كانون الأول 23 2019

قصيدة انا الضمآن - ابو قاسم الملا

انا الضمآن
ابو قاسم الملا

ألا يا لائمي دعني أما تكفيني حسراتي
فقد صارت جحيماً كل أيامي وساعاتي

وقد أملى انتظاري كل اوقاتي ولحظاتي
أنا الضمآنُ لا أروى ولا تكفيني آهاتي

أنا الحيرانُ لا أدري متى القى عباراتي
أضعتُ الدربَ والاشواكُ في كلِ اتجاهاتي

بصحراءِ الفراقِ قد وجدتُ هذي أبياتي
بقلبٍ موجعٍ تسعى لشاطي الحبْ كتاباتي

ولا أدري على المعشوقِ بحثي أم على ذاتي
أنا الموجوعُ بآنت في سنينِ الفقدِ عاهاتي

تركتُ القلبَ لا يهوى تركتُ كلَ عاداتي
تركتُ الجسمَ نحو الضُعفِ واختلّت مَقاساتي

فلا أهوى ولا تهوى لغيرِ العشقِ نظراتي
كفاني مِن لَذيذَ العيشِ مأساةُ معاناتي

فَلمْلمتُ جراحي في بقايا عمريَ الآتي
لعلَ العُمرَ ان طالَ سألقى فيهِ مُنياتي

فقد قالوا أما تنسى فأعلَنتُ اعترافاتي
هو الحبُ وما ترقى لهُ اللحانُ نغماتي

لهُ عينينِ بل كهفٌ بهِ تبدأ حكاياتي
وفي فَقدِ لِحاظِ الطَرفِ تبدو لي نهاياتي

وان يحكي لهُ قولٌ كقرآنٌ وآياتِ
وان قلبي حكى هماً لهُ يسمع مناجاتي

ملاذي في صروفِ الدهرِ والكافي لعثراتي
عديمٌ كنتُ والعشقُ سقى قلبي بقطراتِ

فصرتُ الكونَ بالحبِ وأبياتي مجراتي
أنا من دونهِ أُفنى بآثامِ ملذاتي

حبيباً غابَ في دهرٍ بهِ الاحياءُ أمواتِ
ولم يبقى سوى دمعي لهُ قربانُ دعواتي

فَيبنَ الرحمةَ الكبرى متى تلقاكَ دمعاتي
متى أُروى فقد جفّتْ بقلبي كلَ نبضاتي

أيا خيرَ الورى عطفاً ألا تكفيني مأساتي
أنا المجروحُ كم جرحاً تداوى في جراحاتي

بكت سكّينُهم لمّا رأت من قومي طعناتي
بكى الجرحُ على الجرحِ بكت حتى أبتساماتي

فضجَ الصمتُ في ذاتي ضجيجَ البُكمِ لو صاتِ
وصار الحزنُ في دربي رفيقُ كلَ حالاتي

أيا بدراً متى ترفعْ لأسمِ الحقِ راياتِ
ذئابُ الأفكِ قد جرّت زمامَ العدلِ كالشاةِ

وصار العدلُ مُحتاجاً شهوداً ثم اثباتِ
على الأوداجِ سكيناً وما من مُحاماةِ

فذاب الفرع في جهلاً بدعواهم خرافاتِ
وماتت في فراق الأصل يا مهدي العباداتِ

ابو قاسم الملا
إضافة قصيدة