«تقنيات ذكية» لخدمة الحجاج بمخيماتهم في المشاعر المقدسة


الساعة الذكية تقوم بمهام عدة أبرزها تحديد موقع الحاج الجغرافي بدقة للاستجابة السريعة في حالة الطوارئ (الشرق الأوسط)

تتعدّد المبادرات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم أفضل الخدمات إلى حجاج بيت الله الحرام خلال رحلتهم الإيمانية، ومنها تلك التي تُطبّق داخل مخيمات ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وتبرز منها الساعات الذكية، وقياس رضا الحاج من خلال تحليل «لغة الجسد» عبر كاميرات مزوّدة بتقنيات حديثة، إلى جانب توفير شاشات تفاعلية و«روبوتات» للإجابة عن الاستفسارات.
وتتيح «الساعة الذكية» التي طُبقت لأول مرة في موسم حج هذا العام من إحدى شركات الطوافة زر استجابة مرتبطاً بدائرة إلكترونية تمكّن الحاج من طلب المساعدة من أي موقع يوجد فيه، في حين تمكّن الشاشات التفاعلية الحاج من تقديم الملاحظات والشكاوى. كما يقدّم الروبوت خدمة الإجابة عن الاستفسارات العامة، في الوقت الذي يُقاس فيه رضا الحاج عن طريق استخدام تقنية تحليل لغة الجسد عبر كاميرات مزوّدة بأحدث التقنيات.
وقال مساعد الرئيس التنفيذي لـ«إكرام الضيف»، الدكتور عادل الجهني، إن توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الحجاج من ضمن الأولويات التي يعملون عليها في الشركة، مشيراً إلى أن ما يميّز الساعة الذكية التي تم توزيعها على أكثر من 260 حاجاً قادماً من تونس في حج هذا العام بصفتها مرحلة أولى، يتمثّل في معرفة الموقع الجغرافي الدقيق للحد من ظاهرة المفقودين، إلى جانب إتاحة زر استجابة سريع لطلب المساعدة في حالة الطوارئ من أي مكان يوجد فيه.
وأوضح الدكتور الجهني، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الساعة الذكية مرتبطة بدائرة إلكترونية تتيح التعرف على العلامات الحيوية للحاج، وعند ظهور أي مشكلة صحية يعاني منها الحاج يظهر إنذار مباشرة على الشاشة حيث يتم التعرف على اسم الحاج وموقعه الجغرافي؛ لتتوجه فرق المساندة إليه في غضون دقائق من المخيم إلى موقعه في المشاعر المقدسة، والعمل على تقديم الرعاية إليه، حتى وإن لم يطلب ذلك من زر الاستجابة السريع.

شاشات تفاعلية لخدمة الحجاج إلى جانب الأدوار المتعددة المتاحة في إدارة خدمة الضيوف (الشرق الأوسط)
وأشار إلى أن التقنية الحديثة في الساعة تتيح متابعة لحظية لخط سير الحاج، وتمكّن من معرفة المخالفين والخارجين عن مسار التفويج إلى الجمرات، مبيناً أنها تقدم قياساً للمدة الزمنية للفوج من خروجهم من المخيم إلى رمي الجمرات وعودتهم.
وبيّن أن مدة البطارية في الساعة تمتد لـ10 ساعات متواصلة، وعند انتهاء البطارية تظهر الساعة في آخر موقع كان به الحاج، لافتاً إلى أن الساعة تقدّم تقريراً مفصلاً عن المؤشرات الحيوية لكل حاج على شاشة العرض الموجودة في الشركة، وتبيّن قياس الضغط والنبض والحرارة، وإن كان الوضع طبيعياً أو هناك حاجة إلى التدخل من قِبل الجهات المساندة الموجودة معهم لتقديم الرعاية إلى الحاج.
إلى ذلك، أكد مدير إدارة التحول الرقمي في «رحلات ومنافع»، براء خشيفاتي، أن مبادرة قياس رضا الحجاج من خلال تحليل لغة الجسد تأتي في سياق العمل على تجويد الخدمات المقدمة إلى الضيوف وتقييم رضاهم عنها من خلال كاميرات مزوّدة بالذكاء الاصطناعي التي تقوم كذلك بمراقبة نظافة المخيمات من خلال إرسال إشارات خاصة إلى القائمين على المخيم بوجود نفايات في الممرات؛ ليسارعوا بإزالتها، ومنع تكدسها، إلى جانب مراقبة طاقم حراس الأمن الصناعي عند بوابات المخيمات للحد من عدم التزامهم بمواقعهم.
وأشار إلى أن مهمة «الروبوت» الذي وُفّر في عدد من المخيمات، القيام بدور موظف خدمة الضيوف، موضحاً أن دور الشاشات التفاعلية هو تمكين الحاج من الاستفسار أو تقديم شكاوى من مقر إقامته في مشعر منى من خلال فريق الرصد؛ حيث تُؤخذ ملاحظته بعين الاعتبار.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي في «رحلات ومنافع»، محمد الخزامي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحج فرصة لتعزيز الخدمات اللوجيستية، بجانب إتاحة تحليل البيانات الآني استجابة سريعة لأي تحديات ناشئة، مما يضمن تجربة حج سلسة وآمنة للجميع، مشيراً إلى أنهم يخدمون نحو 100 ألف حاج من 10 دول ينتمون إلى 3 قارات حول العالم.