بِنفسي الغائبُ الحاضِر❀
تاريخ التسجيل: August-2020
الجنس: أنثى
المشاركات: 6,895 المواضيع: 218
صوتيات:
12
سوالف عراقية:
1
المهنة: صيدلانيّة.
آخر نشاط: منذ 5 ساعات

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَحاَسِيس مهَـدّوِية..❀
فان قالوا : إذا كانت العلة في غيبة الإمام خوفه من الظالمين واتقاء من المخالفين فهذه العلة منتفية عن أوليائه فيجب أن يكون ظاهراً لهم أو يجب أن يسقط عنهم التكليف الذي إمامته لطف فيه .
...
الجواب : قد أجاب أصحابنا عن هذا السؤال باجوبة :
أحدها : أن الإمام ليس في تقية من أوليائه وإن غاب عنهم كغيبته من أعدائه لخوفه من إيقاعهم الضرر به ، وعلمه بانه لو ظهر لهم لسفكوا دمه . وغيبته عن أوليائه لغير هذه العلّة ، وهو أنّه أشفق من إشاعتهم خبره ،والتحدّث منهم كذلك على وجه التشرّف بذكره ، والاحتجاج بوجوده ، فيؤدّي ذلك إلى علم أعدائه بمكانه ، فيعقب علمهم بذلك ما ذكرناه من وقوع الضرر به .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَحاَسِيس مهَـدّوِية..❀
وثانيها : أن غيبته عن أعدائه للتقيّة منهم ، وغيبته عن أوليائه للتقيّة عليهم ، والإشفاق من إيقاع الضرر بهم ، إذ لو ظهر للقائلين بإمامته وشاهده بعض أعدائه وأذاع خبره طولب أولياؤه به ، فاذا فات الطالب بالاستتار أعقب ذلك عظيم المكروه والضرر باوليائه ، وهذا معروف بالعادات .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَحاَسِيس مهَـدّوِية..❀
وثالثها : أنّه لابدّ أن يكون في المعلوم أنّ في القائلين بإمامته من لا يرجع عن الحقّ من اعتقاد إمامته ، والقول بصحتها على حال من الأحوال ، فامره الله تعالى بالاستتار ليكون المقام على الإقرار بإمامته مع الشُبه في ذلك وشدّة المشقّة أعظم ثواباً من المقام على الإقرار بإمامته مع المشاهدة له ، فكانت غيبته عن أوليائه لهذا الوجه ، ولم تكن للتقية منهم .
ورابعها : وهو الذي عول عليه المرتضى ـ قدّس الله روحه ـ قال : نحن أولاً : لا نقطع على أنّه لا يظهر لجميع أوليائه ، فإنّ هذا أمر مغيّب عنّا ، ولا يعرف كل منّا إلاّ حال نفسه ، فإذا جوّزنا ظهوره لهم كما جوّزنا غيبته عنهم فنقول في علّة غيبته عنهم : إنّ الإمام عند ظهوره من الغيبة إنّما يميّز شخصه كما يعرف عينه بالمعجز الذي يظهر على يديه ، لأنّ النصوص الدالّة على إمامته لا تميّز شخصه من غيره كما ميّزت أشخاص آبائه ، والمعجز إنّما يعلم دلالته بضرب من الاستدلال ، والشبه تدخل في ذلك ، فلا يمتنع أن يكون كلّ من لم يظهر له من أوليائه ، فإن المعلوم من حاله أنّه متى ظهر له قصر في النظر في معجزه ، ولحق لهذا التقصير بمن يخاف منه من الأعداء .