وَيَسْمُوْ فِدَاءُ
وَيَسْمُوْ فِدَاءُ
ناجي وهب الفرج
وَيَسْمُوْ فِدَاءُ
بَكَيْتُكَ يَا مَنْ بَكَتْكَ السَّمَاءُ
وَسَالَتْ عَلَيْكَ بِطَفٍّ دِمَاءُ
وَجَالَتْ عَلَيْكَ الرَّزَايَا بِوَقْعٍ
وَزَادَتْ بِمَا صَارَ مِنْهَا عَنَاءُ
عَصَرْتُ الدُّمُوْعَ وَحَامَتْ بِنَفْسِيْ
بِمَا قَدْ غَشَاهَا وَحَلَّ الْبَلَاءُ
كَتَبْتُ بِعُمْقٍ رَزِيْنَ الْحُرُوْفِ
بِغَيْرِ رُتُوْشٍ خَفَاهُ طِلَاءُ
وَسِرْتُ عَلَىْ ثَابِتٍ مِنْ يَقِيْنٍ
فَشَعَّ عَلَىْ مَا تَنَامَىْ ضِيَاءُ
سَعَيْتُ بِفِكْرٍ وَصِرْتُ بِوَعْيٍّ
لِحِيْنٍ تَدَاعَىْ لِأَمْرٍ نِدَاءُ
فَعُدْتُ عَلَىْ مَا تَراءَىْ بِوَصْبٍ
فِدَاهَا كَبِيْرٌ وَخَابَ غِوَاءُ
وَهَلْ مِنْ دَلِيْلٍ بِطَهَ يُجَارَىْ
تَلَاقَتْ عَلَيْهِ رَوَاهُ سِقَاءُ
حُسَيْنٌ وَلَسْتُ بِنَاسٍ حُسَيْنًا
تَجُوْدُ النُّفُوْسُ وَيَسْمُوْ فِدَاءُ
فَإِنْ مَا طَوَاهَا بِقَتْلِ حُسَيْنٍ
فَقَدْ بَاءَ فِيْهَا وَعَادَ كِفَاءُ
فَيَا مَنْ شَمَمْتَ تُرَابَ حُسَيْنٍ
رَوَاكَ بِعَبْقٍ وَطَابَ شِفَاءُ
فَفِيْهِ الْحَيَاةُ تَدُوْمُ بِخُلْدٍ
وَفِيْهِ الْمَمَاتُ يَزِيْنُ دَوَاءُ
وَلَهْفِيْ بِرَأْسٍ يَدُوْرُ خَضِيْبًا
غَدَتْهُ الرِّيَاحُ بَقَاهُ سَنَاءُ
فَيَا شَامِتًا فِيْ مُصَابِ حُسَيْنٍ
سَتَلْقَىْ هَوَانًا سَيَمْضِيْ جَزَاءُ
فَإِنْ مَا بَدَاهُ بِنَصْبٍّ هَزِيْلٍ
فَرَاحَ عَلَيْهِ وطَالَ جَفَاءُ
عَزَانَا لِطَهَ بَعَصْرِ قُلُوْبٍ
يَجُوْدُ لَنَا مِنْ عَلِيٍّ وِقَاءُ
فَفِيْ كَرْبَلَا قَدْ هَوَانَا ضَرِيْحٌ
وَعَادَ لَنَا مِنْ مَقَامٍ طِوَاءُ
فَفِيْهِ تَطِيْبُ النُّفُوْسُ بِشَجْوٍ
يَطُوْفُ بِنَا مِنْ نَقَاءٍ هَوَاءُ
وَهَاهُمْ صِحَابٌ تَبَارُوا لِمَوْتٍ
وَهَانَ بِمَا كَانَ مِنْهُمْ شِرَاءُ
فَفِيْهُمْ زُهَيْرٌ حَبِيْبٌ وَوَهْبٌ
تَفَادُوا بِسَبْقٍ وجَادَ وِطَاءُ
وَكَمْ كَانَ مِنْهُمْ بِوَقْفٍ تَعَالُوا
لِمَا قَدْ تَنَاهَىْ لِسَمْعٍ حَيَاءُ
فَهَذَا حَبِيْبٌ تَعَالَىْ بِصَوْتٍ
هَلِمُّوا بِنَصْرٍ وَطَالَ زَهَاءُ
فَيَا أَحْمَدٌ قَدْ فَدَيْنَا حُسَيْنًا
فَطَابَ لَنَا مِنْ جِنَانٍ فِرَاءُ
فَأَيْنَ الْجِيُوْشُ بِحَشْدٍ تَدَاعَتْ
فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا بِرَكْزٍ بَقَاءُ
فَأَسْمِعْ بِمَنْ قَدْ رَقَاهَا بِعَالٍ
وَأَدْمِعْ لِمَنْ بَاتَ فِيْهَا عَرَاءُ
فَكُلُّ الْعَوِيْلِ يَزُوْلُ بِعَجْلٍ
وَكُلُّ الْكَلَامِ حَشَاهُ هُرَاءُ
فَمَالِيْ بِيَوْمِ الْمَعَادِ شَفِيْعٌ
حَيَاهُ بِحُبِّ حُسَيْنٍ وَلَاءُ
وَلَيْسَ لَنَا مِنْ سَبِيْلٍ سِوَاهُ
يَطُوْلُ لَهَا مِنْ قِيَامٍ جِنَاءُ
نَجَاةً لِمَنْ سَارَ فِيْهِ بِدَرْبٍ
وَصَانَ الْعُهُوْدَ وَفَاهَا لِقَاءُ
وَيَا نَاشِدًا فِيْ هَوَاهُ بِشَدْوٍ
فَزِدْ مِنْ يَقِيْنٍ وَقَاكَ وَفَاءُ
وَدُمْ فِيْ نُهُوْضٍ عَلَىْ مَا عَلَاكَ
جَنَيْتَ بِعَذْبٍ سَعَاكَ ثَنَاءُ
فَعِنْدَ الْحُسَيْنِ يَطُوْلُ المَقَامُ
وَيَبْقَىْ عَلَىْ طُوْلِ دَهْرٍ عَزَاءُ
فَكُلُّ الْهُمُوْمِ تَهُوْنُ تِبَاعًا
وَعِنْدَ الْحُسَيْنِ يَطُوْلُ الْبُكَاءُ
فَلَا غَابَ مِنْهُ بِوَصْفٍ رِكَازٌ
وَلَا حَادَ عَنْهُ بِحَذْوٍ دُعَاءُ
فَيَا زَيْنَبٌ كَمْ جَفَاكِ زَمَانٌ
وَطَالَ عَلَيكِ بِرُزْءٍ صِلَاءُ
فَكَمْ مِنْ خُطُوْبٍ بَلَتْكِ بِطَفٍّ
فَقَدْ غَابَ عَنْكِ بِخَطْبٍ هَنَاءُ
وَمَا قَدْ لَقَاكِ بِشَامٍ فَظِيَعٌ
بِمَا هَدَّ مِنْكِ وَطَافَ جِوَاءُ
تَجَلَّتْ لَهَا مِنْ خِتَامٍ مَزَايَا
فَجَادَتْ كَمَالًا وَبَانَ جَلَاءُ
فَكُلُّ الدِّيَارِ خَلَاهَا هَمَالٌ
وَكُلُّ الضِّيَاعِ عَرَاهَا نِهَاءُ
فَإِنْ حَارَ مِنَهَا بِرُشْدٍ دَلِيْلٌ
فَعِنْدَ الْحُسَيْنِ تَرُوْقُ دِلَاءُ
وَتَبْنِيْ عَلَىْ مَا عَلَاهَا بِدَرْبٍ
يَصُوْغُ لَهَا مِنْ أُصُوْلٍ بِدَاءُ
وَيَا فَاطمٌ قَدْ بَلَتْكِ كُرُوْبٌ
وَعَادَ عَلَيْكِ بِصَيْبٍ حِدَاءُ
فَيَا فَاطِمٌ كَمْ بِسُقْمٍ حَمَلْتِيْ
فَلَا مِنْ مَثِيْلٍ وَنَالَ رِفَاءُ
حَوَتْهُ الْبَتُوْلُ بِرَحْمٍ حَمَتْهُ
فَزَانَ الْوَلِيْدُ وَطَابَ الْوِعَاءُ
تَنَاهَتْ جَمَالًا بِحَمْلٍ سَقَتْهُ
وَفَاقَ عَلَىْ كُلِّ بَانٍ وَرَاءُ
فَطُوْبَىْ لَهَا مِنْ وَلِيْدٍ بِهَامٍ
تَعَالَىْ بِرَفْعٍ وَبَانَ سِرَاءُ
جَمَعْتُ قِوَامًا وَصُغْتُ عَلَيْهِ
تَمَامَ الْمَعَانِيْ وَفَاضَ رِوَاءُ
وَعُدَّتْ لَهَا مِنْ عَمِيْقِ شُمُوْلٍ
فَلَا ضَاعَ مِنْهَا بِوِتْرٍ رَجَاءُ
تَعَنَّتْ قُلُوْبٌ وَهَامَتْ بِوِسْعٍ
لِمَا قَدْ عَرَاهَا بِهَدْرٍ هَبَاءُ
لِمَنْ قَدْ بَنَاهُ بِطَهَ مَنَارًا
حَمَاهُ بِنَفْسٍ وَطَابَ الْبِنَاءُ
فَا?هٍ لِمَاضٍ بِمَا قَدْ رَزَانَا
تَمَادَىْ عَلَيْنَا وَطَالَ غِثَاءُ
فَمَنْ ذَابَ مِنْهُمْ بِحُبِّ حُسَيْنٍ
فَقَدْ فَازَ فِيْهَا وَزَادَ الثَّرَاء
نَزِيْدُ بِحُبِّ الْحُسَيْنِ شُمُوْخًا
سَقَانَا عَلَيْهَا بِزَادٍ غَلَاءُ
فَزَادَ عَلَىْ مَنْ سِوَاهُ بِرَفْعٍ
فَطَابَ الْوَلِيْدُ وَزَانَ الْكِسَاءُ
وَدَانَتْ عَلَيْهِ غُصُونٌ تَدَلَّتْ
فَأَضْحَتْ بِرَيْعٍ حَوَاهُ نَمَاءُ
وَنَصْبُوا مَنَالًا بِحُبِّ حُسَيْنٍ
نَنَالُ مَقَامًا تَلَاهُ عَلَاءُ
فَسِرْنَا دُرُوْبَ الرَّشَادِ بِغَرْسٍ
فَفَاضَ عَلَيْنَا بِزَرْعٍ غَنَاءُ
وَفَاضَ عَلَيْهِمْ بِجَمْعِ سَجَايَا
وَعَادَ بِسَبْقٍ هَدَاهُ قِرَاءُ
وَأَمْضَتْ بِهَا مِنْ فُيُوْضِ رُسُوْخٍ
تَعلَّتْ عَلَيْهَا وَصَابَ رِضَاءُ
فَهَذَا حُسَيْنٌ يَفِيْضُ عَطَايَا
وَيَرْوِيْ بِوَفْرٍ يَجُوْدُ سَخَاءُ
رد مع اقتباس
