فاذا رضينا بما سبق وقبلناه فلنذهب الان الى قول الله سبحانه وتعالى في سورة الصافات
بسم الله الرحمن الرحيم
وان من شيعته لابراهيم
والاية كما اخبر المفسرون تتحدث عن نوح عليه السلام وان إبراهيم عليه السلام من شيعته
اذا تأملنا قوله تعالى هذا سنستنتج ان نوحا عليه السلام وبعد قصته مع قومه وعنادهم وغرقهم ونجاة
من نجى ممن امن به استطاع ان يؤسس جماعة او خطا او طائفة من الناس ورثت عنه تعاليمه وعقيدته
وان هذا الخط المؤمن الذي أسسه نوح عليه السلام بقي مستمرا لم ينقطع جيلا فجيلا وبطييعة الحال
فان كل جيل منهم احتمل مسؤوليته في الحفاظ بقدر ما يعرف على تلك المواريث الإلهية التي بثها وأوصى بها
نوح عليه السلام
ومن المنطقي ان أولئك الشيعة الذين اتصلوا من زمن نوح الى زمن إبراهيم ماكانوا ليذوبوا بعد نبوة إبراهيم
عليه السلام , مادام المتوقع ان المخطط الإلهي ( ان صح التعبير) لسلسلة النبوات كان في ركن من
اركانه يستند اليهم فلنا ان نقول ان أولئك الشيعة الذين اكرمهم القران بهذا الاسم اتموا ما حملوا به عموما
مرتبطين وواصلين ما بين أيديهم بما خلفهم من الأنبياء والرسل
النتيجة التي خرجنا بها هذه كشفت عنها ايات توريث الكتاب العباد اتماما لسنة الابتلاء التي لا يغادرها احد من البشر
ولا تغادره
فقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾
صريح في التوريث والاصطفاء والابتلاء وان ذلك الاصطفاء لا يشمل الامة كلها بل بعضها بدلالة قوله
من عبادنا اي من بعض عبادنا
فاذا وصلت الكرة الى زمن النبوة الخاتمة على نبيها واله صلوات الله وسلامه جاء القران ليقرر كامل النتيجة التي
تحدثنا عنها سابقا
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد من الله على المؤمنين اذا بعث فيهم رسولا منهم
وقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم
وتاريخيا فان ما نتحدث عنه هنا يفسر كيف ان بعض الشخصيات امنت بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم
قبل بعثته بل حتى قبل ولادته اذهم كانوا من الاميين المؤمنين الشيعة
الخلاصة
ان الطائفة التي استمسكت بالحق اسس اسسها وخط طريقها الانبياء بدءا من نوح حتى خاتم الانبياء
ان القرأن اطلق ثلاثة صفات على اهل الحق
الشيعة
المؤمنبن
الاميبن
فاما ان تكون هذه صفات مسمى واحد
او لمسميات مختلفة اتفقت في قربها من الحق
او صفات لمسمى واحد لكنتعددت من جهة مستويات اخلاصها
فالادنى الاميين
والمؤمنين اعلى منه
والشيعة اعلاها