حين قال الجولاني ذات يوم إنّ له ولإسرائيل عدوا مشتركا، فقد كشف بنية مقلوبة قامت عليها ما تُسمى بالثورة السورية. موقعه الوظيفي حتّم عليه قول ذلك، وإلا فإنّ زعيم ثورة حرية وكرامة لا يقول ذلك. كان يستطيع -لو كان زعيم حقيقيا لثورة حقيقية- أن يقدّر الموقف ويتريّث لا أن يعلن انتماءه بهذه السرعة. وبالتالي، كل ما يحدث في سورية من فوضى داخلية وعدوان إسرائيلي ليس انحرافا عن مسار الثورة بل هو خلاصتها المنحرفة. هو صورة لسوريا الجديدة كما أراد لها المصمّم، أي ثائر بلا قضية وحاكم بلا شعب ومجاهدٌ تُزعجه المقاومة ولا تُقلقه تل أبيب. ما تحتاجه إسرائيل هو وجود شكلاني للعدوّ حتى تُضفي على عدوانها على سوريا معنى وتُشرعن عبره فعلها تحت ستار "الدفاع عن النفس أو عن الحلفاء".
سالمين تومي.