لا تنادي..
كُفّ النداء
أتُرى حينَ تصيح
وحين تزجرَ النفس
هل ستبكي عليكَ
السماء!؟
ألم يكُن النداءُ السابق
هو الأخير؟
هل تغيّر شيء؟
وهل حلّ سهلاً
عليكَ المساء!؟
دعِ الزوايا ، اهجُرها..
دعِ الجدرانَ
وماتحيطُ به
دعِ الفناء..
أتُرى حينَ تَرى
العينَ تبكي دماءً
هل ستسكُت؟
عينٌ كوتكَ وفمٌ أحرَقَك
فهلِ جمالُ المحيّا
مع الذاتِ سواء.!؟
كُفَّ النداء
وضع قلبكَ الحقير
الذي يصارعُ صدرك
ضعهُ يومَ حانَ الذهاب
أو في أملِ الإياب
ضعهُ أينما تشاء
واستمِع إلى أنينهُ
هَل فيهِ صوتٌ سِوى
صوتَ الرجاء؟
فيمَن سَرى القتلُ
في عروقه
كمجرى الدماء..
أما زالَ فيكَ بصيصُ أمل؟
على أن يكونَ لقاء؟
ألا ما أسخَفَك
غادِر الأمواجَ المضلّة
فإنَّ الصبرَ في وسطِ اليمِّ
سيقتلَك.!
غادرِ الصحراء
فإنَّ ترابَها سيأكلَك.!
هاوٍ تبحثُ فيها عن أمَل
واصِل البحثَ
فما أخّرَك؟!
في أن تُبصرَ نقطةَ حِبر
على الصُحف البيضاء
أو الأعلام الّتي
تداهِم الجوزاء؟
في أن تَرى عَوناً
في مربعٍ فيهِ البَقاءُ
للبِغاء!
كفّ النداء وأنظُر حولَك
هل ترى شيئاً
سوى البياض؟
وهل تسمعِ الأذنُ
سوى الأنين؟
سوى الدمار
وصراخَ الراحلين!
فكيفَ يوضعُ فوقَ
التوابيتِ الدواء؟..
فِي نشوةٍ يصحبُها الشقاء
سيموتُ كل شيء
ولَن تلقى هناء.!
أنتَ لو فتّشتَ قليلاً
فسوفَ تلقى النفسَ رهينة
تسجنُها رهينة
وتضربُها وتقتلها رهينةْ
خلفَ سجنٍ مفاتيحُه
بأيادي اللقَطاء..
العيلامي