القيادة الأمريكية استهدفت 800 موقع للحوثيين، والإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته منذ الحرب الباردة


قتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص خلال قصف جوي استهدف العاصمة صنعاء الأحد، حسبما أعلنت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، بينما قالت القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط إنها ضربت مئات الأهداف التابعة للحوثيين منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
وأوضحت قناة المسيرة أن "قصفاً أمريكياً على منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث" شمال العاصمة صنعاء، تسبب في مقتل "ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء وعدد من الإصابات كحصيلة أولية"، مشيرة إلى أن القصف استهدف ثلاثة منازل في المنطقة.
وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مُدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح في قطعة قماش أبيض، نقلت عن مراسلها قوله إنّ "هناك أشلاء لنساء وأطفال" في المكان.
كما أعلنت قناة المسيرة مقتل 30 شخصاً على الأقل في غارة نسبت للولايات المتحدة على مركز إيواء للاجئين الأفارقة في صعدة شمال اليمن.
ومنذ 15 آذار/مارس الماضي، أسفرت الغارات الأمريكية عن مقتل 258 شخصاً على الأقل - بما في ذلك حصيلة الأحد - بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى البيانات التي تنشرها جماعة الحوثيين.
تراجع الهجمات الحوثية

تزامناً مع ذلك، أعلن مركز القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، أن الولايات المتحدة استهدفت أكثر من 800 هدف في اليمن منذ منتصف مارس/آذار الماضي، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين من جماعة الحوثيين، بمن فيهم أعضاء في القيادة.
وأوضح بيان (سنتكوم) أنه "منذ بداية عملية (راف رايدر)، دمرت الضربات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، ومرافق تخزين الأسلحة المتقدمة" التابعة للحوثيين في اليمن.
وأضاف مركز القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط في بيانه، أنه "مع أن الحوثيين واصلوا مهاجمة سفننا، إلا أن عملياتنا قللت من معدل هجماتهم وفعاليتها"، مشيراً إلى أن "معدل إطلاق الصواريخ البالستية تراجع بنسبة 69 في المئة، فيما تراجعت الهجمات الانتحارية بالطائرات المسيّرة بنسبة 55 في المئة".


صدر الصورة، Reuters

وقال بيان (سنتكوم) إن "إيران تواصل بلا شك تقديم الدعم للحوثيين، ولا يمكن للحوثيين مواصلة مهاجمة قواتنا إلا بدعم من النظام الإيراني"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل "زيادة الضغط حتى يتحقق الهدف، وهو استعادة حرية الملاحة في المنطقة".
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها "على ارتباط بإسرائيل".
وشكّلت تلك الهجمات تهديداً لحركة الملاحة في قناة السويس التي يمرّ عبرها حوالى 12 في المئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

الإنفاق العسكري الأكبر منذ الحرب الباردة

ومع استمرار التوترات والحروب لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن الإنفاق العسكري العالمي، شهد ارتفاعاً كبيراً في عام 2024.
وأوضح المعهد في تقرير نشره فجر الاثنين، أن الانفاق العسكري العالمي وصل إلى قرابة 2.7 تريليون دولار أمريكي خلال العام الماضي، وهو أكبر قيمة يتم تسجيلها منذ نهاية الحرب الباردة.
وأرجع المعهد ارتفاع الإنفاق العسكري في العالم إلى الحروب والنزاعات الدائرة حول العالم، مشيراً إلى أن الزيادة كانت ملحوظة في دول أوروبا والشرق الأوسط.

مصدر الخبر :
https://www.bbc.com/arabic/articles/cjdxgl24513o