تسألني كيف يحلو لك الوداع؟ فأجيبُك: حين يكون البُعدُ أبقى من اللقاء، وحين يصير الفراق أغلى من الوصال. أرأيتَ كيف يُعلّمنا الربيع فنَ الانفصال حين يُساقطُ أوراقه الذهبية كي تخلق من تلقاء نفسها ربيعًا جديدًا؟ وكيف يُلقي البحر بأمواجه على الشاطئ كي تعود إليه أنقى مما كانت؟ إنّ في التخلي حكمة إلهية لا يدركها إلا من ألقى بِقلبه في اليمِّ فعاد إليه مكلّلاً باللآلئ.