تموز 26 2017

قصيدة كان لي قلب ! - أحمد عبدالمعطي حجازي

كان لي قلب !
أحمد عبدالمعطي حجازي

على المرآة بعض غبار

و فوق المخدع البالي ، روائح نوم

و مصباح .. صغير النار

و كلّ ملامح الغرفة

كما كانت ، مساء القبلة الأولى

و حتّى الثوب ، حتّى الثوب

و كنت بحافّة المخدع

تردّين انبثاقة نهدك المترع

وراء الثوب

و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا

و تبتسمين في طيبة

و كان وداع ،

جمعت اللّيل في سمتي ،

و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ،

و في صوتي ،

و قلت .. وداع !

و أقسم ، لم أكن صادق

و كان خداع !

و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق

أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع !

و لكن أنت صدقت !

***

و جاء مساء

و كنت عل الطريق الملتوي أمشي

و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ،

رؤى أفق

مخادعُ ثرّةُ التلوينِ و النقشِ

تنام على مشارفها ظلال نخيل

و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه

رؤى مسحورة تمشي

و كنت أرى عناق الزهر للزهر

و أسمع غمغمات الطير للطير

و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية

و في أَنفي روائحُ خِصْب ،

عبيرُ عناق ،

و رغبة كائنين اثنين أن يلدا

و نازعني إليك حنين

و ناداني إلى عشّك ،

إلى عشّي ،

طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين

و مصباح ينوّر بابك المغلق

و صفصافه

على شبّاكك الحرّان هفهافه

و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ،

سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ،

يقول .. وداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !

حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة

وفت سنيني العشرين في دربك

و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب !

فألقيت المتاع ، و نمت في المركب

و سبعة أبحر بيني و بين الدار

أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ،

و أحسد من لهم أحباب ،

و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور

غريب في بلاد تأكل الغرباء

و ذات مساء ،

و عمر وداعنا عامان ،

طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب !

و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب !

يدحرجني امتداد طريق
إضافة قصيدة