قرأت حديثًا جميلًا عن رسول الله -صلى الله عليه وآله- فيه نصيحة رائعة، خصوصًا عندما كان الناس يستخدمون السرج ذات الفتائل في دورهم قبل أن تضيئها الطاقة الكهربائية: "أطفئوا المصابيح بالليل لا تجرّها الفويسقة فتحرق البيتَ وما فيه" فاستذكرتُ ما فعلت تلك الفويسقة الوضيعة بنخيلٍ وزرع وأشياء أخرى في بستاني الصغير.
ما كاد ثمر النخيل يلوح بالنضوج بعد عناية طويلة وتكلفة شراء نبات وكراء عامل إصلاح حتى خطر في بال الفويسقة أن يقضي على شطرٍ كبير منه. ليس للأكل، إنما العبث والتسلية!
زرعت شجيرات طماطم وخضراوات في فصل الشتاء، ليس بغرض الربح، وعندما كبرت وقاربت ثمارها النضوج، صال فيها وجال بأنيابه ونهش ما أراد منها. لا يأكلها إنما يخربها.
إذا لم يجد ما يتذوقه يقرض سيقان أشجار الزينة العالية!
حبال وأسلاك كهرباء ادخرتها لوقت الحاجة. لا داعي لأخبركم كيف خربها!
يفعل ذلك بحضور قطين سمينين، يتجولان بحرية ويأكلان من بقايا أسماك الصافي المقلي بالسمن النباتي. لا أعلم هل في هذا الزمان استقوى الفأر والجرذ أم جبن القطّ؟
قرأتُ التالي ولم أتأكد من صحة روايته: "لما ركب نوح -عليه السلام- في السفينة ألقى الله -عز وجل- السكينة على ما فيها من الدواب والطير والوحش، فلم يكن شيئ فيها يضر شيئًا كانت الشاة تحتك بالذئب، والبقرة تحتك بالأسد، والعصفور يقع على الحية فلا يضر شيئ شيئًا ولا يهيجه، ولم يكن لها ضجر ولا صخب ولا سبة ولا لعن قد أهمتهم أنفسهم، وأذهب الله -عز وجل- حمة كل ذي حمة، فلم يزالوا كذلك في السفينة حتى خرجوا منها، وكان الفأر قد كثر في السفينة والعذرة، فأوحى الله -عز وجل- إلى نوح -عليه السلام-: أن يمسح الأسد، فمسحه فعطس فخرج من منخريه هران ذكر وأنثى فخفف الفأر، ومسح وجه الفيل فعطس فخرج من منخريه خنزيران ذكر وأنثى فخفف العذرة".
ألا يذكركم هذا الفأر، محطوط القدر، بأصناف من البشر؟ يخربون من أجل الخراب، لا فائدة لهم تجنى سوى أنهم يطيرون من الفرح عندما يخربون! الفرق أن الفأر لا يفعل ذلك عنوة إنما بالفطرة الحيوانية.
أيها الفأر، احذر: بين الإنسان وبعض أصناف الحيوان ألفة ومحبة أنت خارج منها. أنت فأرٌ لئيم تسكن عندي، تأكد من كدّي، تخرب زرعي، أهكذا يكون رد الجميل؟
بعض البشر أيضًا يعضون الأيادي الكريمة التي تكرمهم وتنعم عليهم!
أُريدُ حَياتَهُ وَيُريد قَتلي
عَذِيرَكَ من خليلِكَ من مُرادِ
كنت أخشى مضايقة الجمال في الصحراء عندما نضطر للذهاب في مهام العمل خوفًا من انتقامهَا حسب ما عرفت عن قوة ذاكرتها وتتبع من يؤذيها. أظن أنّ الفئران والجرذان كذلك، إما أن تقتلها أو تدعها. هي الآن تنتقم مني بسبب محاولات القضاء عليها التي فشلت في فصل الشتاء بسلاح العصاة والسمّ. الفئران لها عقول معقدة وذاكرة جيدة!