رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضع لنا رسالة ودستور يجب أن نسير وفق ما ارشدنا إليه قدر الإمكان لتجنب بعض الشبهات التي أساءت للإسلام
مازال ميدان معركة الطف ،ساحة مفتوحة لصراع الحق ضد الباطل .
وكربلاء رسالة موحاة من الله مثلما اوحى لمحمد بن عبد المطلب ، فهذه كانت رسالتها سور وعي وادراك اعجازها لغة وبلاغة وتلك كانت صور تضحية وفداء، اعجازها يخالف كل مألوف ويناقض كل معقول في انتصار الدم على السيف.
فهي رسالة عز وكرامة تشد على يد كل حرٍ في هذا العالم، وهي دعوة رفضٍ لكل جور وطغيان ، لن يؤمن بها ألا مَن ولدتهم امهاتهم حرارا.
سيدنا الحسين رضي الله عنه خرج طالبا للحكم لان أخيه الحسن رضي الله عنه عندما تنازل عن الحكم لمعاوية اشترط أن يكون الحكم من بعده له
ولما توفي الحسن رضي الله عنه رأي معاوية رضي الله عنه أنه بذلك معفى من الشرط فجعل الحكم من بعده لابنه يزيد
لذلك خرج الحسين رضي الله عنه بعدما خدعه أتابعه وأوهموه بالتأيد والنصرة فلما خرج تركوه لمصيره وحده
رضي الله عنه وأرضاه
﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
من يختزل ثورة الحسين عليه السلام بأنها طمع في الحكم، فهو لم يفهم التاريخ، قرأه بعينٍ مائلة، وقلبٍ امتلأ بحب معاوية وليس بالحق.
هذا التفسير الساذج يُعري قصورًا عميقًا في الفهم، فالحسين لم يخرج ليأخذ سلطانًا، انما خرج ليقول “لا” في زمنٍ تعوّد الناس فيه على “نعم” للباطل.
محبتكم لمعاوية أعمتكم عن رؤية من نكث العهد، وسفك الدماء، ومهّد ليزيد المستهتر أن يحكم أمة محمد
عيبٌ على من يُدين الحسين، ويسوّغ ليزيد!
تقصيركم ليس في المعرفة فقط… حتى في المروءة