اليد التي تلقي ســلاحها، تُلقي نفسها للذبــح :
في عام 1994، جلست أوكرانيا إلى الطاولة ، وأمامها ورقة ،
وعندها ترسانة نوويـ.ّـة هي الثالثة في العالم.
أقنعوها أنّ الأمان ليس في الأصابع التي تضغط على الزناد،
بل في التوقيعات على الورق، تنازلت، سلّمت، وقّعت، وانصرفوا جميعًا،
وحين عادت لتبحث عن تلك التواقيع بعد سنوات، لم تجد إلا جيوشًا تغـ.ـزوها،
ومدنًا تُسحـ.ـق، ووعودًا تتبخر في هواء المصالح المتغيّرة .
أمريكا التي منحتها "الضمانات"، وقفت على التلّ، تعدُ بالدعم ،
ثم تقايضها على ما تبقى من ثرواتها. القوّة التي كانت تملكها صارت ذكرى،
والمُذَكَّرة التي وقّعت عليها صارت نكتةً يتداولها الساسة في غرفهم المغلقة.
قبل سنوات، في غرفةٍ أخرى، جلس مفاوضو طالبـ،ـان أمام الأمريكان،
سألهم أحد الامريكان أن يتخلّوا عن سلاحـ.ـهم.
ابتسم أحدهم، وقال:
"هذا الــ.ـســ.ـلاح هو الذي أتى بكم إلى طاولة المفاوضات ،
ولولاه، لما التفتّم إلينا أصلًا، فكيف نُلقيه ؟"
واليوم، يرفع الإسرائيـ.ـلـ.ـيون ذات الورقة ،
يطالبون حـ.ـماس وحزب الله بأن توقّع،
أن تلقي الـ.ـسـ.ـلاح، أن تدخل في "عالم جديد"
بلا مقاومة، بلا قوة، بلا قدرة على الرد. يقولون إنّ السلام
لا يُبنى إلّا على نزع الـ.ـسـ.ـلاح،
وإنّ الأمن لا يأتي إلا بعد تجريد الفلـ.ـسـ.ـطيني من وسيلته الوحيدة
لحماية نفسه، لكنّ التاريخ لا يخطئ حين يُعيد نفسه.
حين سلّم الهنود الحُمر سيوفهم وأقواسهم،
جاءت المذابـ،ـح التي محـ.ـتـهم من الوجود،
وحين وثِق الليبيون بوعود إيطاليا، جاءتهم المقاصـ.ـل والمشــ،ـانق
في صحراء سرت، وحين سلّم قادة الأندلس مفاتيح مدنهم،
لم يجدوا سوى محاكم التفتيش التي أحالتهم رمادًا.
اليد التي تُفرّط في سلا.حـ،ــها، لا تكتب مصيرها،
بل يكتبه لها عـ،ـدوّها بالحبر الأحمر،
وحماس وحزب الله وكل رجال المقاومة تعرف هذا الدرس جيدًا.
تعرف أنّ البندقــ،ـية التي تُلقى اليوم، ستُرفع غدًا في وجه صاحبها.
تعرف أن التوقيع على وثيقة نزع الـ.ـسـ.ـلاح، هو التوقيع على شهادة الاستـ،ــسلام.
ولهذا، فإنها تقول للإسرائيليين وللعالم كله : لن نكون هنودًا حمرًا جددًا،
ولن نرمي سـ،ــلاحنا لنُساق إلى المذبــ،ـح. الـ.ــسـ.ـلاح الذي صنع المعادلة،
هو الذي سيحميها، البندقيــ.ـة التي فرضت نفسها، لن تسقط بالحيلة،
ولن تُلقى إلّا في يد جيل جديد يحملها ليُكمل الطريق.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}
صدق الله العلي العظيممنقول بتصرف واضافة