تزيد الوحدة والعزلة الاجتماعية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري وتدهور القدرات المعرفية والوفاة المبكرة. ويمكن أيضا أن تؤثرا على الصحة النفسية، إذ أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. ويمكن أن تؤدي الوحدة أيضا إلى القلق والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
وتمتد هذه التأثيرات إلى مجالي التعلم والعمل. فالمراهقون الذين يشعرون بالوحدة عرضة بنسبة 22% أكثر من غيرهم للحصول على درجات أو مؤهلات أقل. وقد يواجه البالغون الذين يشعرون بالوحدة صعوبة أكبر في العثور على عمل أو الحفاظ عليه وقد يكسبون أجراً أقل بمرور الوقت.
وعلى مستوى المجتمعات المحلية، تقوّض الوحدة التماسك الاجتماعي وتكلف مليارات من الخسائر في الإنتاجية والرعاية الصحية. وغالبا ما تحظى المجتمعات المحلية التي تسودها روابط اجتماعية متينة بقدر أكبر من الأمان والصحة والقدرة على الصمود، بما في ذلك الاستجابة للكوارث.
السبيل نحو مجتمعات أوفر صحة
وهناك حلول للحد من الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية على مستويات متعددة - على المستوى الوطني والمجتمعي والفردي - وتتنوع هذه الحلول بين إذكاء الوعي وتغيير السياسات الوطنية وتعزيز البنية التحتية الاجتماعية (مثل الحدائق والمكتبات والمقاهي) وإتاحة التدخلات النفسية.
ويدرك معظم الناس معنى الشعور بالوحدة. ويمكن لكل شخص أن يُحدث فارقاً باتباع خطوات يومية بسيطة - مثل التواصل مع صديق محتاج، أو تنحية الهاتف جانباً من أجل حضور ذهني كامل أثناء المحادثة، أو إلقاء التحية على أحد الجيران، أو الانضمام إلى مجموعة محلية، أو المشاركة في أنشطة تطوعية.
تأثير العزلة والوحدة على الصحة النفسية:-
1.زيادة القلق والاكتئاب:–
قد يشعر الشخص العزل بالقلق والاكتئاب بسبب شعوره بالوحدة والعزلة، وقد يؤدي هذا الشعور إلى العديد من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والتعب العاطفي.
2.انخفاض الثقة بالنفس:–
يمكن للعزلة والوحدة أن تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس، حيث يشعر الشخص بأنه غير قادر على التعامل مع الآخرين وأنه غير قابل للتحمل، وبالتالي ينخفض مستوى ثقته بنفسه ويشعر بالضعف النفسي.
3.اضطرابات النوم:–
يعاني الكثيرون الذين يشعرون بالعزلة والوحدة من اضطرابات النوم، ويصعب عليهم النوم لفترات طويلة من الوقت، مما يؤثر على جودة الحياة ويؤدي إلى تدهور الصحة النفسية.
4.زيادة مستويات الإجهاد:–
تعد العزلة والوحدة مصدرًا للإجهاد النفسي، ويشعر الشخص المعزول بالتوتر والتعب والإحباط، وتزيد هذه الأعراض مع الزمن.
5.تدهور العلاقات الاجتماعية:–
تؤدي العزلة والوحدة إلى تدهور العلاقات الاجتماعية للفرد، وتقليل فرص التعرف على أشخاص جدد والتواصل معهم، مما يزيد من مشاعر العزلة والوحدة، وتصبح هذه الدورة صعبة الكسر.
6.تغيرات في السلوك:–
يمكن للعزلة والوحدة أن تؤدي إلى تغييرات في السلوك اليومي للفرد، حيث يمكن أن يصبح الشخص أقل نشاطًا وأقل اجتماعيًا وأقل مبادرةً في العمل والحياة اليومية، مما يؤثر على الإنتاجية والصحة النفسية.
7.تراجع الأداء العقلي:–
قد يؤدي العزلة والوحدة إلى تراجع الأداء العقلي والذهني للفرد، ويمكن لهذا التراجع أن يؤثر على القدرة على التركيز واتخاذ القرارات والتعلم والذاكرة.
8.زيادة مخاطر الأمراض الجسدية:–
تؤدي العزلة والوحدة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض الجسدية مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية والسكري وغيرها، وهذا يرجع إلى عدم ممارسة الأنشطة البدنية وعدم التغذية المتوازنة وعدم التواصل الاجتماعي.
-