TODAY - February 13, 2011
دعا الاسلاميين والعلمانيين الى عدم المساس بالحريات والدين
بارزاني: السلام يتجه نحو منحى خطير في كردستان
اربيل - اصوات العراق
عقد في مدينة اربيل، امس السبت، مؤتمر حول دور المؤسسات الدينية والثقافية في تعزيز وتقوية السلام الاجتماعي في اقليم كردستان العراق برعاية رئيس الاقليم مسعود بارزاني ومشاركة عدد من المثقفين ورجال الدين.
وقال بارزاني في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن "الهدف من المؤتمر هو شعوري خلال الفترة الاخيرة بوجود توترات وبأن السلام في كردستان يتجه نحو منحى خطر وكانت هناك كتابات فسرت بشكل خاطئ او عبرت عن آراء الكتاب".
وشهد اقليم كردستان في الآونة الاخيرة سجالا اعلاميا بين المثقفين ورجال دين طالبوا بمحاكمة بعض الكتاب والصحفيين "لتهجمهم" على الاسلام والمقدسات الدينية، في حين طالب مثقفون بتحديد صلاة الجمعة وتخصيص مساجد معينة لها وتحديد اطر خطب الجمعة في الاقليم، وادى الامر احيانا الى امتناع بعض الباعة عن توزيع مطبوعات او صحف تضمنت تلك المواد.
وأوضح بارزاني أن "مشكلة الشعب الكردي لم تكمن، في اي مرحلة من مراحل نضاله، في الجانب الديني وإنما كانت فقط في الجانب القومي، مشكلتنا مع الانظمة السابقة لم تكن على اساس ديني وإنما كانت على اساس القومية، ولم يحاربونا لوجود خلل في ديانتنا وإنما لأننا كرد ولدينا قومية خاصة بنا".
وابدى بارزاني اعتقاده بأن "الشعور القومي يضعف الآن"، مبينا أن "الدين والقومية شيئان لايتجزآن".
واكد على تمسك حكومته بالتعدد والحرية الدينية، وقال إن "كل فرد في كردستان يجب أن يكون حرا في اختيار دينه وحزبه السياسي، ولكن يجب أن تكون هناك مبادئ ينبغي الالتزام بها".
كما اكد بارزاني على ضرورة عدم التهجم على مقدسات الدين الاسلامي، وقال إنه "يجب عدم المساس او التجاوز على مقدسات الاديان ليس الدين الاسلامي فقط وإنما كل الاديان، وليس على الكتاب التجاوز على الاديان، وفي الوقت نفسه يجب أن لايلجأ الخطباء إلى اصدار فتاوى".
كما شدد بارزاني على اعطاء المرأة كامل حقوقها وحريتها، وقال إن "ارهاب المرأة وصل إلى حدود لاتحتمل احيانا، ونحن لن نفرض الحجاب على فتياتنا ولن نجبرهن على خلع الحجاب، ولتكن هناك آراء مختلفة ولكن يجب أن لايصل إلى حد خلق العداوات بيننا لأننا في الاخير اخوة".
والاحزاب الاساسية في كردستان قومية علمانية التوجه رغم ان العديد من قادتها ينحدرون من اسر صوفية او دينية، لكنهم يحاولون عدم اثارة الحركات الدينية. وفي الوقت نفسه فإن الاقليم حافظ على الطابع العلماني للدولة بعد العام 2003 وحين أخذت التيارات الاسلامية تبسط نفوذها في العراق العربي.
وحول الفساد الاداري والمالي في المؤسسات الحكومية، قال بارزاني "نطالب من الاحزاب الكردستانية مساعدتنا في معالجة هذه المسألة، ونطالبهم بإرسال المقترحات لمعالجة الفساد، فالحكومة والبرلمان مجبران على معالجة الفساد ولكن نحن بحاجة إلى مساعدتكم وتشخيص حلال الفساد وانا اعدكم بأن لا ادافع عن المفسدين ولا احد فوق القانون".
وحول الاحداث الاخيرة في مصر وتونس، قال "إذا قارنا وضعنا بأواضاعهم فإننا نرتكب اخطاء كبيرة، لأن ماحدث هناك حدث في الاقليم منذ عام 1991 وشعبنا إذا اراد اجراء انتخابات اخرى في كردستان خلال ستة اشهر مقبلة فلا مانع لدى احد". وأضاف "حقيقة اخرى إن المستقبل للمظلومين والشعوب، والنهاية ستكون للدكتاتوريات".