الشرق الأوسط الجديد # الجميع على الطاولة الأمريكية في بغداد #
هكذا تبدو فانتازيا الشرق الأوسط الجديد :
حين تُكسر إرادة الشعوب، وتسقط الشعارات،
ويجلس الجميع مُجبرين على طاولة أمريكية في بغداد ،
ليشرعنوا قرارات العهد الجديد!
لا أعرف ما أهمية مؤتمر القمة بالنسبة للعراق،
خاصة عندما تُجبر الحكومة على دعوة هذا المجرم السفاح.
المسمى بالجولاني او احمد الشرع بحسب التصنيف الجديد
كيف تفرّط الحكومة والطبقة السياسية بأكملها بدماء أبنائها
التي سفكتها القاعدة وجماعة الجولاني في شوارع بغداد والمحافظات العراقية ؟؟؟
هل يمكن لهذا السفاح المأجور، الذي استباحت إسرائيل
أرضه وجردته من سلاحه في جنوب دمشق، أن يجلب الخير لأمةٍ
غارقة في الذل والهوان، والتي يدّعي الانتساب إليها ؟؟؟
متى سيتجاوز ساسة العراق تناقضاتهم ؟؟؟
حكومة شُكّلت بأيدي أحزاب ترفع شعار المقاومة (أحزاب الإطار التنسيقي)
تُقيم قمةً يحضرها إرهابيون يُراد فرضهم وإعطاؤهم الشرعية من بغداد،
المدينة التي دفعت ثمن الإرهاب غاليًا!
وفي المقابل، قيادات سنية ترفع شعار الوطنية وإصلاح المسار، تعبّر علنًا
عن سعادتها بوصول القاعدة إلى سدّة الحكم في سوريا، وتعتبر ذلك مكسبًا،
بل وتطالب شركائها من الشيعةً بالاستفادة من هذه التجربة
بمعنى آخر ،
تطالبهم بالموافقة على سفاح آخر لتسليمه الحكم في بغداد لكي يستقر العراق !
ثم، ما هي مخرجات القمة السابقة في المنامة، التي عُقدت في أوج معركة غزة ؟
هل تركت أثرًا يُذكر؟؟
هل قدمت شيء يُذكر لغزة او للعرب بشكل عام ؟؟
ألم تكفِنا إهانة القمة التي سبقتها في بغداد، حين مُثّلت بعض الدول
بسفرائها فقط، في أسوأ تمثيل على مستوى القمم؟
احترموا دماء شعبكم، انتفضوا لكرامته، واحتفظوا بما تبقى لكم من رصيد،
واعتذروا عن هذه القمة الهزيلة، التي لن تقدّم للعراق سوى مزيدٍ من الإهانة،
بحضور أحد زعماء القاعدة الذي أوغل في دماء أبنائه،
وما زال يتطاول على معتقدات العراقيين وشعائرهم بطريقته التكفيرية المعهودة،
حينما قال: “لسنا أمة لطم وعويل!”
الغرب أوغل في إهانة الشعوب العربية؛ مرةً حين صنع الإرهاب في أفغانستان،
وأخرى عندما دعم الإرهابيين لتوجيه بنادقهم نحو شعوبهم،
والآن، حين يساند علنًا وصول هؤلاء المجرمين إلى سدّة الحكم!
أما الجريمة الأخرى، فهي أن يضغط على ما يُسمّى بـ “الديمقراطيات الناشئة”
التي صنعها بنفسه في العراق، لإجبارها على قبول زعيمٍ
من أعتى التنظيمات الإرهابية في “النادي الديمقراطي العربي!”