(المتدفق)
همزة وصل.
بواسطة زاهــــد, منذ 16 ساعات عند 10:32 PM (50 المشاهدات)
تجربة فريدة اكتشفت اني اعيشها.
كنت في السابق اتذمر من هذا الوضع، كنت اشعر كأني بلا انتماء وبلا هوية ، مُشتت بين عالمين بين بيئتين مختلفتين، اصدقكم القول كنت احمل حنقا و مرارة منهما ،كنت اتمنى لو انهما لم يكونا امي و ابي، كان كل منهم يعيش في المكان الذي ينتمي اليه حيث هذا الانتماء يغذي فيه شعور بأنه متجذر و راسخ ،يمنحه القوة امام النوائب للوقوف بوجهها، لكن لم يفكرا بي ،الى مَن انتمي و هوية مَن احمل..
وبين رحلة ذهاب واياب تتكرر اكثر من ست مرات في العام كأني همزة وصل بين كيانين، بين عالمين مختلفين ، كنت استثقل هذه الرحلة ليس لشيء سوى الموقف الذي يضعك بين حالتين احداهما تناقض الاخرى في الشعور ،حيث انك تعيش لحظة الفرح حين تقول لنفسك سأذهب لأمي بعد ساعة مثلا ، لكن تتذكر انك ستفارق ابيك بعد تلك الساعة، وعند الاياب يحدث ذات الشعور.
لكن الآن استطعت ان اتفادى كل تلك المشاعر المتناقضة والمربكة ،فبدل ان يكون لي وطن واحد بدات استشعر اني لي وطنين، عالمين، انتمائين، مجتمعين كان كل منهم يعطيني شعور اني انتمي له.
حتى تلك المسافة البعيدة التي كنت اقطعها للوصول لأحدهما التي كانت تشعرني بالغربة والضياع ، اليوم اشعر بها مسافة انطلاق يندمج فيها عالمين يمثلان لي وطن.
هذه التجربة منحتني معرفة ان الشعور ليس حقيقيا سواء كان ايجابي او سلبي ، بل نحن الذي نختار كيفيته عندما نركز بأفكارنا وتصوراتنا على الزاوية المظلمة فأن المشاعر المتولدة قطعا تكون سلبية و محبطة في حين لو نرفع رؤوسنا قليلا وننظر للضوء فأنك ستجد عالما مختلفا جدا.