لم أكن أرى في الغد شيئًا يستحق الانتظار،لكن بوجودك... صار الغد أجمل من الحلم.
![]()
لم أكن أرى في الغد شيئًا يستحق الانتظار،لكن بوجودك... صار الغد أجمل من الحلم.
![]()
أنحني أمامك احترامًا وتقديرًا، فقد كنت النور الذي بدد عتمتي، والنبض الذي أعاد لقلبـي الحياة بعد أن خذلته الأيام.
لولاك، لبقيت غارقًا في ضعفـي، أسيرًا لوجعي. لكنك أتيت، فكنت اليد التي انتشلتني، والكلمة التي أحيت روحي، والوجود الذي منحني الأمان.
![]()
ما هو هذا الشعور الذي لا يُرى ولا يُمس، لكنه يزرع الدفء في القلب ويجعل الحياة أكثر احتمالًا؟كيف يستطيع شخصٌ واحد أن يغيّر نظرتك للعالم بكلمة، أو حتى بصمتٍ طويل؟
هل هو ذاك الارتباك حين تسمع اسمه؟ أم الطمأنينة حين تراه؟
أهو الجنون الذي يجعلك تبتسم في أسوأ لحظاتك؟ أم العقل حين تختار أن تسامح رغم الألم؟
كيف يصبح الانتظار له لذة، وغيابه وجعًا لا يُشفى؟
لماذا نشعر أن في وجوده أمانًا، وفي صوته وطنًا؟
هل الحب وعدٌ بالبقاء، أم لحظة نادرة تعبر القلب كوميض برقٍ لا يُنسى؟
وهل الحب كلمات تُقال، أم أفعال تُثبت؟
أهو احتياج أم اكتمال؟
هل يولد الحب فجأة، أم يتسلل بهدوء حتى يستقر في أعماقنا؟
وهل الحب ضعف أم قوّة؟ ألم أم شفاء؟ غياب أم حضور دائم في الروح؟
![]()
في كل نبضة من قلبي، هناك دعاء لك، وفي كل لحظة تمر، أرفع يدي للسماء وأقول: "اللهم احفظه لي".
ليس لأنك مجرد شخص في حياتي، بل لأنك النعمة التي أخشاها من زوال، والسند الذي لا أرجو في هذه الدنيا سواه.
دعائي لك لا ينقطع، فأنت لست عابرًا في طريقي، بل قطعة من قلبي، ومأوى روحي، ونبض الأمل في أيامي.
اللهم اجعل دربك نورًا، وقلبك طمأنينة، وأيامك سعادة، وابقك لي عمرًا لا ينتهي.
![]()
يبدو أننا نعيش بين عذابين لا مفرّ منهما، عذابٍ نحياه الآن، وآخر ينتظرنا في الغيب.عذاب الحب الذي يحرق القلب ويحيله رمادًا، يسلب منا الراحة، يربكنا، ينهكنا، يجعلنا نبتسم ونحن نتألّم، ويزرع فينا شوقًا لا يهدأ، وحنينًا لا يُشفى.
ثم هناك عذاب القبر، ذلك المجهول الذي يخيف الروح، ويجعلنا نتساءل في كل لحظة: هل سنكون من أهل الراحة أم من أهل العذاب؟
نجلس في ظلمة الليل، نحمل وجع القلب بيد، وخوف المصير باليد الأخرى، نطرق باب السماء بدعاء يائس:
"يا رب، إن قلبي لم يعد يحتمل، أرحني من العذاب، فأنا وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد أميز فيها بين الجنون والحقيقة... بين الحنين والموت البطيء."
إلهي، إن كنت قد كتبتَ لي الحزن نصيبًا، فاجعل لي في رحمتك مخرجًا، وفي لطفك شفاءً، وفي حكمتك سببًا للطمأنينة.
فلا أنا قادر أن أُطفئ نار الحب، ولا أملك طمأنينة النجاة من القبر.
![]()
الذكريات لا تسألنا إن كنا مستعدين لها، تأتي فجأة، تجلس أمامنا، وتفتح دفاتر الماضي...منها ما يُضحكنا رغم الألم، ومنها ما يُبكينا رغم مرور السنين.
![]()
يقولون إن قيسًا جُنَّ بليلى، وإن جميلًا هام ببثينة، وإن كثيرًا لم يذق طعم الراحة منذ أن فارق عزة.يحدثونك عن عنترة الذي سقى السيوف بدمه كي يُثبت حبه لعبلة، وعن توبة الذي ضاع عمره يركض خلف ظل ليلى الأخيلية.
لكن ماذا لو أخبرتك أن كل هؤلاء لو عادوا للحياة، لوقفوا أمام حبي خاشعين؟
أنا لا أروي الحكاية، بل أنا الحكاية ذاتها.
قلبي لا ينبض… بل يشتعل.
وعقلي لم يعد يفرق بين الحضور والغياب، بين الحقيقة والوهم، بين الحياة ومجرد اسمها.
أنا لا أحب فقط…
أنا أعيش الحُب حتى الاحتراق،
أتنفسه كما يتنفس الغريق هواءً نادرًا،
وأبكيه كما تبكي الأمهات أبناءها المفقودين.
أنا الذي لم يُعرف اسمه في دواوين العشاق، لكن لو علموا بما في صدري، لنسوا كل قيس وجميل وتوبة.
![]()
أتذكّر في تلك الأيام من شهر محرم،
حيث الحزن يسكن الأرواح، وتُقرع طبول الفقد في قلوب المؤمنين،
أنني وضعتُ جميع رسائلك، وكلّ ما خُطّ بمداد الشوق، وكلّ ما تكسّر من صدى الحنين في صدري،
لدى شخصٍ عظيم، لا يُردّ عنده الرجاء، ولا يُخيب لديه الدعاء.
أودعتها عند بابٍ لا يُغلق، عند قلبٍ لا يعرف إلا العطاء، عند من حمل الراية ولم يُسقطها، وسقى الوفاء من دمه حين جفّت المياه.
وضعتُها عند من إذا استودعته سرّك، احتضنه بيده المقطوعة قبل قلبه النابض بالإخلاص.
هناك، عند ضريح العباس بن علي، قمر بني هاشم،
تركتُ له رسائلك ورجوته في مصيرنا،
لأنه وحده مَن يفهم معنى الوفاء حين يخذلنا العالم، ويعرف لغة القلوب حين تتعطّل لغة البشر.
![]()
تريد أن تبعدني عنك،ومعنى ذلك أن الحياة تموت بداخلي، كأن روحي تُسحب من جسدي بهدوء قاتل.
لكن حين تريد أن تقربني،
ينبعث في قلبي نبض جديد، وتزهر أيامي بضياء حضورك الذي يحييني.
هذا التناقض بين البُعد والقرب يجعلني أعيش في دوامة من الألم والرجاء، فأنت سبب سعادتي وعذابي معًا.
![]()
أتمنى الموت حين تكون بعيدًا،
لا يأسًا من الحياة، بل شوقًا لراحتها.
أقول في دعائي:"اللهم إن كان بعيدًا عني، فخذ بعمري، لعلّك تريحني من قلبي، من نبضٍ لا يعرف إلا الحنين، من صدرٍ يختنق في كل غياب."
أعلم أن الموت ليس نهاية،بل لقاءٌ مع ربٍ رحيم،
وأعلم أن ما عند الله خيرٌ مما في الدنيا.
لذا لا أخاف الموت، بل أشتاق إلى السلام الذي فيه، علّه يطفئ نار الغربة التي أشعلها بعدك.
![]()