مدينة بازل السويسرية تحتفي بالفنون في قلب الحداثة
بازل السويسرية
تألقت مدينة بازل السويسرية مجددًا على خارطة السياحة العالمية، حيث أضاء تقرير حديث ملامح هذه المدينة النابضة التي تتماهى فيها الحداثة مع عبق التاريخ.
تقع بازل في الركن الشمالي الغربي من سويسرا، وتُعرف بكونها إحدى أبرز الوجهات الثقافية في أوروبا، إذ تنجح في تقديم مزيج فريد يجمع بين ناطحات السحاب العصرية، والكنائس القديمة، والمتاحف الفنية المرموقة، في مشهد يُدهش زواره ويستقطب عشاق الفنون من مختلف أنحاء العالم.
تبدأ الرحلة السياحية في بازل من معلم معماري بارز يُعرف بـ«جوجيلي هاله»، والذي يسميه السكان المحليون “سانت جاكوبس”، يقف هذا المبنى شاهداً على عبقرية التصميم الخرساني الحديث، حيث يبرز بسقفه المتدلي وتفاصيله العمرانية الدقيقة بين المساحات الخضراء الواقعة في الحافة الجنوبية الشرقية للمدينة، هذا الموقع لا يُعد مجرد منشأة رياضية، بل يُجسد رؤية معمارية تعبّر عن روح المدينة التي تنظر للفن كعنصر أساسي في تكوينها الحضري.
وتحمل بازل على عاتقها لقب العاصمة المعمارية لسويسرا، فهي المدينة التي احتضنت أعمالًا لـ13 مهندسًا عالميًا حصلوا على جائزة «بريتزكر» المرموقة، والتي تُعد بمثابة نوبل في مجال الهندسة المعمارية.
ويُعد متحف العمارة السويسري، الكائن في المدينة، مركزًا مرجعيًا لهذا الإرث، إذ يعرض تاريخ وتطور العمارة بأسلوب تفاعلي يحاكي الزائر بصريًا وثقافيًا، ما يجعل تجربة الزيارة بمثابة رحلة في الزمن والأسلوب.
ولا تقتصر جاذبية بازل على طابعها المعماري وحده، بل تمتد لتشمل وسط المدينة التاريخي، الذي يُفاجئ السياح بأجوائه العائدة إلى العصور الوسطى، لا سيما في محيط ساحة السوق وساحة «بارفروسر بلاتس»، حيث تتقاطع الأزقة الضيقة المرصوفة بالحجر مع الأبنية ذات الطابع القوطي، لتمنح الزائر إحساسًا وكأنه يتنقل بين صفحات كتاب تاريخي مصوّر.
ومن أبرز نقاط الجذب التي لا يمكن تفويتها، تلك الإطلالة البانورامية من شرفة «بفالتس» الشهيرة، الواقعة بجوار كاتدرائية بازل، من هذا المكان يمكن للزوار تأمل مدينة “كلاين بازل”، الجزء الأيمن من المدينة والذي يفصله نهر الراين في انعطافته الشرقية نحو بحيرة كونستانس، ليشكل مشهدًا طبيعياً آسراً يتكامل فيه الجمال المعماري مع روعة الطبيعة.
وفي ظل هذا التنوع الثقافي والفني والمعماري، تُثبت بازل أنها ليست فقط محطة عابرة في خريطة السياحة السويسرية، بل وجهة قائمة بذاتها، تحتفي بالإبداع وتحتضن الجمال في كل زاوية من زواياها، إنها مدينة تُخاطب العقل والعين في آن، وتمنح زائرها تجربة لا تُنسى على كل المستويات.