حقًّا إنها معجزة!
كيف للعقل أن يستوعب ما جرى مع الإمام محمد الجواد (عليه السلام)؟
طفلٌ في الثامنة من عمره يُفجع بفقد والده الغريب، الإمام الرضا (عليه السلام)، وفجأة يجد نفسه في قلب صراع كبير:
- سلطة بني العباس التي لا ترحم، وتُحاول احتواءه تارة، وتهديده أخرى.
- الواقفيون الذين شككوا في أصل الإمامة بعد الكاظم (عليه السلام)، والآن يتهيؤون للانقضاض على إمامة الصغير.
- كبار فقهاء الشيعة الذين لازموا الإمام الكاظم والرضا (عليهما السلام)، يترقّبون بقلق شديد مصير الشيعة والتشيّع.
- أعمامه وأبناء عمومته، وبعضهم طامع أو متردّد، يشككون في انتقال الإمامة إلى هذا الصبي.
- الشيعة بأسرهم، ينتظرون إشارة، كلمة، موقفًا يطمئن القلوب ويثبت الأقدام.
ومع كل هذه التحديات الهائلة، لم يتردّد الإمام الجواد (عليه السلام) لحظة.
لم يحتَج إلى سنين طويلة ليثبت جدارته، بل في أول امتحان فقهي علني أمام “يحيى بن أكثم” وحشد من علماء البلاط، أدهش الجميع بعلمه وقيادته وبيانه وهدوئه.
لم يكن الأمر فقط ذكاءً، بل إمامةٌ إلهية، نورٌ من عند الله، وحكمة مودعة في قلبٍ طاهر، هي ذاتها التي جعلت عيسى (عليه السلام) يتكلم في المهد، وجعلت الحكم ليحيى (عليه السلام) صبيا.
فسلامٌ عليه يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيّا.
-السيد محمد جواد شبر.