جزر فرسان.. وجهة سياحية فريدة في قلب البحر الأحمر


جزر فرسان
فيسبوك تويتر ماسنجر واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد
محمد توفيق
2025-05-10 | 12:00 م
تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار
تستقطب جزر فرسان، الواقعة على بُعد 50 كيلومترًا من مدينة جازان، الأنظار كأحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، يضم الأرخبيل أكثر من 84 جزيرةً مرجانية تمتد على مساحة 1,050 كيلومتر مربع، وهو ما يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بتجربة فريدة بين طبيعة ساحرة ومياه بحرية نقية.
يشتهر الأرخبيل برماله البيضاء الناعمة ومياهه الفيروزية التي تجذب عشاق الغوص والصيد من جميع أنحاء العالم، تجذب فرسان محبي الرياضات المائية بشكل خاص، فالمياه العميقة توفر بيئة مثالية لاستكشاف الحياة البحرية المتنوعة، ويعد الغوص أحد الأنشطة الأكثر جذبًا للزوار، حيث يستطيعون اكتشاف الشعاب المرجانية الملونة التي تحتضنها الجزر.
تستضيف جزر فرسان أكثر من 180 نوعًا من النباتات، ما يجعلها موطنًا طبيعيًا غنيًا ومتعدد الأنواع، كما تحوي الجزر أكثر من 200 نوع من الطيور، منها العقاب النساري، البجع الرمادي، والنورس القاتم، بالإضافة إلى الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة.
وتعد البيئة البحرية للجزيرة أيضًا غنية بالأحياء البحرية الفطرية، مثل السلاحف الخضراء، السلاحف صقرية المنقار، وعرائس البحر، لا يقتصر التنوع الحيوي على الطيور والأنواع البحرية، بل تمتد أيضًا لتشمل 230 نوعًا من الأسماك، مما يضيف قيمة بيئية كبيرة للمنطقة.
أحد معالم جزر فرسان البارزة هو غابات الشورى، المعروفة أيضًا بغابات القندل، والتي تشكل موطنًا طبيعيًا للعديد من الكائنات الحية. هذه الغابات تعزز من مكانة الجزر كمقصد سياحي بيئي يهتم بالحفاظ على التنوع البيولوجي وموارد البحر الأحمر، كما أن الجزر تضم 50 نوعًا من المرجان والأعشاب والطحالب البحرية، التي تعد جزءًا من النظام البيئي المميز في المنطقة.
إضافة إلى تنوعها الطبيعي، تضم جزر فرسان العديد من المواقع التاريخية، مثل “قرية القصار”، التي تتميز بمنازل حجرية قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام، و”بيت الرفاعي”، الذي يعد من أبرز معالم فرسان التاريخية ويعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين، هذه المعالم الثقافية تمنح الزوار فرصة للتعرف على تاريخ الجزر العريق.
تستقبل جزر فرسان أكثر من 150 ألف زائر سنويًا، ما يجعلها وجهة سياحية رئيسية في المملكة، تُعنى السلطات المحلية بتطوير البنية التحتية للسياحة، حيث تم البدء في إنشاء أكثر من 20 فندقًا ومنتجعًا سياحيًا في محاولة لتلبية احتياجات الزوار وتوفير تجارب سياحية مريحة ورفاهية عالية، تترافق هذه الجهود مع مشاريع تطويرية أخرى تشمل تحسين وسائل النقل إلى الجزر وزيادة عدد الرحلات البحرية اليومية.
كما يشهد الأرخبيل نشاطًا كبيرًا في مجال الفعاليات البحرية، حيث يتم تنظيم مهرجان الحريد السنوي، الذي يُعتبر من أبرز الفعاليات التي تستقطب الزوار من مختلف المناطق لمتابعة هذه الظاهرة الطبيعية الفريدة وصيد أسماك الحريد، تساهم هذه الفعاليات في تعزيز مكانة جزر فرسان كوجهة سياحية مميزة على المستوى المحلي والدولي.
تعد جزر فرسان واحدة من أبرز المشاريع السياحية في المملكة، وضمن رؤية المملكة 2030، تسعى السلطات إلى استثمار الإمكانيات السياحية الطبيعية والثقافية لهذه الجزر من خلال تطوير المزيد من المشاريع السياحية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، بهدف جذب مزيد من الزوار من داخل المملكة وخارجها.