هل تنطفئ شعلة الحب بعد الزواج؟

❓نلاحظ في الرجل أنّه *يُقبل على المرأة بقوة في بداية العلاقة ويلاحقها،* وما إن تصبح زوجته وكأن هذه الحرارة تنطفىء. *في المقابل تعيش المرأة حالة من الشك والصراع بأنه لم يعد يحبها أو يريدها وتراها تكافح في البداية وتطالب،* لكنها لا تلبث أن تستسلم للأمر الواقع، *وتنتقل بعد مدة إلى حالة اللامبالاة والاستغناء عن الزوج،* وإن حاول هو بعدها التقرب منها، *وتكون النتيجة بأن تصبح العلاقة الزوجية باردة روتينية أشبه بالعلاقة الأخوية منها الزوجية،* فكيف يمكن أن نحفظ الزواج من الوصول إلى هذا المستوى من البرودة واللامبالاة والاستغناء؟

✍️ أوّلًا إنّ هذه حالة كثيرة الحصول ونعزوها إلى أنّ *حبّ الرجل لهذه المرأة لم يكن قائمًا على أسس وأصول متينة.* فالحب حتى يكون حقيقيًّا ينبغي أن ينشأ من معرفة الكمالات الموجودة *لدى الطرف الآخر من إيمان وصفات جميلة.* فإذا اندفع الرجل نحو المرأة بدافع الشهوة والرغبة الجسمانية والشمائل الخارجية *من دون الالتفات إلى الكمالات الحقيقيّة، فمن الطبيعي أنّ مثل هذا الاندفاع والإقبال سيذوي ويختفي بعد مدّة،* لأنّ كل جمال ظاهري بعد *مدة يصبح عاديًّا مهما بلغ.* فالذي يضفي الرونق والحيوية والتألق على الجمال الظاهري *هو الشيء التكاملي المستمر الذي ينشأ من الباطن.*
نعم، هذا لا يعني زوال الاحترام والعشرة الحسنة والتراحم والإحسان، *لأنّه يمكن لهذه الأمور أن تحصل من دون حب. ومن شأن هذا *التراحم والتواد أن يجعل هذه العلاقة لطيفة جميلة مليئة بالبهجة وأن يفعّل الحب أيضًا إذا كان كامنًا أو ضعيفًا ويوصله إلى درجات عالية جدًّا وبالتالي يضفي على هذه العلاقة دفئًا شديدًا.*