..
حسّ الوطنيّة ينبض هنا !
بوركتم
..
حسّ الوطنيّة ينبض هنا !
بوركتم
نعم، يعقل… بل كان لا بدّ أن يحدث كلّ ذلك.
لأنّها لم تكن جملةً عابرة، ولا نداءَ دولةٍ عاجزة،
كانت فتوى خرجت من فم المرجعيّة كأنّها تاريخٌ ينهض من سباته،
كأنّ العراق نفسه قال: كفى.
ازدحمت الطرقات، نعم،
لكن لم تكن طرقاتٍ من إسفلت…
كانت شرايينَ وطنٍ تدفّق فيها الدم من جديد.
جاؤوا من الجنوب لا كقادمين، بل كعائدين،
وجوهٌ محفورة بالملح والتعب،
لهجاتٌ مكسورة الأحرف، صحيحةُ المعنى،
رجالٌ لا يُحسنون الخطابة
لكنّهم يُتقنون الوقوف حين تسقط البلاد.
لم يأتوا بدافع السلاح،
بل بدافع الوصيّة.
لم يكن الحشدُ جماعةً،
كان ذاكرةً تمشي،
وكانت الفتوى إصبعًا أيقظ العصب العراقي العتيق
الذي لا يظهر إلا حين يُجرح الوطن.
قوّة المرجعيّة لم تكن في الأمر،
بل في الثقة التي زرعتها منذ قرون
في قلب هذا الشعب.
وقوّة الحشد لم تكن في البنادق،
بل في أنّهم خرجوا بلا أسماءٍ ولا مطالب،
خرجوا ليقولوا: نحن هنا… والعراق ليس وحيدًا.
تلك اللحظة لم تطرد داعش فقط،
بل طردت فكرة أن العراق انتهى.
أعادت تعريف الفتوة،
لا كاستعراض،
بل كاستعدادٍ للموت دون ضجيج.
هكذا نهض العراق،
ليس بخطابٍ سياسي،
ولا بجيشٍ مستورد،
بل بنداءٍ صادق
وسواعدَ تعرف طريقها إلى التراب
الذي خُلقت منه.
وهكذا…
حين يتكلم العراق بصوت مرجعيته،
لا يُجيب الرجال بالكلام،
بل ينفذون،...
السومري القادم من عمق التاريخ،
من هذه الأرض العتيقة؛
هنا كان مولدُ الإنسان الأوّل،
وهنا خُط الحرف الأول،
وهنا أُسست أول حضارة،
وهنا تفتق العقل للمرّة الأولى،
فانبثقت أساطير الحب والخلود.
كانت محكيات عظيمة،
،وكان گلگامش، ابن الطين والنار،
يخرج من خاصرةِ الأرض ليقف ندًّا للموت،
فكأن خروجه هذا وصيّةٌ لأبناء هذه الأرض،
ومنذ ذلك الحين،
وأبنائه
يحملون وصيّته في دمهم. فتلبية الفتوى ماهي ألا اسطورة اخرى تُنحت في مدونات بابل واكد وسومر.
ايها السومري شكرا لقلمك الذي كان كأنه ازميل وهو يحفر الكلمات لتتشكل منحوتات سومرية.
شكرا للطرح
الآن في دور خطيب
![]()
...
التعديل الأخير تم بواسطة ماهين ; منذ 6 ساعات الساعة 4:10 pm