مستقبل الشرق الاوسط بين الازدهار والانهيار
قد نرى وجود تغيرات كثيرة تطرأ على العديد من الدول في العالم بشكل اجمع .و لعلَ هذه التغيرات تكاد تكون وفق عدة مبادئ و اسس منها تغيرات عن طريق الانتخابات او عن طريق الثورات او الانقلابات .تجد هناك عدة رؤى لمثل هذه الحالات .فنجد ان ما يحصل في الانتخابات هو تحصيل حاصل لوجود مدة زمنية تكاد تكون اربع سنوات .و هنا لا بد ان نعرج الى نقطة مهمة جداً الا وهي تأثير العامل الاقليمي على سير الانتخابات .كما حصلَ في الانتخابات العراقية و الانتخابات الامريكية و لكن بنسب معينة .و كذلك هو الحال لبقية الدول .اذ نجد تعدد الرؤى في الانتخابات الامريكية لعام 2024 .اذ نجد تنافس كل من الحزب الديمقراطي و الجمهوري على منصب الرئاسة الامريكية و الكونغرس الامريكي .فقد حاولَ الحزب الديمقراطي التنازع مع الحزب الجمهوري للسيطرة على نفوذ دونالد ترامب .محاولين وضع الخطط التي تدهور مستقبله السياسي لوضع المصالح الشخصية فوق كلِ شيء .اضافة الى تكرار محاولة اغتياله للحيلولة دون فوزه .مع العمل على بناء الخطط الخاصة بهم. و لكن منذ تشرين الاول لعام 2024 استطاع ترامب الفوز في الانتخابات الامريكية بفوز ساحق .من خلال وضع خطط استراتيجية و اقتصادية ناجحة .و لا سيما في استخدام مبدأ مهم للغاية و هو حل النزاعات الدولية من خلال وضع خطة السلام في حل الازمات .هنا نستوقف قليلاً في تغيير سيناريو الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) باختلاف منهاجه في عام 2016 عن عام 2025 .و بالمقابل تجد تأكيد الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) في زيادة العقوبات على ايران .لما تشكله من خطر في التهديدات الاقليمية للشرق الاوسط بحجج واهية .مع العمل على زعزعة الامن الاقليمي و اعادة فرض عقوبات اشد على ايران .و محاولة ايجاد ازمة تسوية للقضية الفلسطينية في ظل استمرار الهجوم الاسرائيلي على غزة و لبنان .وسط ازمة عالية المستوى من القتل الوحشي اليومي للأطفال و النساء و العديد من الضحايا من ابناء الدولتين .هنا تجدر الاشارة الى رفع قضية دعوة في محكمة العدل الدولية ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو) جاءت بعد التحذيرات الدولية من قبل العديد من الدول تجاه (نتنياهو).نتيجة للوحشية الانسانية .و اتباع ابشع الجرائم بحق شعوب المنطقة .و لاسيما في استخدام سياسة التجويع ضد الشعوب .اذ نجد يومياً سلسلة من الاعتداءات الصهيونية على غزة مخلفين العديد من القتلى و اعداد كبيرة من الجرحى .و نجد هناك حالة حدثت مؤخراً في قيام الثورة السورية في شهر كانون الاول لعام 2024 .اذ نجد قيام الشعب السوري من اسقاط حكم بشار الاسد من سوريا و هروبه الى روسيا .نتيجة لسياسة القتل و العنف و السجون و المقابر الجماعية .و انتشار كل مظاهر التخلف في كافة المجالات .و الادهى من ذلك السيطرة من قبل ايران في استخدام نفوذها السياسي كورقة لتحقيق مصالحها السياسية في نشر فصائل المقاومة فيها .والكثير من الجوانب كالسيطرة على الجانب الاقتصادي .ولكن بعد قيام الثورة السورية استطاع الشعب السوري النهوض مرة اخرى بإعادة السيادة السورية مرة اخرى .مع التأكيد على العمل على تأسيس دولة جديدة تتحكم بها سلطة القانون و تشكيل دولة مدنية بعيدة كل البعد عن الصراعات الاقليمية و فتح صفحات للسلام .كل ما ذكر في اعلاه تم التأكيد عليه من قبل الرئيس السوري الجديد (احمد الشرع) و كافة السلطات السورية في الحث على اعلان مبدأ للنظام السوري الجديد هو (سوريا اولاً) مع العمل لتأسيس نظام دستوري جديد يعمل على وضع الاسس الصحيحة لبناء نظام جديد لسوريا يهدف الى تعزيز فرض السلام في كافة انحاء سوريا . هنا لابد الاشارة الى نقطة مهمة الا وهي ما هو دور ايران في كل ذلك ؟ فهي تعمل على اعادة خلط الاوراق مرة اخرى بطرق مختلفة .فهي تعمل على اعادة صياغة اسلوب جديد من خلال طرح عدة مبادرات مثل ورقة التفاوض مع كل من يحاول خلط الاوراق بشكل يرضي المصالح الشخصية لحكام ايران .بعيدة عن مصلحة الشعب الذي يعاني من الضغوط الاقتصادية .و بالعودة الى الوضع اللبناني نرى حدوث تغير جديد في لبنان .و لا سيما بعد انتخاب الرئيس اللبناني الجديد (جوزاف عون) والذي كانت له خطوات ناجحة في السعي الحثيث لانفتاح لبنان على دول العالم .من خلال اتخاذ عدة خطوات اساسية تكاد تكون هي الفاعلة في الوضع الحالي ومنها استقلالية القضاء و التأكيد على استقلالية الجيش اللبناني الجديد .مع العمل على توفير الاسس الاستراتيجية لبناء القطاع المصرفي .و التعاون مع الدول بشكل يثير البهجة والسرور .هنا يستوجب لنا الوقوف عند نقطة مهمة للغاية .الا وهي نرى رؤية دولتي (سوريا ولبنان) نحو تأسيس عهد جديد بعيد كل البعد عن التدخلات الخارجية ولا سيما ايران التي حاولت التدخل بعدة طرق ولكن دون جدوى .و من الجدير بالذكر ان موعد التسلم الرسمي للرئيس الامريكي (دونالد ترامب ) الرئاسة الامريكية في 20 /1/2025.و هنا نجد مواقفه الجديدة في تهدئة الاوضاع باتت واضحة قبل تسلمه للسلطة .من خلال الاتصال بأطراف الدول المتنازعة و السعي الى حلها بأسلوب امثل من خلال وقف اطلاق النار في غزة .من خلال الضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي (بنامين نتنياهو) في حل الصراع مع حركة حماس .والتي لاقت ترحيبات عربية وعالمية .مقابل ذلك السعي في حل الصراعات بين روسيا وكرواتيا والتي اضحت هي الاخرى تمثل خطوة فعالة في ازدهار الامم .بعد ان كانت ساحة للصراعات بين الدولتين .و نلاحظ هنا سعي الولايات المتحدة الامريكية للتوصل الى ايجاد مفاوضات بين امريكا و ايران مقابل شروط عدة و منها تفكيك السلاح النووي في ايران و حل المليشيات المتربطة مع ايران .اضافة الى تحجيب النفوذ الايراني في المنطقة .مع العمل على الحث نشر السلام في المنطقة .و الكل يعلم ان النفوذ الايراني منتشر عبر عدة دول منها (فلسطين متمثلاً بحركة حماس) و لبنان متمثلاً بحزب الله و اليمن متمثلاً بالحوثين و مليشيات العراق .نجد انَ كل هذه التنظيمات و المليشيات يتم السيطرة عليها من قبل ايران من حيث تزويدهم بالأسلحة و الصواريخ البالستية و التي تُسبب نشر الفوضى و استهداف الشعوب لأغراض و مصالح سياسية تعمل على نشر السلبيات المتعددة مثل الحروب فهي تعمل على هذه المبادئ بحجج واهية .اضافة الى تهريب النفط للخلاص من العقوبات الدولية المفروضة عليها .ناهيك عن تهريب المخدرات بوسائل مخفية عن الانظار . و لو نرى الى هجمات الحوثين على اسرائيل منذ السابع من اكتوبر .لوجدنا الكثير من الملفات الساخنة منها توجيه الضربات المتتالية الى اسرائيل .في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية .مقابل ذلك نرى الرد الاسرائيلي على الحوثيين .اضافة الى منع التجارة البحرية من كافة دول العالم من خلال ضرب السفن التجارية و لاسيما السفن الامريكية منها .لذا عملت الرئاسة الامريكية على ضرب البنى التحتية للحوثيين .و شل الحركة في اليمن منذ اذار عام 2025 .و بعد الضرب المبرح للحوثيين اعلن الحوثيين عن رفع الراية البيضاء امام امريكا .من الجدير بالذكر ان ايران اعلنت براءتها من كل المليشيات السياسية في الدول العربية .في نرى استمرار اسرائيل بالدفاع عن مصالحها في ضرب الحوثيين لأنهاء دورها في المنطقة .وهنا نود القول الى وجود تعاون امريكي اسرائيلي في ضرب الاعداء في الشرق الاوسط .و في ظل وجود مفاوضة بين امريكا وايران .عمدَ الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) الى ممارسة الضغط الاقصى على رئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في عدم ضرب ايران حتى بعد انتهاء المفاوضات بين الدولتين .نجد هنا مسألة مهمة للغاية الا وهي استمرار الاعتداءات اليومية على فلسطين مخلفة العديد من الشهداء والجرحى .بل و الادهى من ذلك استخدام اسلوب التجويع ضد الشعب الفلسطيني .رغم التنديد المستمر من قبل هيئة الامم المتحدة اضافة الى المنظمات العالمية و الاتحاد الاوربي
و ختاماً نرى مستقبل الشرق الاوسط يمضي في مرحلة ازدهار بعض الدول مقابل انهيار بعض الدول وسط تعدد الصراعات و عدم وجود رؤية ثابتة في تحديد مصير تلك الدول .مع محاولة زرع الفتن بشتى انواعها للحيلولة من بناء المصالح الشخصية و الاقتصادية على حساب شعوبها بشتى الطرق .