
في مساء يوم 5 أبريل 2007، خرجت دعاء خليل أسود،
الفتاة الإيزيدية ذات السبعة عشر عامًا، من منزلها في سنجار بحجة التخلص من القمامة.
لكنها لم تكن تعلم أن هذه الخطوة الصغيرة ستفتح عليها أبواب الجحيم، وأنها لن تعود إلى منزلها أبدًا.
كانت دعاء قد اتخذت قرارًا غيّر حياتها إلى الأبد—لقد اعتنقت الإسلام واختارت الارتباط بشاب مسلم ولم يكن ذلك مجرد خروج عن تقاليد مجتمعها، بل كان بمثابة إعلان حكم الإعدام على نفسها.
حسب التقاليد اليزيدية
في صباح اليوم التالي، تلقت عائلتها مكالمة هاتفية من مجهول، يخبرهم أن دعاء شوهدت مع شاب مسلم، مهددًا بأنهم إن لم “يغسلوا عارهم”، فسيفعل هو ذلك بنفسه.
بداء الصراع بين العائلة والعادات القبيلة ،
والدها، خليل أسود، كان يرى أن ابنته أخطأت، لكنها لا تستحق الموت.
عمها سالم، وهو معلم، أصر على أن قتلها هو الحل الوحيد.
زعيم القبيلة، عمر حامكو، قرر أن الأمر لا يقبل النقاش: “لا رحمة..
لا غفران.. فقط الموت” سيغسل شرف الجميع !!
تم نقل دعاء إلى منزل الشيخ سليمان سليمان، شيخ الإيزيديين في القرية، لتحديد مصيرها.
كانت دعاء ترتعش خوفًا، عيناها ممتلئتان بالدموع، تخبر أمها :
“أمي، أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا
أنا لا أزل عذراء!!"
لكن الحقيقة لم تكن تهم أحدًا.
لم يكن سبب غضبهم ما إذا كانت عذراء أم لا—إسلامها كان الجريمة الحقيقية.
في صباح 7 أبريل، اجتمع العشرات من أفراد عشيرتها، رجال غاضبون، عيونهم مشتعلة بالكراهية.
قرروا أن يكون موتها عبرةً لكل فتاة تفكر في الخروج عن “تقاليدهم”.
اقتحمت مجموعة من المسلحين منزل الشيخ، أطلقوا الرصاص في الهواء، حاصروا المكان، وأجبروها على الخروج.
الشرطة كانت هناك، لكنها لم تحرك ساكنًا، وقفت تشاهد
وتجمع العشرات من الرجال والنساء، بانتظار تنفيذ الحكم.
كانت دعاء تبكي، تتوسل، تنظر حولها بحثًا عن وجه مألوف قد ينقذها، لكن لا أحد تَحرّك.
بدأت الحجارة تتطاير نحوها، الضربة الأولى على كتفها، ثم على رأسها، ثم على ظهرها.
حاولت حماية وجهها بيديها المرتعشتين، لكن لا مهرب من الموت.
استمرت الجريمة لمدة 30 دقيقة كاملة، أمام أعين الشرطة، وأمام كاميرات الهواتف، وأمام ضمير العالم الصامت.
ويظهر في فيديو نشرته قناة CNN والذي التقط بكاميرا هاتف خلوي الفتاة وقد طرحت ارضا في الشارع ويحيط بها حشد من الرجال يركلونها بارجلهم ويضربونها بالحجارة على وجهها ورأسها والدماء تغمرها.
ويظهر عناصر من الشرطة بزيهم الرسمي يقفون قرب منزل الفتاة وسط الحشد الذي اقتحمه دون القيام باي شيء لردعهم.
بينما كانت عملية الرجم مستمرة وفي احدى اللقطات, تحاول الفتاة الجلوس لتغطي نفسها, لكن يظهر رجل يركلها بعنف على وجهها ليبطحها ارضا.
واستمر الهجوم على الفتاة دون ان تبدي اي مقاومة او تطلق استغاثة لوقف المهاجمين.
ويشاهد ايضا في اللقطات عدة اشخاص وهم يصورون عملية رجم الفتاة بهواتفهم النقالة, بعضهم كان يصرخ فيما يركل اخرون الضحية بارجلهم فيما لم يظهر احد يحاول المساعدة.
بين من رمى الحجارة كان أفراد من عائلتها نفسها:
ابن عمها، أراس، اقترب منها بعد أن غطت الدماء وجهها وثيابها.
أمسك بحجر كبير، رفعه عالياً، ثم أسقطه بكل قوته على رأسها، لينهي حياتها.
لاحقًا، قال للشرطة: “لقد فعلت ذلك لأرحمها، لإنهاء معاناتها” !!
انتشرت لاحقاً دعوات للانتقام لها، مما أدى إلى حدوث سلسلة انفجارات تبنتها جماعات اسلامية وهجوما بشاحنات مفخخة في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي من يوم 14 آب 2007 بمجمع القحطانية الذي يقطنه الايزيديون في قضاء سنجار
التابع لمحافظة نينوى في شمال العراق وكان الأعنف من نوعه في العراق والتي أدت مما أدى إلى مقتل 796 شخص وإصابة 1,562 بجروح حيث يعتبر هذا التفجير أعنف تفجير انتحاري منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.