*الإسلام يخاطب المظلوم قبلَ الطغاة*

"لا تكُن عبدَ غيركَ وقد خَلقكَ اللهُ حُرَّاً".
*لو تفحَّصنا الثقافات البشرية السائدة لوجدنا أنَّها ومن أجل أن تقضي على ظاهرة الظلم،* فإنَّها تخاطب الظالم أولاً، وتطلب منه أن ينتهي عن ظلمه، *في حين أنَّنا لو نظرنا إلى ثقافتنا الإسلامية الرسالية فإنَّنا سنجد أنَّها لا تكتفي فقط بالطلب من الإنسان أن لا يكون ظالماً لكي ينعدم الظالمون في الأرض*، بل تتبع أسلوباً ذكياً واقعياً *فتلتفت إلى الإنسان وتأمره أن لا يكون مظلوماً،* وأن لا يرضى بالظلم، *فهي تُثير فيه روح التحدي والتصدي للظلم.*

وهكذا فإنَّ الثقافة الإسلامية الرسالية *لا تُوجِّه اللَّوم إلى الطغاة فقط* كما هو حال الثقافات الأخرى، لأنَّ هؤلاء الطغاة *قد اختاروا طريقهم، فلا فائدة تُرجى من لومهم،* بل هي أولاً وقبل كل شيء تنهى الإنسان عن اتباع الطاغوت والرضوخ إليه، *فهي لا تطلب من الحكام أن يهبوا الحريَّة،* لأنَّها حق فطري للإنسان، *بل تخاطب الإنسان وتحثُّه على انتزاع حريَّته إن لم يستطع نيلها بسهولة،* فالثقافة الإسلامية تهتف بالإنسان بما قال الإمام علي عليه السلام: *"لا تكُن عبدَ غيرك وقد خلقكَ الله حُرَّاً ".*
السيد محمد تقي المدرسي دام ظله