((رحلة البحث عن الهدوء))عبارة منذ أيام عالقة بذهني أرددها كل يوم كل ساعة كل دقيقة
فقررت ذلك وعزمت عليه..
وإعتزلت عن كل من هم حولي..
أصدقائي في العمل وفي الواقع..
اصطحبت أوراقي وقلمي وفجان قهوتي...
وجلست في مكان خاص، (المكان المخصص للإنعزال أحياناً بالنسبة لي)..
عادةً أحب الكتابة عندما أكون منفرداً أو حينما يكون هنالك موقف يستحق الكتابة.
أحضرت قهوتي وجلست على الأرض مستلقياً متكأ على وسادتي.
أشعلت سيجارة وبدأت بالكتابة بهدوء منعزلاً عن عالم الضجة والصراخ...
في رحلة البحث هذه عن الهدوء في عالم الضجة هذا وجدت صورتها بين أوراقي المبعثرة كانت مبتسمة نضراتها سراقة وبسمتها براقة فجلست أتأمل بصورتها حتى أخذني الخيالُ بعيداً سادتي:
وكأنني أشم برقبتها من أسفل إذنيها وأتنهد وهي تصدر أصواتاً كتلك التي نريد سماعها بهكذا لحضات ويدي تمشط بشعرها الأسود النازل على كتفيها حتى نزلت يدي على خصرها كأن خصرها مغناطيساً سحب يدي رغماً عني...
إنتابني شعور مخيف نتيجة لكثرة النضر إلى تلك الصورة فأوشكت على الجنون وقررت الرجوع الى عالم الضجه والهروب من عالمي الذي أسميته عالم الهدوء..
فالضجة كانت لمن أنضر أولاً ؟
لعينيها..
لشفاها ...
لشعرها ..
فعينيها عميقتين أعمق من النظر إلى البحار والمحيطات.
شفاها كأنها مصنوعة من فرط الرمان..
شعرها الناعم الأسود النازل على كتفيها كأنه ضلام الليل الدامس..
فجمعتُ أوراقي وسكبت ما تبقى من قهوتي وعدت مسرعاً من رحلتي هذه.
مع تحياتي لكم بالسعادة والرضا