كان في كل ليلةٍ يقفل جميع الأبواب،ويسدل الستائر على النوافذ والشبابيك،وينتبذ من أهلهِ مكانا يمارس فيه طقوس غرامهِ الصوفي،فيُطفئ الأنوار ويغمض عينيه ويسافر متلهفا لعيون المحبوبة،يسافر وهو يحمل في ذاكرتهِ صورها ونغمات صوتها وكل رسائلها الرقيقة،لم تكن المسافات البعيدة هي العائق
نبوبولاصر الحسيني - العراق
كانت عيناه تفتشان عنها بإصرار،ويداه ترتعشان بطريقة جعلته لا يستطيع مسك نقّالهُ بصورة صحيحة،يشعر إن هنالك مرضا قد تفشّى في خلايا مشاعره،وصوتا عنيفا يتعالى في نفسهِ وعاطفتهِ حتى صار يفقد اتزانه شيئا فشيئا،عيناه غلبهما النعاس وهما تنتظران بشغف لرسالة
لما يا أبي أنجبتني؟
وبذلك اليوم الحزين إلى الأسى أحضرتني؟
لهذه الدنيا التي أسقتني جمرا سائلا
وأنت في نصف الطريق مع الوحوش تركتني
لما يا أبي أنجبتني قل لي لمن؟
وجعلتني أزحف خوفا بين أقدار الزمن
والكل يلتمس النجاة من الحياة
من لعبة القدر التي بختامها نجد
البعد التاريخي في رواية (رسول بابل الأخير) للروائي
نبوبولاصر الحسيني
بقلم الناقد طالب المعموري
للرواية التاريخية مكانة مميزة في مجموعة الاجناس الادبية ، وتتميز كونها ترتكز الى التاريخ وما دونه السابقون من أحداث وهذا يجعل صلته بالنصوص الماضية ..
بين يدي رواية (رسول
قصة قصيرة
**********
ها قد ودّعنا القمر...ليسير إلى كهفه عند أطراف الفجر،وسكنت النجوم من مداعبة أحلام العشاق،وانقضى وطرٌ من الليل حتى صار يهمّ بالرحيل،ومازالت هنالك عاشقان تتغازل شفاههما كفراشات تغتسل بالندى،كلمات تفكّ ضفائرالأشجار،واعترافات تذوب كالسّكر على ألسنتهم الظامئة،حرّك