| مَطَرٌ وَ نَافِذَةٌ تَشِي... وَغِيَابُ |
وَ مَسَافَةٌ وَحِكَايَةٌ وَعِتَابُ |
| مَطَرٌ يُبَارِكُ يَوْمَنَا العَارِي فَلَا |
حُلُمٌ يَضِيعُ سُدًى وَ لَا أَسْبَابُ |
| تَنْهَالُ أَوَّلُ قَطْرَةٍ بِزُجَاجِنَا |
وَحَنِيُنَا بِعُيُونِنَا يَنْسَــــابُ |
| نُصْغِي إِلَى الزَّخَّاتِ وَ الزَّخَاتُ مِنْ |
نَبْضٍ يُحَرِّضُ بَوْحَنَا فَنَهَابُ |
| لَكَأَنَّ صَوْتَ صُدُورِنَا رَعْدٌ إِذَا |
دَوَّى أَضَاءَ تْ جُرْحَنَا أَنْيَابُ |
| مَطَرٌ .. وَلَحْظَةُ شَاعِرٍ لَمْ يَتَّسِعْ |
لَهُ خَافِقٌ وَ نَشِيدُهُ تِرْحَابُ |
| مَا ذَنْبُ خَاطِرَةٍ إِذَا انْقَضَّتْ عَلَى |
رَجُلٍ فَعَجَّتْ بِاسْمِهِ الأَلْقَابُ |
| ضِيقِي عَلَى جَسَدِ المَلَاكِ فَإِنَّهُ |
يَا أَرْضُ مِنْكِ وَطِفْلُكِ الأَوَّابُ |
| مَطَرٌ... وَ بَوْصَلَةُ القَصِيدَةِ رَقْصَةٌ |
فِي الشَّكِّ ..وَجْهٌ عَائِمٌ يَرْتَابُ |
| مَطَرٌ .. لِكُلِّ مُخَيَّرٍ فِي الأَرْضِ مَا |
يَخْتَارُهُ وَ مِنَ السَّمَاءِ كِتَابُ |
| فَرَحٌ بِهَيْئَةِ طِفْلَةٍ تَشْدُو عَلَى |
نَغَمِ الهُطُولِ وَأُمُّهَا مِحْرَابُ |
| وَ هَدِيلُ عَانِسَةٍ يَنَامُ بِقُرْبِهَا |
أَلْفُ انْتِظَارٍ.. صَبْرُهَا كَذَّابُ |
| وَعَوِيلُ سِكِّيرٍ يَسُبُّ رَصِيفَهُ |
لَا الغَيْثُ يَرْوِيهِ وَلَا الأَنْخَابُ |
| وَ خُطًى لِهَارِبَةٍ تُرِيدُ حَبِيبَهَا |
وَالنَّاسُ هَبُّوا خَلْفَهَا وَ اغْتَابُوا |
| وَعِنَادُ فَلَّاحٍ يُرَوِّضُ صَخْرَةً |
حَتَّى تَؤُوبَ مِنَ الرَّدَى أَعْشَابُ |
| وَ مُسَافِرٌ لَمْ يَكْتَمِلْ بِدُرُوبِهِ |
كَالرِّيحِ صَدَّتْ وَجْهَهَا أَبْوَابُ |
| وَمُحَارِبٌ يُحْصِي خَسَائِرَ نَصْرِهِ |
لَا البَيْتَ يَرْقُبُهُ وَلَا الأَحْبَابُ |
| وَدُعَاءُ شَيْخٍ يُمْسِكُ الأَيَّامَ كَيْ |
لَا تَنْقَضِي وَقَدِ انْقَضَتْ أَحْقَابُ |
| مِسْكُ الخِتَامِ تَصَدُّعٌ يَهْوِي بِنَا |
سَيُطِلُّ مِنْ شَبَقِ الضَّبَابِ ضَبَابُ |
| قَدَرُ الغِوَايَةِ أَنْ تُكَبِّدَ عَاشِقًا |
لَيْلَا يُعَرْبِدُ فِي مَدَاه خَرَابُ |
| وَ يَظَلَّ مُنْتَظِرًا بُزُوغَ بِدَايَةٍ |
ذَاكَ المُضَيَّعُ لَمْ يَبُحْ لَهُ بَابُ |
| بِاسْمِ الَّذِي وَهَبَ السَّمَاءَ دُمُوعَهَا |
سَنَرَى الرَّبِيعَ وَخَلْفَهُ أَسْرَابُ |
| سَنَرَى جَنَاحَ فَرَاشَةٍ مُتَأّهِّبٍ |
لِسَمَاعِ مَا سَيَقُولُهُ لَبْلَابُ |
| سَنَرَى حِكَايَةَ عُمْرِنَا تُحْكَى عَلَى |
شَفَةِ الطَّرِيقِ لِيَهْتَدِي غُيَّابُ |
| لِلشَّمْسِ نَحْنُ وَ كُلُّ مَا فَاضَتْ بِهِ |
هُوَ حُبُّنَا المُوقُوتُ حِينَ يُذَابُ |
| تِلْكَ النَّوَافِذُ لَنْ تَكُونَ دَلِيلَنَا |
مَا دَامَ لِلْآتِي خُطًى وَ رِحَابُ |
| وَ سَنًى يُرَسِّبُ ظِلَّنَا البَاقِي..فَإِنْ |
مُتْنَا فَحَتْمًا لِلتُّرَابِ تُرَابُ |