الباحة.. وجهة سياحية تجمع بين الطبيعة والتراث والتاريخ
تعتبر الباحة واحدة من الوجهات السياحية البارزة في المملكة حيث تتمتع بطبيعة خلابة وأجواء معتدلة تجعلها وجهة مفضلة للزوار على مدار العام.
تعرف المنطقة بتضاريسها الجبلية الساحرة، ووديانها الجارية، وشلالاتها المنحدرة، مما يمنحها طابعًا فريدًا يجذب عشاق الطبيعة والاستكشاف.
تتميز الباحة أيضًا بتنوع مواقعها السياحية التي تجمع بين الجمال الطبيعي والموروث الثقافي والتاريخي، ما يجعلها خيارًا مناسبًا لجميع الأذواق.
تحتضن المنطقة أكثر من 40 غابة طبيعية، إضافة إلى العديد من المتنزهات والمزارع السياحية التي توفر للزوار تجربة متكاملة تجمع بين الاسترخاء والترفيه.
المزارع السياحية، على وجه الخصوص، تحظى بإقبال كبير لما تقدمه من أنشطة تشمل التعرف على أسس الزراعة العضوية، والمشاركة في حصاد المحاصيل، وممارسة رياضات مثل ركوب الدراجات والمشي في الطبيعة، إلى جانب مشاهدة أنواع مختلفة من الطيور.
من أبرز المواقع السياحية في الباحة غابة رغدان، التي تطل على طريق العقبة الواصل بين مدينة الباحة ومحافظة المخواة، وتتميز بطبيعتها الخلابة التي تجمع بين الأشجار الكثيفة والإطلالات الجبلية، كما يشهد الطريق المؤدي إليها العديد من المعالم التاريخية، مثل الحصون والقلاع القديمة التي تعكس الطابع التراثي للمنطقة.
القرى التراثية في الباحة تشكل عنصرًا مهمًا في المشهد السياحي، حيث تحتضن المنطقة العديد من المواقع التاريخية التي تعود لمئات السنين، من بين هذه القرى، تأتي قرية “ذي عين”، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 400 عام، وتتميز بمنازلها الحجرية متعددة الطوابق التي تتربع على قمة جبل، محاطة بأشجار النخيل والموز والريحان.
كذلك، تضم المنطقة قرية الأطاولة التراثية، التي تحتوي على سوق ربوع قريش، وحصن مشيخة آل عثمان، وأول مدرسة نظامية، إضافة إلى المسجد التاريخي والنقوش الإسلامية الأثرية المحفورة على صخور البازلت.
يعد قصر ابن رقوش من أبرز المعالم التاريخية في الباحة، إذ يعود بناؤه إلى عام 1249هـ، ويتكون من مجموعة من المباني الضخمة ذات الطابع المعماري الفريد، إضافة إلى مجلس للقبيلة ومسجد ومهاجع للخدم.
أما قلعة بخروش بن علاس، فتقع شمال غربي محافظة القرى، وتعتبر من الحصون الدفاعية القديمة التي تضم أبراجًا وأسوارًا مرتفعة. يضاف إلى ذلك حصن الأخوين، الذي يطل على قرية الملد، ويتكون من حصنين متجاورين صامدين منذ مئات السنين.
البيوت التراثية في الباحة تعكس الطابع المعماري التقليدي للمنطقة، حيث تُبنى من الأحجار المحلية وتزين بأخشاب العرعر المغطاة بالطين، هذه النزل السياحية تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار، خاصة من الباحثين عن تجربة تجمع بين الأصالة والطبيعة، حيث توفر هذه البيوت أجواء تعكس التراث العربي الأصيل، وتشكل عنصر جذب مهمًا للاستثمارات في قطاع السياحة.
من الناحية العلمية، تضم الباحة العديد من المواقع الجيولوجية المهمة، أبرزها جبل شدا الأسفل، الذي يعود عمره الجيولوجي إلى أكثر من 763 مليون سنة.
يتميز الجبل بتكويناته الصخرية الفريدة التي تأخذ أشكالًا هندسية متنوعة، بعضها يشبه الحيوانات أو البشر، مما يجعله مزارًا فريدًا للباحثين ومحبي المغامرات.
الجانب الثقافي للباحة يظهر جليًا في متاحفها التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة وتراثها. متحف الباحة الإقليمي، الذي يمتد على مساحة 9000 متر مربع، يعد واحدًا من أهم المعالم الثقافية في المنطقة، حيث يضم قاعات عرض متحفية، ومكتبة، وقاعات محاضرات، وأقسامًا للترميم والتوثيق.
إضافة إلى ذلك، يضم متحف واجهة الأصالة آلاف القطع التاريخية التي تمثل مختلف العصور، من المخطوطات والأسلحة القديمة إلى العملات والأدوات الزراعية والمنحوتات الحجرية.
توفر الباحة أيضًا خيارات ترفيهية متعددة تلبي احتياجات العائلات والأطفال، مثل متنزه جدر الذي يمتد على مساحة 30 ألف متر مربع ويحتوي على ممرات للمشي وقنوات مائية.
كذلك، يعد متنزه الأمير حسام من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، حيث يضم مساحات خضراء واسعة، وجلسات مظللة، وبحيرة صناعية، إضافة إلى مسرح ومدرجات للعروض الترفيهية.
الباحة بموقعها المميز وطبيعتها الساحرة وتراثها العريق تقدم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الاسترخاء والاستكشاف والتعلم، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية في المملكة.