات لكنه وجدها هذه المرة مختلفة من حيث الشكل وحرفية الحكومة العراقية فيها مدينا العمليات الارهابية التي يتعرض لها العراق. وحول مشاركة الامارات في القمة العربية المنتظرة في بغداد قال الوزير ان بلاده ستمثل في المؤتمر على اعلى المستويات.. وقال ان القمم العربية عزيزة على الامارات وهي تشارك فيها دائما بأعلى المستويات "وانعقادها في بغداد يعطيها اهمية كبرى".
ومن جهته اشار زيباري الى انه بحث مع نظيره الاماراتي عقد اتفاقات مشتركة للازدواج الضريبي والجمركي وتسهيل الاستثمارات ورحلات الطيران بين البلدين. وحول القمة العربية في بغداد وامكان تأجيلها بسبب الاوضاع العربية المضطربة في بعض الدول العربية اكد الوزير العراقي ان بلاده مستعدة لانعقادها ولن تؤثر التطورات العربية والاحداث المؤلمة في مصر على انعقادها.
واشار الى ان وفدا فنيا من الجامعة العربية موجود في بغداد حاليا للاطلاع على مستوى التحضيرات العراقية للقمى.. واوضح ان الوفد قد عبر عن ارتياحه لمستوى التحضيرات والاستعدادات العراقية للقمة. وشدد على ان استقرار مصر مهم ليس بالنسبة للشرق الاوسط وحده وانما للعراق والدول العربية كاملة ايضا.
وكان الوزير الاماراتي بدأ اليوم زيارة رسمية الى بغداد لاجراء مباحثات تستهدف تطويرعلاقات البلدين السياسية والتجارية اضافة الى مناقشة القضايا المتعلقة بانعقاد القمة العربية المقبلة في العاصمة العراقية في 23 من الشهر المقبل.
وتتزامن زيارة الوزير الاماراتي الى العراق مع قيام شركة طيران الامارات بأول رحلة جوية الى مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم. وقالت الشركة انها ستسير رحلات من دبي إلى البصرة أيام الاثنين والأربعاء والخميس والسبت من كل أسبوع باستخدام طائرات من طراز ايرباص 330 وتوفير خدمات الشحن الجوي على الخط بواقع 130 طنا أسبوعيا.
ويرتبط العراق والامارات بعلاقات تجارية مهمة حيث بلغ حجم استثمارات الشركات الإماراتية في العراق بنهاية العام الماضي 11 مليار درهم (3 مليارات دولار) بحسب تقرير لوزارة التجارة الخارجية الاماراتية توقع ارتفاعها إلى 22 مليار درهم (6 مليارات دولار) خلال السنوات القليلة المقبلة. واوضحت الوزارة أن الشركات الإماراتية مهتمة بتعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع العراق حيث تنوي الإمارات استثمار 2.22 مليار درهم في اقليم كردستان العراق حتى عام 2013. وتحتل العراق المركز الثاني عربياً والحادي عشر عالمياً في لائحة الشركاء التجاريين لدولة الإمارات.
وقالت الوزارة أن شركات النفط والطاقة الإماراتية المستثمرة في إقليم كردستان العراق تسعى إلى زيادة إنتاجها واستثماراتها حيث تمتلك شركة دانا غاز 40 بالمائة من مصنع خوبور لإنتاج الغاز والمكثفات.
وكانت اول شركة حصلت على رخصة للاستثمار في بغداد هي شركة اماراتية مختصة بمجال البناء ستتولى انشاء سوق كبير وفندق ومبان سكنية في منطقة باب الشيخ ببغداد اضافة الى وجود شركات اخرى ستتم مناقشة دورها الاستثماري في العراق قريبا. وخلال العام الماضي وقعت وزارة البيئة العراقية مع هيئة البيئة في أبو ظبي اتفاقا للتعاون البيئي المشترك بهدف تفعيل آليات العمل بمجال حماية البيئة.
ونصت الاتفاقية على تبادل المعلومات بشأن وضع الاستراتيجيات البيئية وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض وإدارة المحميات الطبيعية، إضافة إلى إطلاق مشروع إعادة توطين المها العربي في العراق. واوضح ان الاتفاق ينص على إعداد وتنفيذ خطط الطواريء لمواجهة الكوارث البيئية، ودعم تأليف ونشر سلسلة عن الأحياء في كلا البلدين. كما تهدف الاتفاقية التي تسري لمدة عشر سنوات الى تطوير التشريعات البيئية وبناء القدرات ومكافحة الجريمة البيئية.
وخلال اجتماعه مع الوزير الاماراتي اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضرورة تطوير آفاق التعاون والتواصل بين البلدين مشيرا إلى ان مجالات التعاون واسعة جدا وينبغي العمل على تطويرها.
ودعا إلى تشكيل لجنة مشتركة لتفعيل التعاون والتنسيق بين العراق ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشدد على على ضرورة الإسراع بتنفيذ ما يتم الإتفاق عليه في كافة مجالات التعاون التي تشمل ميادين الإسكان والإعمار والموانئ والنقل وغيرها من المجالات التي لدى الشركات الإماراتية القدرة على الإستثمار والعمل فيها.
من جانبه أكد الشيخ عبد الله بن زايد رغبة بلاده بتطوير العلاقات مع العراق في كافة المجالات،مشددا على ضرورة تشكيل لجنة التعاون والتنسيق المشتركة بأسرع وقت. وأكد وجود إرادة قوية لدى القيادة في الإمارات لتطوير العلاقات مع العراق في جميع الميادين.
ELAPH